تصدرت شركة نتفلكس لخدمة البث الإلكتروني قائمة ترشيحات جوائز إيمي بـ112 ترشيحاً غداة إعلانها الخميس 12 يوليو/تموز 2018، لتتفوق بذلك على قناة HBO التي ظلّت طيلة 17 عاماً أكثر شبكة تلفزيونية ترشيحاً للجائزة القيّمة.
لكن مسلسل Game Of Thrones كان على رأس اللائحة بـ22 ترشيحاً، يليه برنامج Saturday Night Live من قناة NBC و Westworld من قناة HBO اللذين حصلا على 21 ترشيحاً، فيما حصد The Handmaid's Tale من Hulu عشرين ترشيحاً.
صعود نتفليكس الصاروخي كان ما توقعته هوليوود منذ وقت، فشبكة خدمة البث الإلكتروني هذه تضخ برامج ومسلسلات جديدة تباعاً بسرعة مهولة، كما تنفق الكثير لإنتاجها. فهذا العام أنفقت القناة قرابة 8 مليارات دولار لإنتاج محتواها، مقارنة بـ2.8 مليار هي إنفاق HBO.
أما توزيع الجوائز فسيتم في حفل يقام في الـ17 من سبتمبر/أيلول المقبل.
عهد جديد لشركة HBO التي تتصارع على المنافسة
شعور بداية عهد جديد وانتهاء آخر يقوى أكثر مع سيطرة شركة AT&T الجديد على قناة HBO، حيث أعلنت شركة الاتصالات عن تغييرات قادمة ستطرأ على الشبكة التلفزيونية في محاولة منها لزيادة أعداد المشتركين بالقناة، وفق ما ذكرت صحيفة The New York Times الأميركية.
النمو الذي شهدته نتفليكس في حفلات جوائز إيمي أكثر من مدهش، فقبل 3 أعوام فقط لم تحصد سوى 34 ترشيحاً، غير أنها هذا العام تمكنت من مضاعفته أكثر من 3 مرات.
وقال تيد ساراندوس، المسؤول الرئيسي عن المحتوى بموقع خدمة نتفلكس: "سررنا بالذات لرؤية اتساع نطاق برامجنا المحتفى بها في الترشيحات التي شملت 40 اسماً من الأعمال الجديدة والعائدة إلى الشاشة، ما يعكس غزارة وسعة طيف إنتاجنا من أعمال كوميدية ودرامية وسينمائية ومسلسلات ووثائقيات ومنوعات ورسوم متحركة وبرامج تلفزيون الواقع".
وكالعادة لم تأل نتفلكس جهداً كي تنفق على حملتها لتظفر بالتألق في هذه اللحظة، فقد افتتحت خلال شهري مايو ويونيو/أيار وحزيران مساحة قدرها 30 ألف قدم (2800 متر مربع) بلوس أنجلوس لتنظم 12 حدثاً لجموع المشاهدين، أملاً في أن يمنحها البعض صوتهم لنيل جوائز إيمي. كذلك اشترت نتفلكس مؤخراً العشرات من اللوحات الطرقية العرضية الواقعة على طول شارع Sunset Strip لكي تستعرض المزيد من إعلاناتها بغية حصد جوائز أكثر.
مع ذلك ليس من المتوقع أن تحصد أعمال نتفلكس المرشحة في حفل إيمي أعلى الجوائز في ميداني الكوميديا والدراما، وHBO صاحبة الـ 108 ترشيحات لهذا العام هي أيضاً صاحبة التاريخ الممتد لـ16 عاماً في حصد نصيب الأسد من جوائز إيمي.
إليكم بعض الأمور التي ينبغي التنبه لها مع اقتراب موعد حفل الجوائز:
السباق المحموم هو بين Game Of Thrones و The Handmaid's Tale
أحد أهم المسائل التي ينبغي على مصوتي جوائز الإيمي حسمها هو: هل تنتصر قارة Westeros أم جمهورية جلعاد؟ فمع ترشح مسلسل Game Of Thrones عن فئة جوائز إيمي لمسلسلات Primetime الرئيسية بجزئه السابع، ستشهد هذه الفئة تنافساً حامي الوطيس بين وحوش وتنانين HBO التي فازت مرتين بلقب أفضل مسلسل درامي، وبين الفائز بالمركز الأول العام الماضي، The Handmaid's Tale من إنتاج Hulu.
