أهدى نشيداً إلى المقاومة ووعدَ بأن تغنّيه فيروز – زياد الرحباني غاب معظم الوقت عن مسرح بيت الدين بسبب انحناءة ظهره!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/15 الساعة 11:07 بتوقيت غرينتش

بأمسيتين أحياهما ضمن فعاليات مهرجان بيت الدين، قطع الفنان زياد الرحباني عزلةً استمرَّت لأكثر من عامين ونصف العام عن الساحة الفنّية، بعد أيامٍ قليلة على إعلانه عن انتهاء القطيعة بينه وبين والدته السيّدة فيروز.

وعلى مدار ساعةً ونصف الساعة، قدَّم زياد مجموعة من الأغنيات والمقطوعات الموسيقية و"الاسكتشات" الحوارية، التي تضمّن بعضها رسائل سياسية، غالباً ما يحرص الرحباني على تمريرها في أمسياته، رغم أنه عاد ليؤكد في السهرة لاحقاً "السياسة ممنوعة بالحفلة".

وأمام حضورٍ تقدّمه بعض الشخصيات السياسية والاجتماعية والإعلامية، افتتح الرحباني الحفل الذي حمل عنوان "عَ بيت الدين"، أمام جمهورٍ قارب الـ 10 آلاف شخص. وجلس زياد خلف البيانو ليعزف ويقدّم في الأمسيتين "ريبرتواره" القديم والجديد، بالإضافة إلى "ريبرتوار" الأخوين الرحباني. وقد استغلَّ الرحباني الأمسية ليوجّه رسالةً مباشرة وواضحة إلى كلّ الذين يفصلون بين الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، فكرَّر بعد كلّ أغنيةٍ رحبانية عبارة: "هذا العمل للأخوين الرحباني. بعيد بعد"؟!

مرتدياً قميص المنتخب البرازيلي تحت ملابسه، كما أعلن خلال الأمسية
مرتدياً قميص المنتخب البرازيلي تحت ملابسه، كما أعلن خلال الأمسية

في القسم الأول، قدّم زياد الرحباني، الذي شاركته فرقة كبيرة من العازفين والكورال بقيادة الملحنين هاني السبليني ونضال أبو سمرا، أغنية "العدالة" التي كتبها ولحنها الرحباني من بين أغنياتٍ أخرى في مسرحية "أمرك سيدنا" (بطولة أنطوان كرباج)، ثم أغنية  "سيّدي أعطنا من هذا الخبز"، وهي تعود إلى أواسط السبعينيات ضمن ألبوم "قدّاس الشباب" أحد الأعمال الأولى الشهيرة لزياد الرحباني.

بعد ذلك، عزفت الفرقة الموسيقية المقدّمة الأولى لمسرحية "صح النوم" للأخوين رحباني (1971). وهذه المسرحية كانت حاضرة أيضاً في الأمسية من خلال أغنية "على البير المهجور"، التي أدّتها المغنية السورية منال سمعان، إلى جانب أغنية جديدة للرحباني بعنوان "ليك".

وإلى جانب منال سمعان منفردة، أدى الكورس المرافق لزياد أغنياتٍ أخرى للسيدة فيروز من بينها "مش كاين هيك تكون"، و"لا والله"، و"اشتقت لك"، و"خليك بالبيت"، و"باكتب اسمك يا حبيبي". وختم الرحباني الجزء الأول من الأمسية بنشيدٍ  حمل عنوان "تجّار المال هربوا" (كان قدّمه من قبل في العام 2014) وأهداه إلى الجنوب والمقاومة اللبنانية (قصد حزب الله)، والتي تزامن الحفل الموسيقي مع الذكرى الثانية عشرة لحرب تموز. وقال الرحباني إن النشيد كان يُفترض أن تؤدّيه السيدة فيروز، واعداً بأنها ستقوم بذلك قريباً.

وفجأةً، تذكّر زياد أن الحفلة بدأت من دون النشيد الوطني اللبناني، فقطع برنامج الأمسية وطالب بث النشيد؛ فوقف الجمهور على أنغام االنشيد، ليعود ويستكمل زياد الحفل. 

الجمهور الحاضر واقفاً على أنغام النشيد الوطني اللبناني
الجمهور الحاضر واقفاً على أنغام النشيد الوطني اللبناني

القسم الثاني من الأمسية شهد مشاركة مميّزة من الفنان المصري حازم شاهين، أحد مؤسِّسي فرقة "اسكندريلا"، الذي قدّم أغنية "شو هالإيام اللي وصلنا لها"، وأغنية جديدة بعنوان "أمريكا مين" كتب كلماتها زياد الرحباني باللهجة المصرية. أما ختام الأمسية فكان بإنشاد أغنية "بيّي راح مع العسكر" للأخوين رحباني (من مسرحية "أيام فخر الدين") بقالبٍ موسيقي جديد، أعاد الرحباني توزيعه.

خلال الأمسية، أعرب الرحباني عن تشجيعه لمنتخب البرازيل في كأس العالم، وكشف عن قميص البرازيل الأصفر والأخضر الذي يرتديه تحت ملابسه، وسط تصفيقٍ عالٍ من الجمهور الحاضر، الذي عبَّر قسمٌ كبير منه عن خيبة أمله بالأمسية.

زياد الرحباني، الذي رافقته الانحناءة، التي كان ظهر بها عبر مقابلته الأخيرة مع عماد مرمل على قناة "المنار"، والتي أعلن أن سببها وجعاً في الأكتاف والظهر، مُشيراً إلى أن السبب الأساسي لوصوله إلى هذه الحالة هي التراكمات: جلوسه لفترةٍ طويلة خلال عزفه على آلة البيانو، والتي تتطلّب انحناءة، بالإضافة إلى أنه كان يحمل أشياء ثقيلة بسبب كثرة تنقلاته وتغييره للبيوت التي يعيش فيها.

خيبة الأمل تمثلت بغياب زياد معظم الوقت عن المسرح، فكان يدخل قليلاً ويغادر ليحلّ مكانه عازف آخر على البيانو، ثم يدخل قليلاً ويغادر، مطمئناً إلى وجود فرقةٍ موسيقية ضخمة تعوّض غيابه. الجمهور انقسمت آراؤه، بعضهم عبّر عن روعة الموسيقى، وآخرون عبّروا عن امتعاضهم من هندسة الصوت. بعضهم كتب أنه حضر ليشاهد زياد، الذي كان مختفياً معظم الوقت وبالكاد غنّى، والبعض الآخر كان يجد التبرير المناسب ويؤكد أنه يعاني من آلامٍ كبيرة في ظهره.

هو زياد الرحباني.. وكالعادة، دائماً ما تنقسم الآراء حول أيّ عملٍ يقدّمه، لكنها نادراً ما كانت تنقسم حول الأمسيات الفنية التي يُحييها.  


هل تابعتَ تفاصيل زيارة شاكيرا إلى لبنان؟ 

موكبٌ مُصفَّح ومنع الصحافيين من الاقتراب منها – شاكيرا تُنهي جولتها الغنائية في لبنان وتتقاضى ما يُقارب المليون و200 ألف دولار!

تحميل المزيد