هل تذكرون جمال في فيلم Slumdog Millionaire؟ الآن يجسد الرمز البريطاني الخالد “دافيد كوبرفيلد”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/15 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/15 الساعة 08:36 بتوقيت غرينتش

مفاجأة تلقاها الوسط السينمائي؛ بعد أن تم الإعلان عن بطل فيلم جديد مقتبس من رواية ديفيد كوبرفيلد الشهيرة.

 فعقب الإعلان عن التحضير للفيلم الذي يحمل اسم "The Personal" History of David Copperfield" (التاريخ الشخصي لديفيد كوبرفيلد) كان الجميع متشوقاً لمعرفة الممثل الذي حالفه الحظ ليقوم بدور البطولة.

فالفيلم المقتبس عن رواية الكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز، سيمثل تحدياً صعباً؛ لأن عليه إضافة نكهة جديدة للدور الذي قُدم عدة مرات من قبل.

وعندما تم الكشف عن هوية البطل كانت المفاجأة  أنه ديف باتل، وهو ثالث نجم هندي يترشح لجائزة الأوسكار.

هذا الممثل الأسمر ذو الأصول الآسيوية عليه أن يجسد واحدة من أشهر كلاسيكيات الأدب الغربي التي تدور أحداثها في بريطانيا في القرن التاسع عشر.

التمرد على الهوية النمطية أوصله لهذه المرحلة

ديف باتل من فيلم Lion، صدر عام 2016

بدأ ديف باتل، الممثل البريطاني الهندي الأصل، طريق النجاح السينمائي من خلال دوره في الفيلم الحائز على 8 جوائز أوسكار "Slumdog Millionaire"،  الذي قام فيه بدور جمال؛ الفتى الفقير الذي فاز في برنامج من سيربح المليون؛ مستذكراً الإجابات من خلال مواقف حياته الصعبة.

ورشح باتل العام الماضي 2017؛ -كأفضل ممثل في دور مساند- لجائزة الأوسكار، والغولدن غلوب، وفاز بجائزة البافتا؛ عن دوره في فيلم "Lion"، الذي يحكي قصة حقيقية لشاب هندي متبنى من قبل عائلة أسترالية، يبحث عن والدته البيولوجية في الهند عبر تطبيق Google Earth.

ويدرك باتل منذ بدايته كممثل؛ صعوبة حصوله على أدوار عادية في هوليوود، نظراً لأصوله الآسيوية، وبشرته الداكنة، التي تحصر موهبته في أدوار محددة.

لكن بعد فيلمه الأخير، وترشحه للأوسكار، قال في إحدى اللقاءات الصحفية: "إن كل ممثل يواجه تحديات مختلفة في هوليوود، وبالنسبة لي هذه التحديات أكسبتني خبرات عالية".

 ويقول عن هذه التحديات: "عرض علي فيلم lion منذ ثلاث سنوات، بسبب تراكمات من النضال التي أوصلتني إليه"، وهذا ينطبق على دوره القادم الذي قد يصبح علامة فارقة أخرى في مسيرته.

 ويبدو أن تمرد باتل على الصورة النمطية للممثلين الآسيويين في هوليوود ساعدت على نجاحه وأهلته ليجسد دوراً مرتبطاً نمطياً بالممثلين البيض.

الجديد الذي سيقدمه الفيلم لهذه الرواية الكلاسيكية

رسم توضيحي من رواية ديفيد كوبرفيلد لفريد برنارد، مصدر الصورة فيليب ف. ألينجهام، the Victorian Web.

سيكون دور باتل الجديد الشخصية الرئيسة في فيلم، The Personal" History of David Copperfield"، المقتبس عن رواية ديفيد كوبرفيلد، التي تعد أيضاً سيرة ذاتية لمؤلفها تشارلز ديكنز، والصعوبات التي واجهته في طفولته ومراهقته من يُتم، وفقر، حتى أصبح كاتباً ناجحاً.

يتناول الفيلم الحكاية الكلاسيكية ذاتها  التي نشرت عام 1850، لكن في منظور معاصر، إذ يسلط الضوء على رحلة ديكنز للبحث عن ذاته في عالم مليء بالعقبات والفوضى.

ويخرج الفيلم أرماندو إيانوتشي، المعروف بهوسه بأعمال ديكنز، ويشارك في كتابة السيناريو أيضاً مع  سايمون بلاكويل، المعروف بأعمال كوميدية ناجحة.

