“نسر الصعيد” و”كلبش” و”طايع”.. مسلسلات بُنيت على جهل بقوانين الشرطة المصرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/28 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش

نجح مسلسل "كلبش 2" في تحقيق أعلى مشاهدات في الموسم الرمضاني الدرامي، واستطاع منذ أول أيام عرضه في احتلال القمة، كما دخل مسلسل "طايع" المنطقة الدافئة في المنافسة وهي منطقة الوسط، هارباً من شبح الفشل.

ولكن على الرغم من ذلك احتوى سيناريو المسلسلين على أخطاء فادحة في أحداث القصة التي يدور حولها العمل، وهي أخطاء لا يمكن التغاضي عنها، لأنها لولا حدوثها لما كانت ستصبح هناك حبكة وقصة.

"طايع".. ضابط المباحث يختلف عن ضابط السجن

واجه مسلسل "طايع" في حلقته الأولى مشكلة كبيرة جداً، وهي الخلط بين ضابط المباحث المكلف بالتحقيق في القضايا وبين ضابط السجن، فيظهر عمرو يوسف الذي يقوم بدور "طايع" وهو في مكتب مأمور السجن ثم يدخل عليه ضابط آخر، ليقوم بمساومته بإخراجه والعمل لصالح الشرطة، في مقابل أن يحميه الضابط ممن يريدون قتله خارج السجن للأخذ بالثأر منه.

كان من الممكن أن يمر هذا المشهد مرور الكرام باعتبار أن ضابط المباحث جاء من الخارج ليقوم بالاتفاق مع "طايع"، ولكن في نفس الحلقة يجري "طايع" مهرولاً إلى مكتب المأمور لنفاجأ بأنه يدخل ليقابل نفس الضابط الذي قابله في المرة الأولى، وهو يجلس في نفس الغرفة وعلى نفس المكتب، وهو ما يعني أنه من ضباط السجن، وهو خلل كبير في السيناريو، خاصة مع عدم الإشارة إلى أنه ضابط مباحث منتدب من الخارج من قسم الشرطة.

وينبع الخطأ من أن الضباط العاملين في السجون أعمالهم إدارية، ومهتهم فقط حماية السجون وفرض الانضباط داخلها والسيطرة على المساجين، وهم تابعون لقطاع السجون، ولكنهم غير مختصين بالتحقيق في القضايا وليس من شأنهم الاتفاق مع المساجين وعمل صفقات معهم، ودائماً ما تكون الصفقات من هذا النوع من اختصاص ضباط المباحث التابعين لقطاع المباحث الجنائية في كل مديرية أمن، وهو الخطأ الذي وقع فيه مؤلف المسلسل.

ولولا وقوع هذا الخطأ لما كانت هناك قصة من الأساس، لتصبح القصة مبنية بالكامل على خطأ غير قانوني.

"كلبش 2".. كتلة أخطاء فادحة

يبدأ الجزء الثاني من مسلسل "كلبش" بمشهد لأمير كرارة "سليم الأنصاري" في أحد أقسام شرطة الفيوم، والذي يخدم به أيضاً زوج شقيقته عمر الشناوي "حسام"، ليؤكد له أنه تم انتدابه للقسم لمدة أسبوعين فقط للتحقيق في قضايا سرقات السيارات المنتشرة هناك بشدة، ولكن نفاجأ في المشهد التالي بأن "سليم" و"حسام" قاما بعمل كمين في أحد المناطق الصحراوية.

والخطأ هنا مزدوج، فالأول والأهم هو أن الضابط المنتدب لا يقف في الأكمنة وليس من ضمن اختصاصاته ذلك، فهو منتدب للتحقيق في قضية معينة فقط، ولا يصح له الوقوف في كمين والتفتيش، والثاني هو مكان الكمين في منطقة صحراوية، حيث أن أقسام الشرطة تقوم بعمل الأكمنة في الطرق العامة في وسط المدن وليس في الأماكن الصحراوية النائية.

خطأ آخر وقع فيه المؤلف في الحلقة الأولى، عند قيام قوة أمنية بالهجوم على القرية التي يختبئ فيها الإرهابي "أبو العز" كان سليم في قيادة تلك القوات، وهو مخالف لقوانين الداخلية أيضاً، ففي هذه الحالة الضابط المنتدب يهتم بمأموريته فقط، و يكون الهجوم من اختصاص الأمن الوطني والأمن المركزي، ووجود سليم الأنصاري وسطهم كان غير قانوني ولا يحدث على أرض الواقع.

 

"نسر الصعيد" .. تجاهل قوانين الشرطة

دخل مسلسل "نسر الصعيد" في القائمة بخطأ كبير، جعل مسار القصة يختلف تماماً، حيث شهدت أحداث المسلسل دخول محمد رمضان "زين القناوي" كلية الشرطة وتخرجه منها ليقوم بالخدمة في مقر مولده في محافظة قنا، لينشأ الصراع بينه وبين سيد رجب "هتلر" ، فيما تدور القصة حول مشكلة بينه وبين زوجته التي ترغب في وجود ابنتهما إلى جوارهما في العاصمة.

ويعتبر هذا الإجراء خاطئاً تماماً ومخالف لقوانين الشرطة، فلا يصح أن يخدم الضابط في مكان ولادته إلا بعد مرور أكثر من 5 سنوات على خدمته في قسم شرطة آخر في مكان بعيد، حيث ظهر محمد رمضان في الأحداث وهو يتخرج من كلية الشرطة وفي المشاهد التالية مباشرة وهو يخدم في قسم شرطة قريب من قريته في محافظة قنا، ليظل الصراع مشتعلاً بينه وبين هتلر وتستمر الأحداث.

 

تحميل المزيد