جريئة، مشوقة، وبعضها عنصرية.. إليك أبرز أفلام المخرج المثير للجدل «كوينتن تارانتينو»

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/15 الساعة 16:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/04 الساعة 16:07 بتوقيت غرينتش

سواء أكنت من معجبيه أم لا.. فإنه لا يمكنك إنكار أن المخرج الأميركي كوينتين تارانتينو هو أحد أشهر المخرجين السينمائيين على الإطلاق.

ويأتي ذلك بفضل قائمة أعماله الشاملة التي تتضمَّن نجاحاتٍ كبيرة ومهمة وتجارية، إضافة إلى نصيب لا بأس به من الجدل الذي يُثار حول هذه الأعمال. ويتميز تارانتينو بأسلوبه الانتقائي وتبنّيه نهج ما بعد الحداثة بدرجةٍ قوية في سرد القصص، عبر تناول المواضيع الساخرة، وتجسيد العنف المفرط.

وهو الأمر الذي ألهم جيلاً جديداً كاملاً من المخرجين، الذين يتطلَّعون إلى خلق أعمال ساحرة اقتداءً ببطلهم.

وبمجموع 9 أفلام، وفيلم جديد زاخر بالنجوم يتجهّز على الساحة، تمكَّنت صحيفة "ميرور" من تجميع دليلٍ لأعمال تارانتينو الإخراجية، مع تصنيف أفلامه المميزة، من الأسوأ إلى الأفضل.

  1. فيلم Death Proof (إنتاج عام 2007)

يجمع النقاد والجماهير وحتى تارانتينو نفسه، على أن ذلك الفيلم كان الأسوأ من ضمن مجموعة أفلامه المميزة.

حيث تُركّز قصة الفيلم على القاتل المتسلسل ستانتمان مايك مكاي (الذي يؤدي دوره الممثل كيرت راسل)؛ إذ يقتل النساء مستخدماً سيارته المقدامة "المضادة للموت".

وضمَّ الفيلم العديد من النجوم مثل روزاريو دوسن، وروز مكغوان، وسيدني بواتييه، وماري إليزابيث وينستد، والممثلة البديلة للأدوار الخطيرة زوي بيل في أول دور لها أدته بنفسها.

وفي محاولة لمحاكاة مسرح grindhouse الحقيقي، عُرض فيلم Death Proof على المسارح في نفس توقيت عرض فيلم Planet Terror للمخرج روبرت رودريغيز، الذي أخرج أيضاً Sin City.

 

8. فيلم The Hateful Eight (إنتاج عام 2015)

The Hateful Eight، هو الفيلم الأحدث ضمن هذه القائمة، ويُعد فيلماً ملحمياً ذا عددٍ محدودٍ من الشخصيات، يصف حياة الغرب، مع طاقم ممثلين يتألف من 8 أغراب يبحثون عن ملجأ عند موقف للحناطير في أثناء عاصفة ثلجية.

في الفيلم ذي الـ169 دقيقة، يفسح مساحة كبيرة للممثلين النجوم أمثال (صامويل جاكسون، وكيرت راسل، ووالتون جوجينز، وتيم روث، ومايكل مادسن) لفرد عضلاتهم وأداء أدوارهم والكوميديا والتوتُّر الحاد.

وأثار الفيلم جدلاً واسعاً وصل إلى أن قاطَعَت الشرطة الفيلم تجارياً؛ بسبب مهاجمة تارانتينو وحشية الشرطة في الولايات المتحدة.

ولاقى انتقاداً بسبب التفكير غير الحكيم في تصوير القضايا العنصرية، وخلق جدلاً كبيراً حول المعالجة البدنية واللفظية لشخصية ديزي طوال الفيلم.

7. فيلم Jackie Brown (إنتاج 1997)

يعدُّ Jackie Brown المفضَّل للنجم الممثل صامويل جاكسون، دائم الظهور في أفلام ترانتينو.

وهو أيضاً الفيلم الوحيد بهذه القائمة المقتبس عن عملٍ أدبي سابق؛ إذ بُنيت قصة الفيلم على رواية Rum Punch للكاتب الأميركي إلمور ليونارد.

في فيلم التشويق والجريمة هذا، تقوم بام غرير بدور البطولة المتمثّل في مضيفة الطيران والمهربة جاكي بروان، التي تُجبَر على التعاون مع الشرطة ضد مرؤوسها تاجر السلاح (الذي يلعب دوره جاكسون).

