في أحد البرامج الإذاعية صرّح المطرب الإيراني الشهير همايون شجريان عن رغبته في إقامة حفل غنائي بالمجان للجماهير الإيرانية، وأعلن أنه يرغب أن يكون هذا الحفل في أحد شوارع أكثر المدن في طهران فقراً، وذلك لتخفيف الضغوطات التي يتعرض لها الإيرانيون بسبب المشاكل الاقتصادية وإعادة العقوبات الأميركية، وانهيار العملة.
– في مداخلته الإذاعية قال شجريان، عندما فكرت كيف لي أن أساعد الإيرانييون في تلك المحنة، فلم أجد أفضل من التجمع في حفل غنائي لسُويعات، لعل الموسيقى تساعد الشعب الإيراني على نسيان تلك الأزمة ولو مؤقتاً، وأضاف شجريان قائلاً: "كل هدفي أن نشعر أننا أفضل بوجودنا بجانب بعضها البعض".
لكن في نفس الوقت أعلن شجريان عن قلقه من عدم إصدار وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي التصاريح اللازمة لهذا الحفل.
سيكون أول حفل في الشارع
لا توجد في إيران فكرة إقامة حفلات غنائية في الشوارع، قد يكون هناك عروض فنية أحياناً، ولكنها تقام في الحدائق العامة؛ ليبقى عدد الحاضرين محدوداً، لكن ما يطلبه شجريان هو حفل في الهواء الطلق وبالمجان، وهذا ما يعني أن عدد الحاضرين سيكون كبيراً للغاية.
عندما أعلن شجريان عن رغبته في إقامة هذا الحفل، صرح عدد من المسؤولين في بلدية طهران بأن هذا الإعلان يسعدهم، وإنهم سيتواصلون مع شجريان لمناقشة الإجراءات اللازمة وإصدار التصاريح بالتنسيق مع وزارة الثقافة.
لكن هل يستطيع شجريان تحقيق رغبته وإقامة الحفل؟
لقي إعلان شجريان رغبته في إقامة حفل مجاني في الشارع صدى كبيراً بين الإيرانيين، ورحب عدد كبير بهذا الحفل، ولكن يرى الصحافى "رامين" أنه بالرغم من ترحيب بلدية طهران في البداية، فإنه إلى الآن لم يتحرك أحد المسؤولين لإقامة الحفل، وانتقد رامين أيضاً موقف شجريان الذي قال عنه: "إنه أيضاً سلبي، ولم ألمس منه أي تحرك فعلي إلى الآن".
وقال مسؤول في مجلس بلدية طهران إن الأمر صعب إلى حد ما، تجهيز الشارع لإقامة مثل هذا الحفل يحتاج إلى العديد من الأشياء، منها على سبيل المثال نظام صوتي عالي الدقة، وشاشات عرض في كل مكان، ويجب على الأمن وضع خُطة مُحكمة ونشر عدد كبير من القوات لمنع خروج الأمور عن السيطرة.
لكن يبدو أن كل تلك الأمور التي تحدث عنها عضو مجلس بلدية طهران، سهل القيام بها في جزيرة كيش الإيرانية، جزيرة كيش هي أحد الأماكن السياحية الهامة في إيران، تتميز بجوها الهادئ والمعتدل، بجانب أنها لا تلتزم بقيود الجمهورية الإسلامية بشكل كبير كما هو الحال في باقي المدن الإيرانية.
حتى الفرحة، ستكون من نصيب الأثرياء!
تقضى الأسر الإيرانية الثرية أغلب عطلاتها في تلك الجزيرة، لذلك باأامس تم توقيع اتفاقية بين سيد مجتبى حسيني، نائب مدير الشؤون الفنية في وزارة الثقافة، وبين محمد أنصاري رئيس المنطقة الحرة في جزيرة كيش، للسماح بإقامة حفلات فنية في الشارع، وتوفير الخدمات اللازمة لذلك الأمر.
انتقد العديد تلك الاتفاقية، بينما الإيرانيون في طهران ينتظرون حفلاً مجانياً من مطربهم المفضل، وينتظرون التصاريح اللازمة من وزارة الثقافة، تذهب الوزارة لإقامة تلك الحفلات في جزيرة لا يذهب إليها إلا الأثرياء.
عقب أن أعلن همايون عن رغبته في إقامة حفل مجاني، تبعه مطربون كثيرون، لكنه يظل المطرب الأول الذي اقترح فكرة حفل في الشارع الإيراني وبالمجان، وانتقد عدد من الإيرانيين إلغاء بعض المطربين لحفلاتهم مؤخراً؛ نظراً للظروف الاقتصادية السيئة التي تمر بها إيران.
وإلى الآن لم يحصل همايون شجريان على التصاريح اللازمة لإقامة الحفل الذي يتمناه وينتظره الإيرانيون.