وشكل إيانوتشي وبلاكويل ثنائياً ناجحاً سابقاً فقد رشحا عام 2009؛ لجائزة الأوسكار في فئة أفضل نص سينمائي مقتبس؛ عن فيلم "In the Loop" بمشاركة جيس أرمسترونج، و توني روش.

وأعلن عن الفيلم أولاً في مارس/آذار من عام 2015، حينها قالت كريستين لانجان، من مؤسسة BBC Films عنه: "إن المخرج عاشق لديكنز، لذلك سيكون للفيلم حساسية فريدة، وبالطبع سيكون أصلياً جداً".

وبسبب احتفال عيد الميلاد مازال الإرث العظيم لديكنز ملهماً للسينما

فيلم A Christmas Carol مقتبس عن أشهر رواية لديكنز عن عيد الميلاد، من بطولة جيم كاري، إنتاج عام 2009.

لن يكون الفيلم الجديد أول تجسيد للرواية، إذ أنها ألهمت عامةً، وديفيد كوبر فيلد خاصةً؛ دوماً صناع الأفلام، وكانت البداية عام 1935 من قبل المخرج جورج كوكر بالنسبة للرواية ، ثم عام 1970، أيضاً كفيلم رسوم متحركة عام 1993، وأخيراً عام 2000 للمخرج بيتر مداك.

تريلر نسخة 1953 من "دافيد كوبرفيلد"

يعود السبب في ذلك؛ إلى الأثر الكبير الذي تركه أدب ديكنز في الثقافة الحديثة، ما يجعله أحد أهم كتاب القرن التاسع عشر؛ إذ يرى النقاد أن ديكنز هو من صنع ثقافة الاحتفال بعيد الميلاد، وأضاف إليه طابعاً حالماً ونقياً في قصصه، كما اهتم بالكوميديا والمواقف الهزلية في الحوار بين شخصياته على الرغم من الموضوعات الجادة التي ناقشها.

 وأظهر ديكنز الحياة الإنكليزية وصورها بدقة في العصر الفيكتوري، حسب وجهة نظر النقاد.

كما اهتم بحياة الفقراء والمهمشين، وما يعانونه خاصةً في العاصمة لندن، حتى أنه ظهر بسببه مصطلح "Dickensian"، المأخوذ من اسمه، والذي يشير إلى ظروف معيشة أو عمل أقل من المستوى المقبول، نسبة إلى تفاصيل الفقر المروع الذي تعيشه شخصياته الأدبية.

 نرى ذلك واضحاً في فيلم؛  Great Expectations  الذي صدر عام 2013، المأخوذ عن رواية لديكنز تحمل الاسم ذاته -والتي حولت من قبل لما يقرب من 20 عملاً فنيًا.

وتحكي الرواية عن بيب الطفل الذي يعاني بسبب اليتم والفقر، وبالصدفة يساعد مجرم هارب من العدالة في الاختباء، ثم تتغير حياة بيب نتيجة لمعروفه هذا إلى الأبد.

وفِي هذا العمل يصور ديكنز حياة الطفل المليئة بالعوز، والأمنيات البعيدة، ثم أتبعها بالحب، والامتنان، والحرية، في سلاسة و دقة.

أيضاً، تظهر قسوة الحياة على الأطفال الفقراء، وحِدة لندن وشوارعها، في فيلم Oliver Twist الصادر عام 2005، والمقتبس كذلك عن رواية بالاسم ذاته، ويروي تفاصيل حياة الطفل أوليفر، الذي يعيش حياة بائسة في ملجأ الأيتام، ثم تتوالى الأحداث في حياته، ليصبح نشالاً ضمن عصابة تستغل الأطفال، حتى يبتسم له القدر أخيراً.

ربما يعد اختيار النجم ذي الأصول الهندية ديف باتل للدور قراراً جريئاً ومُختلفاً، لكن سيجعل بالتأكيد الفيلم مميزاً بين قائمة الأعمال الفنية المقتبسة عن الرواية ذاتها.

فجميع الأبطال السابقين، يحملون ملامح أوروبية واحدة، كذلك فريق العمل رُشح للأوسكار من قبل مما يجعل النقاد والجمهور مترقبين لظهوره إلى النور، ويأملون ألا يخيب توقعاتهم.