عثرت الشرطة على زوج حذاء روبي أحمر اللون، أُنتج لترتديه المُمَثِّلة الأميركية جودي غارلاند (1922-1969) في فيلم The Wizard of Oz (ساحر أوز)، بعد أكثر من 10 أعوام من سرقته من متحف جودي غارلاند في غراند رابيدز بولاية مينيسوتا.
وقد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في مؤتمر صحافي أمس الأربعاء 4 سبتمبر/أيلول 2018، أن استعادة الحذاء تمَّت أثناء عملية سرية في مينابوليس، أكبر مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، لينهي أعواماً من شبهات المؤامرة والفضيحة التي كانت تحوم حول مكان الحذاء.
ظهر الخيط الرئيسي عن مكان الحذاء في صيف 2017، حين تواصل أحد الأفراد مع الشركة التي أمّنت الحذاء، مدعياً امتلاكه معلومات عن الحذاء وكيفية استعادته. وسرعان ما صار من الواضح أن محاولته ما هي إلا ابتزاز لملاك الحذاء، ليتم التواصل مع الشرطة.
وقال العميل الخاص كريستوفر دودلي، الذي قاد التحقيقات من مكتب التحقيقات الفيدرالي في مينابوليس، مُوضِّحاً: "كانت أولويتنا الأولى هي الاسترداد الآمن للحذاء"، وأضاف أنه تم تحديد العديد من المُشتَبَه بهم، ولكن لإنفاذ القانون "لا نزال نعمل على التأكُّد من أننا حدَّدَنا كل الأطراف المُتورِّطة في السرقة الأولى، ومحاولات الابتزاز الأخيرة لاستعادته"، على حدِّ قوله.
أعار الحذاء مايكل شو، جامع تذكارات الأفلام، إلى المتحف في 2005. واقترح المتحف على شو حفظ الحذاء في قبوٍ كلَّ ليلة، لكنه لم يأخذ بالاقتراح تجنُّباً لحمل عاملي المتحف الحذاء القيِّم يومياً، وكان على يقينٍ أن أمن المتحف سيفي بالغرض.
لكن ثبت أن ذلك خطأ، إذ اكتشف العاملون بالمتحف، ذات صباح، في أغسطس/آب 2005، اختفاء الحذاء، وتحطُّم الصندوق الذي يحتويه، وفشل جهاز الإنذار في تنبيه الشرطة لعملية السرقة كما كان مُخطَّطاً له أن يعمل، وفق صحيفة The Guardian البريطانية.
في الأعوام التالية، كانت هناك محاولاتٌ عدة لمعرفة مكان الحذاء. وعرضت الشرطة 250 ألف دولار أميركي مكافأةً لمن يدلي بأيِّ معلومةٍ تسهم في استعادته. وبعد ذلك بوقتٍ قصير، عرض شخصٌ مجهول مكافأةً قدرها مليون دولار أميركي لمن يدُل على مكان الحذاء واسم سارقه.
حتى إن مُتطوِّعين غطسوا في بحيرة Tioga Mine Pit العميقة بالقرب من المتحف، بعد الاعتقاد أن سارقاً منفعلاً تخلَّص من الحذاء بإلقائه في البحيرة. كما عيَّن المتحف شركة تحقيقات خاصة في 2013، لمواصلة العمل على القضية، ولكن في النهاية كان مكتب التحقيقات الفيدرالي هو من أنجز المهمة.
وقد بلغت قيمة تأمين الحذاء المسروق من المتحف مليون دولار أميركي. ويعتقد البعض أن شو خطَّط للسرقة حتى يحصل على قيمة التأمين. وقاضت شركة التأمين كلاً من شو والمتحف ومديره، بدعوى الاحتيال، وسُوِّيَت القضية في 2007، باستحقاق شو تعويضاً قدره 800 ألف دولار أميركي.
قد يسأل أحدهم، وما أهمية هذا الحذاء؟
حذاء دوروثي له ما يشبه الحالة الأسطورية في عالم التذكارات السينمائية. ويُعتَقَد أنه صُنِعَ 7 أزواج من الحذاء للفيلم لترتديه غارلاند.
ولوقتٍ طويل كانت أغلب الأحذية في ملكية كينت وارنر، وهو رجلٌ محب للأفلام وغريب الأطوار، يمتلئ منزله بتذكاراتٍ سينمائية اختلسها أثناء فترة عمله في هوليوود. وكان معروفاً بعرضه للأفلام الكلاسيكية في منزله، بينما يسير بملابس أصلية أخذها من مواقع التصوير.
وقد استحوذ وارنر على الحذاء بعد أن طُلِبَ منه فهرسة وتحضير مزاد لـ MGM props. وأخبر الاستوديو أن للحذاء زوجاً واحداً فقط، وعرضه لبائع المزاد العلني، بعد أن عبَّأ حقيبة كبيرة من القماش بالأزواج الأخرى وغادر المزاد.
لكن وارنر توفي في العام 1984، وكان قد حاول أن يبيع معظم أزواج الأحذية قبل وفاته بأعوام، لذا أحاط الغموض مكان الحذاء وملاكه، الذين كانوا موضوعاً لفيلمٍ وثائقي في العام 2008، بعنوان The Slippers، لمخرجه مورغان وايت.
لمزيد من أخبار الفن على "عربي بوست"، اقرأ أيضاً..