حين تحوَّل أعظم مشهد قتلٍ في تاريخ السينما العالمية إلى حقيقة – إذا كنتَ من محبّي أفلام الرعب، عليكَ مشاهدة أفضلها Psycho!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/10 الساعة 14:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/10 الساعة 15:02 بتوقيت غرينتش

رغم مرور حوالى 60 عاماً على صدوره، لا يزال Psycho محتفظاً بلقب "ملك أفلام الرعب السيكولوجة".

"لم يتضمّن الفيلم رسالة سامية، ولم يكن التمثيل رائعاً. لقد أثارهم الفيلم نفسه". هذا ما قاله المخرج آلفرد هتشكوك، في مقابلةٍ مع المخرج الفرنسي فرانسوا توفو، الذي أصدر – قبل وفاته بـِ 6 أشهر – كتاباً عن المخرج الإنكليزي.

تعمَّد هتشكوك أن يصنع من Psycho فيلماً تجارياً، في نفس إطار الأفلام الرخيصة. فهو لم يصوّره مع طاقمه الفنّي المعتاد، بل استخدم الطاقم الذي كان يشاركه في برنامجه التلفزيوني.

صورة بالأبيض والأسود، ومشاهد كثيرة لم يتخلّلها أيّ حوار، مع تكلفة لم تتعدَّ نحو 800 ألف دولار أميركي – وهو رقمٌ قليل حتى لفيلمٍ من إنتاج العام 1960 – استطاع هتشكوك أن يقدّم فيلماً ترك أثراً شديداً في نفوس المشاهدين، ولا يزال حتى يومنا هذا ضمن قائمة أفضل الأفلام في تاريخ السينما العالمية على موقع IMDb، في المرتبة 34.  

لم يكن بمقدور أيّ متابعٍ لأفلامه، أن يتوقّع المفاجآت التي أوجدها هتشكوك في فيلم Psycho – والذي صُنّف أنه أشدَّ الأفلام رعباً في ذلك الوقت: قتل البطلة ماريون (جانيت لاي) بعد مرور الثلث الأول من الأحداث فقط، وحقيقة سرّ وغموض والدة نورمان.

تحذير: السطور المقبلة تتضمّن حرقاً لأحداث الفيلم.

قصة الفيلم بسيطة. المشاكل المادية التي يعاني منها الحبيان ماريون وسام (جون غافين) تحول دون زواجهما، فتقوم ماريون (جانيت لاي) بسرقة مبلغ 40 ألف دولار من زبونٍ (كان من المقرّر أن تودع أمواله في البنك) وتهرب خارج المدينة. في طريقها، ولأن الأمطار كانت غزيرة، تنزل في فندقٍ متواضع حيث تُقتل على يد والدة صاحب الفندق نورمان (آنتوني بيركينز) – أو على الأقل هذا ما يوحيه لنا هتشكوك – لتبدأ رحلة البحث عنها.

جرعة الإثارة في الفيلم لا تنضب، من مشهد مصادفة ماريون لمديرها مع بداية هروبها، إلى مشهد الشرطي وملاحقته لها واكتشافه أنها غيّرت سيّارتها.. أي أن المشاهد يترقّب في أيّ لحظةٍ سقوط البطلة في فخ الشرطة. فيأتي مقتلها، قبل النصف الأول من الفيلم، ليحبس الأنفاس أكثر ويزيد من ترقّب المشاهد للأحداث المقبلة. ومع نهاية الفيلم، نكون على موعد مع حوارٍ يتمّ فيه شرح كلّ التفاصيل مع جرعةٍ إضافية من علم النفس؛ أي أن هتشكوك يتقصّد ألا يخرج المشاهد مع تساؤلاتٍ كثيرة، كما يفعل حالياً بعد مشاهدته معظم أفلام الرعب.  

معلومات قد لا تعرفها…

1- تمَّ بناء القصر الفخم وفندق Bates، التابعين لنورمان ووالدته، في مرآب السيارات الخلفي لاستديوهات Universal العالمية.

2- استغرق تصوير مشهد قتل ماريون وهي تستحمّ أسبوعاً كاملاً، وقد صُنّف على أنه أكثر المشاهد رعباً في تاريخ السينما. ضمَّ المشهد أكثر من 70 لقطة، تستمرّ كل منها ثانيتين أو ثلاث، مع تنقّلٍ سريع على وقع موسيقى بيرنارد هيرمان الصاخبة.

