“نريد أمك، لا نريدك!”.. اتصلت به بوليوود فظن أنه بلغ طريق المجد، لكن ردهم كان مفاجئاً، تعاقدوا معها وصارت من أشهر 5 نجوم في آسيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/07 الساعة 14:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/07 الساعة 14:48 بتوقيت غرينتش
الممثل الكوميدي موان رضوان ووالدته

خلال سنة 2012، كان الممثل الكوميدي موان رضوان يقوم بتصميم مقاطع فيديو على موقع يوتيوب، الأمر الذي مكنه من تحقيق نجاح متواضع. وفي أحد الأيام، وجد موان نفسه في حاجة إلى ممثل رئيسي في أحد المقاطع التي يقدمها، لذلك أقنع أمه شهناز بالقيام بهذا الدور.

حقق مقطع الفيديو، الذي كان تحت عنوان "My Mum Hates Me"، والذي يعرض جدالهما الودود بشأن كل الأمور التي تزعجهما حيال تصرفات بعضهما البعض، نجاحاً لم يكن متوقعاً. وأوضح موان: "لقد حصلت على 115.078 مشاهدة، لذلك قمنا بتحميل المزيد من المقاطع سوياً. وفي واحدة منها، كانت أمي ترتدي ملابس على الطراز القوطي، وفي أخرى كانت تمثل دور قابلة" وفق ما جاء في صحيفة The Guardian البريطانية.

حالة نجاح مزدوجة

أثبتت شهناز أنها سلاح موان السري. ففي سنته الأولى على يوتيوب، عندما كان يعمل بمفرده، استطاع الوصول إلى مليون مشاهدة بشكل إجمالي. لكن بحلول سنة 2013، وبفضل وجود والدته إلى جانبه، حصل على 6.1 مليون مشاهدة. وبعد سنة تقريباً من وقوف شهناز لأول مرة أمام الكاميرا، اتصلت بوليوود بموان، كان موان سعيداً للغاية، وقد كان لا يزال في أوائل العشرينات من عمره، في حين كان مقتنعاً أن الفرصة التي ستجعله يتوقف عن نشر مقاطع الفيديو على موقع يوتيوب قد حانت. وقد قال في نفسه: "هيا نذهب! الشهرة أصبحت قريبة". أجاب موان المتصل قائلاً: "متى تريد اللقاء بي؟"، فأجاب: "لا نريدك أنت. فالشخص الذي نتحدث عنه هو والدتك".

قال موان "في البداية، ظننت أن أمي لن تكون مهتمة بالعمل في بوليوود. ولكن عندما طرحت عليها الموضوع لم تعارض الأمر". بعد مرور خمس سنوات، أصبحت شهناز أحد الوجوه الأكثر شهرة في آسيا بعد أن ظهرت في مسلسل تلفزيوني اسمه Yeh Hai Mohabbatein (هذا هو الحب)، وأحد أهم خمسة برامج تلفزيونية في الهند. في الأثناء، لا يزال موان ممثلاً مكافحاً، وقد أدرج القصة التي تصور كيف جعل والدته نجمة بوليوود في العرض الذي سيقدمه في مهرجان إدنبرة الدولي لهذه السنة.

طريق طويل للوصول للشهرة

كانت الأم وابنها يتكلمان بسرعة كبيرة، إلا أنهما كانا يستطيعان فهم بعضهما البعض والتواصل بطريقة جيدة، فضلاً عن أنهما كانا يتسمان بروح مرحة، ومن الواضح أن جميع الأضواء كانت مسلطة على شهناز، في حين أن موان لا يزال أمامه طريق طويل حتى يتمتع بالشهرة. ويشعر موان بالفخر إزاء إنجازات والدته على الشاشة وخارجها. فخلال سنة 1994، عندما كان موان يبلغ من العمر سنتين، في حين أن أخته الكبرى كانت في الرابعة من عمرها، أدركت شهناز أنها لن تُؤمن التعليم الذي تطمح له لأبنائها في باكستان، لذلك بادرت بالسفر رفقتهما إلى بريطانيا.