نظراً لتوقيت موسمه الفائت لم يدخل مسلسل Game Of Thrones ترشيحات إيمي العام الماضي، ما ترك المجال أمام مسلسل Hulu، فاغتنم The Handmaid's Tale الفرصة وأضحى أول مسلسل من إنتاج منصة بث يظفر بجائزة أفضل عمل درامي.
لكن مسلسل Game Of Thrones ذو حظوظ وافرة في نيل جوائز إيمي، ففي السنوات الـ4 الأخيرة التي ترشح فيها تصدر هو قائمة الأعمال المرشحة، بيد أن نقطة واحدة تعيبه هي أن موسمه انطلق قبل عام تقريباً، وهذه فترة طويلة خصوصاً لو قارناه بالموسم الثاني من The Handmaid's Tale الذي انطلق عرضه في أبريل/نيسان ويزداد أهمية في أعين مصوتي الإيمي ذوي الميول اليسارية.
أو لعل الأمور ستسير في منحى مختلف.
فالعام الماضي شهدت جوائز الإيمي تغيراً بصدور ترشيحات لأفضل عمل درامي ظفرت بها أعمال مبتدئة مثل The Handmaid's Tale و The Crown و Stranger Things و This Is Us، وجميع هذه الأعمال عادت من جديد لتكون ضمن المرشحين الـ7 عن فئة أفضل عمل درامي، وكذلك دخل معها السباق العمل المحبب لدى النقاد The Americans في جزئه الأخير من إنتاج FX، فمن المعهود لدى جماهير المصوتين لجوائز إيمي منحُ جائزة كبرى لأعمال تشارف على نهايتها، مثل مسلسل The Sopranos و Breaking Bad و Everybody Loves Raymond التي حصدت جميعها جوائز دسمة على مواسمها الأخيرة.
أفضل ممثلة ستكون جديدة
آخر مرة حظيت فيها ممثلة غير جوليا لويس دريفس بجائزة أفضل ممثلة بعمل كوميدي كانت خلال الولاية الرئاسية الأولى للرئيس باراك أوباما.
مع تأخر الموسم الأخير من Veep لخضوع جوليا لويس دريفس للعلاج من السرطان (وهنا بشرى سارة: فالتصوير سيستكمل مع دريفس الشهر المقبل) فستكون جائزة أفضل ممثلة من نصيب فائزة أخرى عن فئة الكوميديا، وذلك لأول مرة منذ عام 2011.
حلبة السباق مفتوحة، فمن أولى الممثلات الأكثر حظوظاً هي ريتشل بروسنان التي تمثل دور ربة منزل من حقبة الخمسينيات تتحول لتصبح ممثلة كوميدية في مسلسل أمازون The Marvelous Mrs. Maisel. كما فازت بروسنان بجائزة غولدن غلوب عن الفئة نفسها شهر يناير/كانون الثاني.
من المتنافسات أيضاً على جائزة هذه الفئة كل من:
تريسي إيليس روس التي ترشحت مرتين عن عمل black-ish
آليسون جاني الفائزة 7 مرات بجائزة إيمي عن مسلسل CBS الكوميدي Mom
إيسا ري عن مسلسل HBO ذي العنوان Insecure
ليلي توملين عن مسلسل Grace and Frankie من إنتاج نتفليكس
وكذلك باميلا أدلون من مسلسل Better Things الذي تنتجه FX
أما أفضل ممثلة عن فئة الدراما فقد رشحت من جديد الممثلة إليزابيث موس الفائزة بالعام الماضي عن مسلسل The Handmaid's Tale، تنافسها هذا العام كل من:
ساندرا أوه في Killing Eve
كلير فوي عن The Crown
كيري راسل عن The Americans
ويُعتقد أن ساندرا أوه (المولودة في كندا) هي أول امرأة من أصل آسيوي تترشح لتنال جائزة أفضل ممثلة عمل درامي.
غياب Veep سيعني أيضاً أن عملاً جديداً سينال جائزة أفضل كوميديا لأول مرة منذ 4 أعوام (فجدير بالملاحظة أنه منذ عام 2007 لم تفز بجوائز أفضل كوميديا سوى 3 أعمال هي Veep و Modern Family و 30 Rock). سيكون من الأعمال وفيرة الحظوظ مسلسل دونالد غلوفر Atlanta الذي يتحدى حدود الإبداع، وكذلك The Marvelous Mrs. Maisel. كما أنه لأول مرة منذ انطلاق عرضه لم يترشح هذا العام مسلسل Modern Family رغم فوزه 5 مرات بجائزة أفضل عمل كوميدي.