لكنَّها تخاطر بأن تلقى عقاب الطرفين عندما تخطط للهرب ومعها مال رئيسها المسروق، ويساعدها في ذلك ضامن كفالاتٍ واقعٌ بحبّها (يلعب دوره فورستر).

هذا الفيلم نموذجي لترانتينو، إذ يحمل توقيعه في الأسلوب، والفكاهة، والجاذبية، وأداء الممثلين المدهش، لكنّه بالطبع قد يكون محمّلاً بنجوم أكثر من اللازم، ويحمل معاني سياسية مشكوكاً في صوابها.

6. فيلم Django Unchained (إنتاج 2012)

فيلمٌ آخر من أفلام تارانتينو المثيرة للجدل، والذي يحتفي في طريقة صناعته بأسلوب أفلام سباغيتي الغرب الأميركي (مصطلح يطلق على أفلام الغرب الأميركي "الوسترن" ذات المخرجين الإيطاليين)، حيث تدور القصة حول عبدٍ سابق يذهب في مهمَّة ثأر لإنقاذ زوجته من العبودية.

يقوم بدور البطولة الممثل جايمي فوكس في دور البطل جانغو الذي يحمل الفيلم اسمه، ومعه الممثلة كيري واشنطن، نجمة مسلسل Scandal الأميركي، بدور زوجته.

كما يشاركهما في بطولة الفيلم الممثل النمساوي كريستوف فالتز، في ثاني دور يحوز به جائزة الأوسكار عن فيلم لتارانتينو.

وتلقى خلال الفيلم الممثل ليوناردو دي كابريو مديحاً ملحوظاً عن تحوله الشرير بتجسيده دور الجنوبي الوحشي كالفين كاندي مالك مزرعة العبيد.

فيلمٌ جريء، ودموي لأبعد حد، وساديٌّ لحد الفكاهة، ورومانسي، ومخيف، لكنّه مرة أخرى فيلمٌ محاط بإشكالية كبرى في كيفية تعامله مع العِرق، ما أثار حنق عددٍ من النقَّاد.

المخرج سبايك لي، وصف الفيلم لمجلة Vibe الأميركية بأنَّه "يُقلّل من احترام أسلافه"، ويستخف بحدث "لم يكن فيلماً من أفلام سباغيتي الغرب الأميركي؛ بل كان إبادة شبيهة بالهولوكوست".

وبالإضافة إلى تلقيه انتقاداتٍ من بعض أركان النقَّاد الأفارقة الأميركيين، هاجم الفيلم كذلك نقَّادٌ محافظون، واصفين الفيلم بأنه متعصبٌ ضد بيض البشرة.

أياً كان موقفك من الفيلم، لا يمكن إنكار أنَّ تارانتينو يعرف كيف يبدأ حواراً عن قضية ما.

5. فيلم Kill Bill: Volume 2 (إنتاج 2004)

يُنظر إلى الجزء الثاني من فيلم التشويق والانتقام، بصدارة بطلته الممثّلة أوما ثيرمان.

على أنَّه الأضعف بين الجزأين؛ لكونه وضع نهاية هادئة ومحبطة لحكاية العروس التي لعبت دورها ثيرمان عكس ما توقع المشاهدون.

ويحكي الفيلم قصّة عروس تحاول دون كلل وملل وبعنفٍ مفرط، الثأر من حبيبها السابق وزعيم الجريمة بيل (يلعب دوره الممثِّل ديفيد كارادين)؛ لإطلاقه رصاصة في رأسها يوم زفافها ولقتله ابنها الذي لم يُولد بعد كما يتَّضح.

كما يتضمَّن الفيلم أداءً سرق الأضواء من قبل بعض الممثلين مثل أوما ثيرمان نفسها وكذلك الممثّلة داريل هانا.

ينجح الجزء الثاني من الفيلم بأن يظهر بأكثر شخصية ودرامية من الأوَّل، مع أنَّه لم يصل للقمَّة التي اعتلاها الجزء الأول في كونه عملاً يكرم سينما الفنون القتالية.

معاً يكوّن الجزآن عملاً سينمائياً مدهشاً، لكنَّه لا يبلغ مستوى الجزء الأوّل إذا نُظر إلى قيمته المنفردة.

4. فيلم Kill Bill: Volume 1 (إنتاج 2003)

بالفعل، كانت الدفعة الأولى من الثأر الوحشيّ الذي أنزلته العروس على حبيبها السابق بيل عملاً أيقونياً منذ اللحظة الأولى، وخاصة بالنسبة لبدلة الدراجة النارية الصفراء التي ترتديها.