3- رغم أن مشهد الاستحمام لم يتضمّن عرياً فاضحاً، إلا أنه تمّ استقدام ممثلة بديلة لجانيت لاي: حين تشاهد أجزاءً من جسم الممثلة، فهو في الحقيقة جسد مارلي رينفيرو. ورينفيرو استقدمها هتشكوك من أحد ملاهي لاس فيغاس، حيث كانت تعمل راقصة تعرّي مع بلايبوي، وتقاضت لقاء ظهورها في Psycho مبلغ 500 دولار فقط.

4- في العام 2001، أفادت تقارير إعلامية أن رجلاً يُدعى كينيث دين هنت (34 عاماً) حُكم عليه باغتصاب وقتل بديلة الممثلة جانيت لاي، في جريمةٍ ارتكبها العام 1988، لكنها لم تُحلّ حينها. فظنّ الجميع أن رينفيرو هي الضحية. مؤلف الرواية الكلاسيكية "زودياك" روبرت غرايسميث فتنته القصة وتابعها. ليطالعه أن وكالة Associated Press أفادت أن كينيث قتل امرأتين، من بينهما الممثلة البديلة لبطلة Psycho وتُدعى مايرا دايفيس، وأفاد التقرير أنه الاسم الحقيقي لرينفيرو.

لكن غرايسميث، وبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، قرأ في العام 2007 مقابلة مع حفيدة دايفيس تؤكد فيها أن جدّتها ما كانت لتصوّر مشاهد عارية أبداً. فاكتشف أمرين: الأول أن رينفيرو ودايفيس شخصيتين منفصلتين، وأن دايفيس هي التي قُتلت وليست رينفيرو، ظناً من القاتل أنها هي بديلة جانيت لاي في مشهد الاستحمام من الفيلم.

وفي الحقيقة، لم يكن القاتل مخطئاً كثيراً. فاكتشاف غرايسميث أدّى إلى الكشف عن أنه تمّ استقدام ممثلتين بديلتين لجانيت لاي. رينيفيرو للمشاهد العارية، ودايفيس لمشاهد الوقوف في حوض الاستحمام. والقاتل كينيث دين هنت كان مهووساً بفيلم Psycho، وأراد أن يقتل جسد بطلته، فخلط بين الممثلتين البديلتين وقتل دايفيس عن طريق الخطأ.

5- الممثلة جانيت لاي، بطلة الفيلم التي تُقتل، هي مغنية وراقصة وكاتبة؛ وهي والدة الممثلتين جايمي لي كورتيس وكيلي كورتيس، من زوجها الثاني (من أصل أربعة) طوني كورتيس. ورغم أنها شاركت بـِ 50 فيلماً، إلا أن مشهد القتل في فيلم Psycho طبع مسيرتها؛ حتى أنه، وخلال نعيها بعد وفاتها في العام 2004، تمّ التطرّق إلى المشهد الأشهر.

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن فيلم Psycho (وهو من كتابة جوزيف ستيفانو) حصد 4 جوائز أوسكار، من بينها جائزة "أفضل ممثلة مساعدة" لجانيت لاي، و"أفضل مخرج" لآلفرد هتشكوك. كما حازت لاي أيضاً على جائزة "أفضل ممثلة مساعدة" في جوائز الغولدن غلوب. بالإضافة إلى 5 جوائز أخرى، وترشيحه إلى 9 جوائز. 

كذلك، وُصف أداء الممثل آنتوني بيركينز بالتاريخي. فلا يمكن للمشاهد أن يصدّق أن نورمان، صاحب الوجه المحبّب، والشاب الذي يضع يديه في جيب بنطاله، ويقفز على عتبة المنزل مبتسماً، يمكنه أن يكون مجرماً مهووساً. 


إقرأ أيضاً… 

إذا لم تشاهده بعد، فأنتَ الخاسر الأكبر – لهذه الأسباب يحتلّ فيلم The Shawshank Redemption صدارة ترتيب الأفلام العالمية على IMDB منذ 24 عاماً!

صمَّم الماكياج بنفسه وارتجل بعض المشاهد – إليكَ سرُّ تفوّق هيث ليدجر في شخصية الجوكر!

علامات:
تحميل المزيد