فنانون مغاربة يشجعون المنتخب الوطني بأغنية حماسية.. لكن لماذا غضب منهم الجمهور؟  

140 فنانة وفناناً مغربياً، كان كُل غَرضِهم تشجيع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وتقديم التحفيز المناسب لهم ضمن مشوارهم الكروي بمنافسات مونديال روسيا 2018، إلا أن النتيجة

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/27 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/27 الساعة 21:52 بتوقيت غرينتش

140 فنانة وفناناً مغربياً، كان كُل غَرضِهم تشجيع المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، وتقديم التحفيز المناسب لهم ضمن مشوارهم الكروي بمنافسات مونديال روسيا 2018، إلا أن النتيجة لم تكن مُرضية للمغاربة، سواء من المتابعين للشأن الرياضي أو المهتمين بالمجال الفني.

جمعت الملحمة الغنائية التي أُطلق عليها اسم "أبطال"، من تأليف وألحان الفنان عبداللطيف السعيدي، عشرات الفنانين والإعلاميين والرياضيين، مُتغنِّين بتاريخ المغرب وحضارته، وجمال مدنه وعراقتها، بالإضافة إلى إنجازات ملوكه المتعاقبين خلال تاريخه، ابتداء من محمد الخامس، وصولاً إلى محمد السادس وولي عهده، مروراً بالحسن الثاني.

فيديو .. ملحمة "أبطال" يؤديها عشرات الفنانين المغاربة بمناسبة ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026

فيديو .. ملحمة "أبطال" يؤديها عشرات الفنانين المغاربة بمناسبة ترشح المغرب لاحتضان كأس العالم 2026

Posted by Horizon TV on Saturday, May 26, 2018

الأغنية "الملحمة" كما أطلق عليها المشرفون عليها، امتدت لأكثر من 13 دقيقة، وكانت باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية والإسبانية، فيما غابت الأمازيغية التي تعد لغة رسمية بالبلاد وفق دستور المملكة، ما اعتبره متابعون إقصاء لمُكوِّن مهم بالمغرب.

المخرج والممثل سعيد الناصري أكد لـ"عربي بوست"، أن الأمازيغية وإن كانت غائبة في الأوبريت فهي حاضرة عبر وجوه فنية أمازيغية غنت باللغة العربية، لكن اللكنة الأمازيغية كانت واضحة جداً، موضحاً أن اللباس الأمازيغي كان حاضراً كذلك، مؤكداً أن الرسائل كانت موجهة للدول العربية بالأساس، والدول الغربية، والذين لن يفهموا اللهجة الأمازيغية.

مَلحمة وطنية لم تسلم من الانتقادات

ضجَّت شبكات التواصل الاجتماعي بانتقادات واسعة بسبب المعالجة الفنية للأوبريت الغنائي، لاسيما بعد نشره على موقعي يوتيوب وفيسبوك قبل نشره على القنوات العامة المغربية أو عبر الإذاعات الوطنية، وهو الأمر الذي استغربه مخرج العمل متجاهلاً الحديث عن أسبابه.

رغم أن المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل العرايشي تسلَّمها شخصياً، وفق ما أكده لـ"عربي بوست".

مهزلة، تخريبقة، لا علاقة لها بتشجيع المنتخب?? أو تنظيم تظاهرة عالمية، كلمات و لحن دون المستوى وغناء غير متناسق و أصوات غير منسجمة، نشازات حدث و لا حرج، لقجة فالسطح و صافي. هذا هو الإبداع ؟

Posted by Abderrahim Benyanis on Sunday, May 27, 2018

وجه عدد من الإعلاميين المغاربة كذلك سهام النقد للأغنية، حيث قال عبدالله الترابي الإعلامي بالقناة الثانية "دوزيم" ، "يبدو أنها لعنة أصابت هذه البلاد، لا نجيد الغناء ولا التمثيل ولا الكتابة ولا الضحك ولا التقليد.. بشاعة هذه الملحمة سبب كاف يجعلك تشجع إيران خلال المباراة الأولى (تجمع المغرب وإيران) وتتمنى ألا يحظى المغرب بتنظيم كأس العالم".

