لا تهتم برأي النقاد وترتبط بحجم الإيرادات.. «أوسكار» تضيف جائزة جديدة لأفضل فيلم «جماهيري» وسط اعتراضات واسعة

ينظر مجلس إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، في مقترح بإضافة فئة جديدة ضمن جوائز الأوسكار ، وهي فئة "أفضل فيلم جماهيري".

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/10 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/10 الساعة 15:36 بتوقيت غرينتش
أفضل فيلم جماهيري

ينظر مجلس إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، في مقترح بإضافة فئة جديدة ضمن جوائز الأوسكار ، وهي فئة "أفضل فيلم جماهيري"، وهي الفئة التي سيتم ترشيح الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في شباك التذاكر، بغض النظر عن الرأي الفني للنقاد.

ووفقاً لما نشرته صحيفة لوس أنجلوس تايمز، على لسان جون بيلي، رئيس أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المسؤولة عن اختيارات الأفلام المشاركة في الأوسكار، فإن الأكاديمية تحاول تعديل شكل الجوائز عن طريق إضافة فئة أو اثنتين للأفلام التي تعرض على مدار العام.

ويري بيلي أنه من غير المنصف أن يتم تجاهل رأي الجمهور الذي حكم على أفلام معينة على مدار الأعوام الماضية بأنها ناجحة، والنظر فقط لرأي النقاد الذي يحتكم إلى معايير فنية بحتة قد تتخطى فى معظمها حكم الجمهور على تلك الأعمال.

أفضل فيلم جماهيري

جون بيلي، رئيس أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، أكد أن آلية اختيار الأفلام الجماهيري لم تتحدد بعد، ولن يتم تطبيقها على حفل جوائز الأوسكار الـ 91 -على الأرجح- الذي من المفترض إقامته في مارس/آذار المقبل.

إلا أن الآلية قد تعتمد على الأرقام الواردة من شباك التذاكر، سواء فى دور العرض الأميركية والعالمية بشكل متوازٍ، أو يتم التصويت عليها عن طريق الإنترنت، مثلما يتم اختيار بعض الجوائز العالمية.

بيلي أكد أن هناك أفلاماً حققت خلال الفترة الماضية أرباحاً كبيرة مثل فيلم Black Panther الذي تجاوزت أرباحه حاجز 1.3 مليار دولار، وهو رقم يدل على نجاحه جماهيرياً سواء فى الولايات المتحدة الأميركية أو خارجها.

تعديلات شاملة

فيما قالت داون هدوسون، الرئيس التنفيذي لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، إن هناك سلسلة من التعديلات على حفل جوائز الأوسكار سيتم العمل عليها خلال الفترة المقبلة، من بينها: تقديم موعد حفل الأوسكار الـ 92 عام 2020؛ ليقام فى 9 فبراير/شباط المقبل، بينما سيتم الإبقاء على موعد حفل الـ 91 ليقام فى 24 فبراير/شباط، ليتم الإعلان عن الفئات المرشحة مبكراً، وإقامة الحفل قبل شهر مارس/آذار، حتى يتم توسيع قاعدة الاختيار للأعمال المرشحة.

وهو ما سيؤدي إلى الدخول على الأجندة الخاصة بموعد بعض الجوائز مثل حفل الغرامي، فلا بد من أن يتم التنسيق بيننا وبينهم في هذه المواعيد.

وذكرت هدسون أيضاً أنه سيتم العمل على تقليل مدة الحفل لتكون ثلاث ساعات، والسبب في ذلك يعود إلى جعل الحفل متاحاً للمشاهدة لأكبر عدد من المشاهدين في شتى أرجاء العالم، حيث إن توقيت إقامة الحفل بحسب التوقيت المحلي للجانب الشرقي للولايات المتحدة يتعارض بشكل كبير مع التوقيت المحلي لعدد كبير من بلدان العالم.

وأشارت أيضاً إلى أنه سيتم تقديم بعض الجوائز خلال الفواصل الإعلانية، لتذاع لحظات الفوز بالجائزة في وقت لاحق بعد إجراء مونتاج، لتقليص مدة الحفل وإتاحة أكبر قدر ممكن من مساحة المشاهدة.

هجوم عنيف

وعلى الرغم من أن قرار إضافة فئة أفضل فيلم جماهيري لجوائز الأوسكار لا يزال محل دراسة، فإن بعض النقاد السينمائيين هاجموا هذه الخطوة بشدة، فوصفت مانوهلا دارجيس من صحيفة نيويورك تايمز، التغييرات بأنها "غبية ومهينة وبائسة بشكل كبير".

وغردت دارجيس على حسابها الشخصي على موقع تويتر بأنه على الرغم من بعض الردود الإيجابية من قبَل الجمهور على هذا المقترح، فإنها ترى أن الأكاديمية أبدت استهزاءً كبيراً بالنقاد، مشيرة إلى أن الاستعانة بعالم وسائل التواصل الاجتماعي قد تضيف إلى فئات الأوسكار، فئات أخرى؛ لجذب المزيد من المشاهدين، مثل أفضل قُبلة على الشاشة أو أفضل فيلم مثير.

نِسَب المشاهدة هي السبب

عزا البعض رغبة مجلس إدارة أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة في إضافة فئة جديدة للافلام المرشحة، ومحاولة إضافة تعديلات جذرية أخرى على شكل حفل الأوسكار نفسه، إلى تدنّي نِسَب المشاهدة الخاصة بحفل الأوسكار.

فقد بلغت نسبة المشاهدة خلال العام الماضي 26.5 مليون شخص حول العالم، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 20% مقارنة بالعام الذي سبقه، بينما تمكن حفل الأوسكار الذي أقيم منذ أربع سنوات من جذب 43.7 مليون مشاهد.

ويعد حفل توزيع الأوسكار أحد الأحداث الإعلامية ذات البعد التجاري، حيث يغطي الحفل 83% من إيرادات الأكاديمية السنوية التي تبلغ 148 مليون دولار أميركي، فيما تستحوذ قناة  ABC على حقوق البث لعرض الحفل حصرياً حتى عام 2028 بتكلفة تبلغ حوالي 75 مليون دولار في السنة، تحصل خلال ABC على ما يصل إلى 2.8 مليون دولار أميركي لكل إعلان مدته 30 ثانية خلال بث الحفل تلفزيونياً على الهواء.

وبعيداً عن نسب المشاهدة، فإن الاختيارات الخاصة بجوائز الأفلام خلال حفل الأوسكار مسؤولة أيضاً عن نسب المشاهدة، فاختيار فيلم the shape of water الذي حصل على جائزة أفضل فيلم العام الماضي لم يحصد سوى 60 مليون دولار وقت عرضه في شباك التذاكر الأميركي، لمدة 14 أسبوعاً.

ويبدو أن مجلس إدارة الأوسكار ينوي الالتفات لرأي الجمهور الذي مكّن فيلم Black Panther من الحصول على 202 مليون دولار خلال 3 أيام فقط.


اقرأ أيضاً:

لأول مرة.. مخرج مصري واثنان لبنانيان ضمن لجنة تحكيم جوائز الأوسكار