معارك برامج السهرة والحوارات الساخنة
يقف جون أوليفر في الحلبة متزعماً أوفر الحظوظ في فئة برامج المنوعات الحوارية عن سلسلة برنامج Last Week Tonight الأسبوعي الذي تعرضه HBO والفائز لعامين متتاليين.
ولكن هل ينجح ستيفن كولبرت، مذيع CBS الذي أصبح برنامجه الأكثر مشاهدة من بين برامج السهرة والمرشح مرة أخرى هذا العام، في التفوق على هيمنة أوليفر؟
هذا العام تمكن تريفور نواه مذيع Comedy Central من دخول المعترك بعدما أخفق طيلة العامين الأخيرين. أما سامانثا بي التي استبعدت قبل 6 أسابيع بعد اعتذارها عن استخدام لفظ بذيء لوصف إيفانكا ترمب فقد ترشحت هي الأخرى. وأما جيمي فالون الذي تقلصت أعداد متابعي برنامجه Tonight Show فقد حاول شن حملة إعلانية قوية نوعاً ما هذا العام، إلا أنه تم التغاضي عن ترشيحه للعام الثاني على التوالي.
أما برنامج Saturday Night Live الذي لم يكن يوماً مفضلاً لدى مصوتي جوائز إيمي، فقد أفلح أخيراً في قلب المعادلة بنيله 21 ترشيحاً في استعراض لقوته، وإن كان ثناء النقاد عليه خف كثيراً خلال الموسم الفائت.
لكن هذا البرنامج سيحظى بدور بارز، إذ سيقوم مذيعاً فقرة Weekend Update منه، وهما كولين جوست ومايكل تشي بتولي تقديم حفل جوائز إيمي هذا العام، ومن المرجح أن يأتيا ببعض أفراد البرنامج معهما للإسهام بتقديم الحفل، أما المنتج المنفذ لهذا العام فسيكون منتج Saturday Night Live لورني مايكلز لأول مرة له منذ عام 1988.
"سوبر هاتريك" فنية قد تحققها أوبريت عيسى المسيح
قد تحقق أوبريت Jesus Christ Superstar التي بثتها على الهواء قناة NBC إنجازاً تاريخياً لها في ميدان الثقافة الشعبية أو ثقافة البوب، ففي هذا العمل الموسيقي من قناة NBC 3 أسماء تقف على عتبة الانضمام إلى نادي الفائزين بجوائز إيمي وغرامي وأوسكار وتوني.
من هؤلاء جون ليجند الذي مثل دور عيسى المسيح في الأوبريت ورشح لأفضل ممثل عن فئة مسلسل قصير أو فيلم، والذي فاز عام 2015 بجائزة أفضل أغنية أصيلة عن أغنية Glory من فيلم Selma، وفاز بجائزة توني لإنتاجه Jitney الذي فاز العام الماضي بجائزة أفضل إحياء لإنتاج مسرحي، كما فاز ليجند بعدة جوائز غرامي.
الأوبريت رشح عن فئة البرامج المنوعة المباشرة، واثنان من منتجي هذا الأوبريت المتلفز، وهما أندرو لويد ويبر وزميله العتيد تيم رايس، لا ينقصهما سوى جائزة إيمي واحدة كي ينضما إلى نادي الفائزين بالجوائز الأربع الثمينة.
ثمة العشرات ممن فازوا بالجوائز الأربع المذكورة، منهم أودري هيبورن وووبي غولدبيرغ وميل بروكس وسكون رودن، وكان روبرت لوبيز كاتب الأغاني الشهير لفيلم Frozen المتحرك وعمل Broadway المسرحي Book of Mormon هو آخر المنضمين إلى هذا النادي قبل 4 أعوام.
أما هذا العام فقد أصبح لوبيز أول من يفوز بمضاعفة رصيده من هذا الجوائز الأربع. يذكر أن زوجته كريستن آندرسون لوبيز التي كثيراً ما تتعاون معه في أعماله كانت قد فازت بجائزتي أوسكار وجائزتي غرامي.
هذا الموضوع قد يهمك أيضاً..
فضل شاكر لـ"عربي بوست" بعد الحكم ببراءته: أنا ضحية للتشويه الإعلامي