شي لعنة أو دعوة خارجة في هاد البلاد : ما نعرفوا نغنيو، ما نعرفوا نمثلو، ما نعرفوا نكتبو، ما نعرفوا نضحكو، ما نعرفوا…

Posted by Tourabi Abdellah on Saturday, May 26, 2018

من جانبه قال محمد لغروس، مدير نشر جريدة "العمق المغربي"، "أتصور أن شخصاً ما، يتواصل مع فنانين، ويقول لهم نلتقي بعد ساعة في استوديو كذا، لتصوير أغنية حول المنتخب أو الملك، أو، أو، فيسألونه عن الكلمات واللحن والإخراج والتوزيع الموسيقي… فيجيبهم بكل يقين إلى حين لقائنا سنتعاون جميعاً… والنتيجة ما تشاهدون، اللهم إننا في المغرب وأنت أرحم الراحمين".

أتصور أن شخص ما، يتواصل مع فنانين الملح والما، ويقول لهم نلتقي بعد ساعة في استوديو كذا، لتصوير أغنية حول المنتخب أو…

Posted by ‎محمد لغروس‎ on Sunday, May 27, 2018

بدورها انتقدت رئيسة تحرير موقع "اليوم 24" حنان باكور مستوى "أبطال" قائلة، "كنت سيئة الحظ عندما استمعت للملحمة.. لا أعلم إن كان صيامي مقبولاً لبقية شهر رمضان، الإبداع صار كبيراً في التفاهة، ولا أحد يستطيع أن يجارينا".

زغبني الله وسمعت الملحمة..غادي يدوز ليا الصيام في الباقي من أيام رمضان أو لا؟!!????الإبداع صار عندنا كبيييير..في التفاهة!! ما يقد علينا حد وخلاص!! #الركيع المغربي…

Posted by Hanane Bakour on Saturday, May 26, 2018

مخرج "أبطال"، ردَّ على الانتقادات الموجهة للعمل الفني قائلاً إن التصوير كان بأحدث الوسائل داخل استوديو بنادي "فنطازيا" في ضواحي الدار البيضاء وفضاءات أخرى، لافتاً إلى أن الصحفيين والإعلاميين المغاربة المنتقدين للعمل يملكون مستوى ثقافياً، لكنهم لا يملكون مستوى فنياً يُمكِّنهم من النَّقد البنَّاء، كما أن الأعمال الفنية من المستحيل أن تحقق الإجماع حولها.

مجهود فردي.. ودعم "لقجع"

لا شك أن الفنانين والمشاهير المغاربة المشاركين في العمل كانوا شديدي الحماس، وإلا لما طلبت مجموعات متعاقبة تصوير الكليب بعد الانتهاء المبدئي منه، وفق ما أكده سعيد الناصري لـ"عربي بوست"، وهو ما كان فعلاً، إذ اضطر المخرج إلى تصوير أجزاء أخرى وإعادة تركيب الفيديو كليب من جديد، لافتاً إلى أن "أبطال" كان مجهوداً فردياً ودون إمكانات كبيرة، محبةً في الوطن، وفي المنتخب المغربي لا غير، وفق تعبيره.

كارثة فنية بكل المقاييس !!

Posted by Jihane Jihane Nadaoui on Saturday, May 26, 2018

الناصري أوضح أن الدعم الوحيد الذي تلقاه العمل كان من طرف الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في شخص رئيسها فوزي لقجع، الذي زود المجموعة بأقمصة رياضية خاصة بالمنتخب، بالإضافة إلى الأعلام المغربية، وتكلف بمصاريف الاستوديو والأكل وغيرها.

مبيناً أن تشجيع المنتخب الوطني ودعم ترشح المغرب ضرورة، وكذا تشجيع هؤلاء الفنانين والإعلاميين والرياضيين المشاركين في الملحمة، ومن بينهم الفنانة ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران، وموس ماهر ومريم بلمير ورياض العمر ومراد الأسمر ومراد البوريقي وعبدالعالي أنور ورشيدة طلال، وعائشة التشنويت وعبدالرحيم الصويري، وفاطمة الزهراء العروسي وليلى الحديوي.

ويشارك المغرب ضمن منافسات مونديال روسيا 2018، ومن المنتظر أن تجمع المباراة الافتتاحية بينه وبين المنتخب الإيراني، كما تتجه أنظار المغاربة للإعلان عن البلد الذي سيحظى باستضافة كأس العالم 2026، باعتبار المغرب أحد المرشحين، وينافسه ملف ترشيح مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

علامات:
تحميل المزيد