هذا الفيلم المحبوب لأسلوبه السينمائي، وفكاهته، وعنفه الكارتوني، والقوة الفذَّة لبطلته التي جسّدتها أوما، وُلد من تعاون جرى بين تارانتينو وأوما لخَلقِ شخصية العروس.

تتضمَّن المشاهد الأبرز في الفيلم مواجهة أوما مع ربَّة المنزل والقاتلة المأجورة السابقة فيرنيتا غرين، التي تقوم بدورها الممثِّلة فيفيكا فوكس، في مطبخها.

كما يأتي تسلسل مشاهد الرسوم المتحرِّكة ذات الأسلوب الياباني "الأنيمي" بديعة الصنع التي تُلقِي الضوء على قصة المنشأ المأساوية لشخصية أورين إيشي.

كذلك استخدم تارانتينو بهذا الفيلم إحدى أفضل موسيقاه وأغانيه التصويرية، متلقياً مديحاً خاصاً لاستخدامه النسخة التي غنّتها نانسي سيناترا من أغنية "Bang Bang, My Baby Shot Me Down".

يحمل الفيلم الآن تاريخاً إنتاجياً مزعجاً؛ نظراً إلى ادّعاءات أوما بتعرضها للتحرُّش الجنسي على يد هارفي واينستين قبل 10 أعوام ونصف عام، وهو الذي لعب دوراً هاماً في إنتاج الفيلم.

 

3. فيلم Reservoir Dogs (إنتاج 1992)

لاقى العمل الإخراجي الأوّل لتارانتينو استحساناً هائلاً من قبل النقاد والجمهور، واعتبر نجاحاً مفاجئاً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عندما صدر لأوّل مرة، لكنّه لاقى المزيد من النجاح بعد أن صدرت أفلام تارانتينو اللاحقة.

ويتحدث الفيلم عن لصوص ألماس يخططون لعملية سرقة تسير على نحو شديد السوء بالطبع، ويُروى من خلال مشاهد غير متتابعة زمنياً تعرض الأحداث المؤدية إلى العملية التي منيت بالفشل وما حدث بعدها.

تجد في هذا الفيلم بصمة تارانتينو الحاضرة بالأعمال المدرجة بعده في فيلموغرافيا تارانتينو (سجل أعمال تارانتينو السينمائية).

وتتلخص تلك البصمات، من موسيقى وأغانٍ تصويرية تعود لسنين قديمة، وبناء سينمائي فوضوي.

 وأدوار كاريزمية قدّمها طاقم ممثلين تضمّن هارفي كيتل، وتيم روث، ومايكل مادسن، وستيف بوسكيمي.

ومرةً أخرى تعرّض هذا الفيلم لنقد متعلّق بطريقة تطرّقه إلى العرق؛ إذ تتصرّف شخصيات طاقم الممثّلين بيض البشرة بتحيُّز وتستخدم لغة مسيئة تجاه المجتمع أسود البشرة.

وفي هذا الشأن، قارن البعض تطرقه إلى قضيّة العرق باعتبارها أسلوباً نمطياً اتّبعه صنف أفلام الجريمة، مستشهدين بفيلمي المخرج مارتن سكورسيزي؛ Goodfellas وMean Streets، لكنّ العلاقة الغريبة بين كوينتين تارانتينو والعِرق بدأت جدياً من هنا.

2. فيلم Inglorious Basterds (إنتاج عام 2009)

ربما هو أكثر الأفلام التي تتميز بطابع تارانتينو من حيث الأسلوب، والحبكة الروائية، والإقناع، وهو فيلم الحرب الملحمية وروايات التاريخ المتعاقبة.

استُخدِمَت الحبكة الفرعية المتعددة مرة أخرى لتروي الحكاية الأساسية قصة امرأة أخرى في مهمة للانتقام، تؤدي دور البطلة شوشانا الممثلة ميلاني لورنت، التي تسعى لمعاقبة الحزب النازي بفرنسا، التي احتلتها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية.

يشارك في التمثيل مجموعة من الممثلين المختارين بعنايةٍ شديدة، مثل براد بيت الذي يؤدي دور رئيس الجنود الأميركيين اليهود الشرفيين المعروفين باسم Basterds، الذين يتولون مهمة إراقة دماء الجنود الألمان انتقاماً منهم بسبب أعمالهم.

