أصدرت لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام، مساء الخميس 13 مايو/أيار 2018، تقريرها عن النصف الأول من دراما رمضان، والذي رصد ما ورد فيها من تجاوزات، واتخاذ إجراءات رادعة تجاه المخالفين.
"كلبش" و"نسر الصعيد" يخرقان القواعد
ذكر التقرير أن اللجنة لاحظت خرقاً واضحاً للمعايير التي كانت قد وضعتها وأُخطر بها رؤساء القنوات؛ لضمان حق المواطن في الاستمتاع بأعمال درامية تراعي القيم الأخلاقية والاجتماعية، واستخدام لغة الخطاب التي لا تخدش الحياء ولا تدمر الخصوصية الثقافية للمجتمع.
في حين أكدت اللجنة رصدها "تعمُّداً لدهس القانون بالإسراف في استخدام العنف وتشويه صورة رجل الشرطة المنوط به حفظ القانون وإنفاذه"، بحسب التقرير الذي نقله موقع "المصري اليوم"، و"في الفن".
إذ قالت اللجنة إن "ما حدث داخل مسلسلين يحظيان بنسب مشاهدة كبيرة وهما (كلبش) و(نسر الصعيد)، أن بطل كل منهما ضابط شرطة -وهنا مكمن الخطورة- فبدلاً من أن نعرض الصفات الأخلاقية النبيلة في شخص ضابط الشرطة، وجدنا خرقاً لكل ما هو إيجابي في هذه المهنة المحترمة، وإذ بنا أمام جرعات كبيرة من العنف المفتعل وغير المبرر في خط أحداث كل منهما".
وتابع بيان اللجنة: "وجدنا أن كلاً منهما يأخذ حقوقه بيده دون الرجوع للقانون ومجرياته من نيابة وقضاء، كما وجدنا استخداماً للعنف المفرط ضد الذين يتعاملان معهما- عنفاً ينتهك حقوق الإنسان ليخلق (أسطورة) مشوهة لضابط الشرطة".
وأضاف التقرير: "الكارثة تتمثل في أن هذا التأثير السلبي لن يتوقف عند حدود الجمهور العادي من الشباب؛ بل ربما يصل التأثير على عقلية الضباط حديثي التخرج باعتبار أن الممثلَين اللذين يمثلان دور الضابط ذوا جماهيرية، أما التأثير على الطفل المصري والمراهق المصري فنحن أمام طريقين: إما أن يكرهه ويكره عنفه وهمجيته في فرض القانون؛ وبالتالي يخلق شرخاً من جديد ما بين المواطن المصري وضابط الشرطة".
تسليع المرأة
في حين أكد التقرير أن الموضوع أكبر من مجرد استخدام ألفاظ خادشة وإيحاءات وحبكة ضعيفة صُنعت لتخدم البطل فقط، مضيفاً أن "لجنة الدراما لاحظت أيضاً شيوع عملية (تسليع) المرأة باعتبارها مجرد أداة للجنس ولإمتاع الرجل وليست كمخلوق يتساوى مع الباقين في الحقوق والواجبات".
وأكدت أنه "أمر أصبح متجذِّراً في عقول المؤلفين والمنتجين، مما يعود بنا إلى صورة المرأة من المفهوم المتخلف الشائع عنه. كما قامت بعض المسلسلات التي تذاع، بالترويج لصور التعاطي والحديث بالتفصيل الذي يروّج للمخدرات".
لكنّ آخرين يعتبرون المسلسلات "تلمِّع" الشرطة
وكانت الاتهامات لاحقت المسلسلات الدرامية هذا العام (2018)، وخاصة "كلبش" و"نسر الصعيد"، بأنهما يعملان على تلميع صورة الشرطة المصرية.
اهو مسلسل كلبش دة كله تلميع للداخلية و الشرطة و قد ايه هما قلبهم ع البلد و خايفين ع الشعب و بيحترموه و عنيهم خضرا و بيلبسوا جواكت جلد و يالهواااي خالص
— aliaa? (@aliaa__33) May 23, 2018
في حين ذكرت مجلة The Economist البريطانية، في تقريرها عن المسلسلات المصرية برمضان السلطات المصرية، أنها تقوم بحملة "تبييض" للشرطة في المسلسلات التلفزيونية.
بتفرج على نسر الصعيد و في مشهد ابن هتلر كان بيقول زين مينفعش يدخل شرطة دا اخره يبقى حكيم في مستوصف.
المسلسل كله تلميع في الشرطة و الحربية معنديش مانع بس مش لدرجة انك تقلل قيمة الدكتور و تتكلم عن الطب كانها كلية حلاقين بس واضح ان دا تفكيرهم عشان يبانوا بيلمعو لازم يوسخوا غيرهم pic.twitter.com/haiNCiYl6v— El Ahmar (@M0hamed_elAhmar) May 22, 2018
وخصت بالذكر مسلسل "كلبش" ضمن عدد آخر من المسسلات، وقالت عن المسلسل: "الساعة تدقّ والتوتر يطغى على جلسة الاستجواب. وعلى أمل أن يتمكن من الكشف عن مؤامرة ما، يظل مأمور سجن العقرب يراقب أحد الإسلاميين وهو جالس بمفرده في زنزانته، ليصرخ في وجهه مهدِّداً ويرحل في نهاية المطاف دون الحصول على إجابات عن تساؤلاته".
وأضافت: "وقد يشعر أي شخص يكون على اطلاع بطبيعة سجن العقرب بالارتباك بعد متابعة هذا المشهد؛ إذ إن هذا السجن اشتُهر بكونه من أكثر السجون فظاعة في مصر، حيث يُحشر فيه المتمردون والسجناء السياسيون، على حد السواء، داخل زنزانات ضيقة ويتم تعذيبهم".
وتابعت: "مع ذلك، يبدو الأمر مختلفاً تماماً في (كلبش)، وهو مسلسل يتمتع بشعبية على التلفزيون المصري، ويظهر فيه السجناء في حُلّة نظيفة، كما تسير عمليات التحقيق في جو من الأدب واللباقة، دون اللجوء إلى العنف والتعذيب".
في حين قالت المجلة البريطانية عن مسلسل "نسر الصعيد": "في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2017، قُتل العشرات من رجال الشرطة بعد وقوعهم في كمين. لكن، وقع التغاضي عن ذلك في مسلسل (نسر الصعيد)، حيث تمكن بطل المسلسل من القضاء على الإرهابيين بكل سهولة".