حيال هذا الشأن، قالت شهناز: "لم أكن أعرف أحداً، ولا أملك حتى المال الضروري. وقد أخبرني زوجي أنه لم يكن يملك الشجاعة ليسافر معي لكنني، كنت متأكدة أنه يجب أن أقوم بهذه الخطوة". وعندما التحق بها زوجها إلى المملكة المتحدة، أنجبت شهناز طفلاً آخر وقد قررت تربية أطفالها على طريقتها الخاصة.

من جانبه، أشار موان "عندما كنا نحتاج إلى مساعدة في الدراسة، كانت أمي تباشر بتعليم نفسها المادة التي نواجه فيها صعوبة، حتى تتمكن من مساعدتنا في دروسنا. عقب ذلك، شرعت تدرس أطفالاً آخرين لتكسب بعض المال. كان علينا أن ندرس في المنزل لمدة ساعتين على الأقل في اليوم. كان المنزل شبيهاً بالمدرسة، حيث كانت هناك جداول زمنية ملونة على الجدران، فضلاً عن أن متاعنا الرئيسي في المنزل كان الكتب. ولذلك كنت أذهب إلى المدرسة لآخذ قسطاً من الراحة من الدروس".

في المقابل، إلى جانب الحيوية التي تتمتع بها شهناز، والتي كانت تشغل وظيفتين أو ثلاث في آن واحد، كان موان على علم بموهبتها التمثيلية، إذ أنها ابنة ممثل ومخرج سابق. عدا ذلك، شاركت شهناز في أول فيلم لها عندما كانت في سن الثالثة. وظهرت فيما بعد في 35 فيلماً باكستانياً بالأبيض والأسود، لعبت فيهم دور صبي.

عودة غير متوقعة

وببلوغها سن المراهقة، تخلت شهناز عن مزاولة التمثيل امتثالاً لرغبة عائلتها، التي عارضت هذه المهنة. وفي الحقيقة، لم تتوقع والدة موان العودة إلى مجال التمثيل مجدداً، إلا أنها كانت سعيدة بالفرصة التي أتاحها لها YouTube بفضل ابنها وأرادت خوض هذه التجربة.

وأشار موان إلى أن والدته "لطالما كانت صارمة للغاية وولّت اهتمام وأهمية كبيرة للعمل المدرسي، ولكن عندما ظهرت في مقاطع الفيديو الخاصة بي، اكتشفت جانباً آخر من شخصيتها. فقد كانت مرحة وتتمتع بحس فكاهة لم يسبق لها أن أظهرته حولنا. وبعد تلك التجربة، بدأت والدتي بالانفتاح. وهذا ما جعل علاقتنا تتطور نحو الأفضل".

مناقشة مسائل حرجة

لكن، فيما بعد كان عليهما الخوض في مسألتين حرجتين. أولاً، مسألة تعليم موان. وفي هذا الصدد، أوضح موان قائلاً: "كان تصوير مقاطع الفيديو شغفي؛ إذ أنني أهوى القيام بالستاند آب. وفي الحقيقة، كنت متأكداً من أن هذا ما أود مواصلة فعله في المستقبل. لذلك، كان عليّ إخبار والدتي بأنني سأنقطع عن الدراسة، حيث لم أعد أرغب في ارتياد الجامعة. وكان من الصعب عليها تقبل ذلك". ومن جهتها، أفادت شهناز أن الخبر "كان بمثابة صدمة كبيرة، ومؤلمة، ومخيبة للآمال للغاية. لقد ضحيت بالكثير من أجل تأمين تعليم جيد لموان، لكنه قرر في نهاية المطاف التفريط فيه".