ومع ذلك، يلمع في الفيلم شخصية الشرير العقيد بقوات العاصفة النازية، الذي يؤديه كريستوفر فالتز ببراعة.

وهو الفيلم الذي صعد كريستوفر بفضله إلى العالمية وفاز بجائزة الأوسكار.

ويمكن القول إنه الفيلم الأشمل لتارانتينو، ومع ذلك فقد أثار نقداً مرة أخرى، ولكن هذه المرة من جانب وسائل الإعلام اليهودية التي تجادل بأن الفيلم تناول موضوعاً مهماً تطاول على المقدسات.

 

  1. فيلم Pulp Fiction (عام 1994)

يُعد هذا الفيلم نقطةً مرجعية لسينما ما بعد الحداثة والتحفة الرائعة لتارانتينو، الذي جلبه إلى المسرح العالمي؛ لكونه قوة سينمائية حقيقية.

وبفضله حصل على الجائزة التي يرغب الكثيرون في الحصول عليها Palme d'Or award بمهرجان "كان" السينمائي.

وأحيت أدوار النجوم أوما ثورمان وصامويل جاكسون، في حين أحيت من جديدٍ دور جون ترافولتا، وجميعهم حازوا ترشيحات لجائزة الأوسكار بسبب أدوارهم.

اتبع المخرج تقنية السرد غير الخطية، والقصص المتعددة، والدعابة الذاتية، والحوار الرائع، والكوميديا السوداء، واللحظات الموسيقية.

كل ذلك جعل فيلماً إبداعياً فور إصداره، وخلق موجةً من المحاكين لتارانتينو، ومنح السينما المستقلة فرصةً جديدة للحياة.

يمكن القول إن الموسيقى التصويرية للفيلم هي الأكثر إبداعاً على مر العصور، وهي قائمة على أساس مسارات مستقلة.

إن أسلوب وأنماط الفيلم التي تمس العدمية والعرق والجنس جلبت العديد من المناقشات والمقالات التحليلية.

ولكن على الرغم من الشكاوى بشأن طريقة معالجة تلك العناصر، لا يمكن إنكار حالة الفيلم كعملٍ فني مؤثر.

ما هو فيلم تارانتينو القادم؟

يصور فيلم Once Upon a Time in Hollywood الذي سيُعرض في 2019، أحداثاً وقعت في أثناء صيف 1969 بلوس أنجلوس، في وقت عمليات القتل التي كان يقوم بها تشارلز مانسون.

ويركز على حياة ممثل تلفزيوني يدعى ريك دالتون (يؤدي دوره ليوناردو دي كابريو) والدوبلير الذي يؤدي المشاهد الخطيرة كليف بوث (يؤدي دوره براد بيت) اللذين يسعيان إلى تحقيق مستقبل لهما في صناعة الأفلام.

يُعد فريق التمثيل واحداً من بين مجموعة النجوم الأفضل في الآونة الأخيرة، مع النجوم الاعتياديين لتارانتينو، وهم زوي بيل وتيم روث ومايكل مادسن وكيرت راسل، وجميعهم يؤدون أدواراً لم يُكشف عنها بعد.

وعلى رأس مجموعة تارانتينو التي انضمت إلى العمل النجمة مارغوت روبي التي تؤدي دور الممثلة الشهيرة المقتولة شارون تايت، التي ذُبحت، في حين كانت حاملاً بطفلها من زوجها المخرج رومان بولانسكي، على يد أتباع مانسون بمنزلهما في لوس أنجلوس.

هذا إضافة إلى الممثلين بيرت رينولدز ومايك مو وداكوتا فانينغ وداميان لويس.

تعتبر السينما بالنسبة لتارانتينو شغفاً مستهلكاً كلياً، وحازت أفلامه التسعة حيزاً كبيراً من الإشادة والنقد في آن معاً، ولكن مما لا شك فيه أنّ مشاركة تارانتينو عبر فيلمه الجديد القادم ستجلب إليه النقد والتمجيد مرة أخرى.

 


اقرأ أيضاً..

لماذا تعتبر سلسلة أفلام توم كروز Mission: Impossible أكثر إثارة وحبكة من جيمس بوند

الطب الشرعي يكشف سبب وفاة نجمة أفلام "سوبرمان".. بعد أكثر من 3 أشهر على موتها وحيدة في شقتها

علامات:
تحميل المزيد