وتطرق موان إلى المسألة الثانية خلال إحدى مقاطع الفيديو التي قام بتصويرها، إلا أن الموضوع كان شخصياً للغاية وحسّاساً، بحسب تعبيره، لذلك امتنع عن نشره على قناته. وأوضح موان قائلاً: "طرح موضوع الشذوذ الجنسي بشكل ما، حينها أدلت أمي برأيها حول الموضوع لكنني لم أوافقْها الرأي. في ذلك الوقت، سألتها قائلاً: "كيف كانت لتكون ردة فعلك إن كان أحد أبنائك مثليّ الجنس؟". في الحقيقة، لم يسبق أن فكرت والدتي في الأمر خاصة وأنها قد ترعرعت في بيئة مختلفة تماماً".
وفي نهاية المطاف، أفضى موان إلى والدته بكل شيء. وأشار قائلاً: "لقد أخبرتها أنني شاذ جنسياً، وأنني كنت قد تعاطيت المخدرات في السابق، بأنني ثقبت حلمة ثديي". وواصلتُ الحديث قائلاً: "كما أنني تذوقت لحم الخنزير المقدد". لكن بالنسبة لشهناز، كانت تلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وفي هذا السياق، أوضحت شهناز، قائلة: "لقد أبكاني سماع خبر تناوله للحم الخنزير المقدد. فأنا متدينة للغاية. وفي الحقيقة، لم أكن أتوقع أن ينتهي به المطاف إلى هذه الحالة. في المقابل، يجب على الآباء تفادي رفع سقف التوقعات بشكل مبالغ فيه حتى لا يصابوا بالإحباط في النهاية".

عادت إلى أسرتها بعد سنوات من التألق

وعندما دخلت شهناز عالم بوليوود، منحت ابنها المساحة التي كان يحتاجها. وغادرت إلى مومباي لتوقيع عقد مع قناة تلفزيونية، لتواصل بعد ذلك العمل في الهند لمدة خمس سنوات. لكن العيش بعيداً عن عائلتها كان له أثره السلبي عليها، ولهذا السبب غادرت شهناز مؤخراً البرنامج من أجل العودة إلى المملكة المتحدة.
وعندما انتقلت شهناز للعيش في مومباي، كان موان قد شعر بالقلق عليها، إلا أنه عند زياراتها ومرافقتها إلى النسخة الهندية للأكاديميّة البريطانية لفنون السينما والتلفزيون حيث كان المكان يعج بمشاهير الممثلين والمنتجين، علم بأنها فعلاً وجدت مكاناً تنتمي إليه.
مشاهدات فيديوهاته تهاوت بعد غياب والدته عنها
وسرعان ما بات يتعرف عليها الأشخاص خلال رحلاتها إلى المملكة المتحدة. وأوضح موان أنه "كان دائماً ما يوقفنا المعجبون عند زيارتنا إلى أماكن على غرار توتينغ أو ساوث هول، بينما كان الجيران يقولون "أليست هذه السيدة، التي تعيش في الشقة رقم 62 نجمة كبيرة على شاشة التلفزيون؟".
لكن عندما توقفت والدة موان عن الظهور في مقاطع الفيديو خاصته، شهدت نسب المشاهدة لقناته على YouTube انخفاضاً ملحوظاً. وفي الحقيقة، لم توفر شهناز له المادة الإبداعية فحسب، بل وفقاً لموان "تتمتع أمي بعزيمة وطاقة هائلة. لقد غيّرت جميع توقعات عائلتها، فقد تحدت ما أملاه عليها العرف، وكسرت جميع القواعد، وهذا بالتحديد ما زرعته فيّ. وبفضلها، أنا الآن أصبو إلى بلوغ القمة".


اقرأ أيضاً 

غضب عارم ومطالبات بمحاسبة كاتبة كويتية بعدما انتقدت عاملاً مصرياً يقرأ القرآن، وكويتيون: سنتكفل بمصاريف الدعوى ضدها