هل زوّرت صحيفة إسرائيلية لقاءً مع مخرجٍ لبناني؟ زياد دويري: لم أدلِ بأي حديث.. لكن نعم، معركتي مع الإسلاميين!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/28 الساعة 14:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/28 الساعة 16:40 بتوقيت غرينتش

يعود اسم المخرج اللبناني زياد دويري إلى الواجهة من جديد، بعدما تصدَّر عناوين نشرات الأخبار والصحف أواخر في العام 2017، إثر توقيفه في أيلول/سبتمبر فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي ومصادرة جواز سفره من قِبَل السلطات اللبنانية وإحالته إلى القضاء العسكري – وإخلاء سبيله لاحقاً – على خلفية تصوير فيلمه "الصدمة" في إسرائيل.

وتحت عنوان "البيت العربي قذر جداً، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية لقاءً مع دويري أجراه مع الصحافي أمير بوجين في نيويورك، الذي وصف ضيفه بالجريء، لأنه أقدم على زيارة إسرائيل سرّاً وصوَّر فيلمه.

المقابلة مرعبة فعلاً. من يقرأها ويقرأ التصريحات الصادرة عن المخرج اللبناني سيُصاب بذهولٍ تام. فيقول دويري مثلاً، بحسب الصحيفة الإسرائيلية، "أظنّ أن الهجوم عليّ جاء نتيجة إظهاري الجانب الإسرائيلي متفهماً أو قريباً من نهج التفاهم (Out of an Understanding Approach)، في حين كانوا يتوقعون أن فيلماً من منطقتنا سيشتم إسرائيل بالضرورة. ولم أفعل ذلك". 

"عربي بوست" تواصلت مع دويري، الذي نفى إجراء أي مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية الشهيرة.

وفي مكانٍ آخر من اللقاء المزعوم، تنشر الصحيفة عند دويري، "ارتكب الفلسطينيون مجزرة أيضاً. ومجزرة صبرا وشاتيلا ليست أم المجازر. الفلسطينيون أجرموا أيضاً وكثيراً، لكن لا يجرؤ أحد على التحدث عن ذلك، لأنه يجب عليك دائماً أن تُبدي تعاطفاً تجاههم".

ويُشير مراسل "يديعوت أحرونوت" إلى أن ورود اسم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق آرييل شارون هو أحد مفاجآت فيلم دويري "قضية رقم 23″، ليعود ويُشير إلى أن دويري قال إنه تعمّد الإشارة إلى شارون بالاسم، لما يحمل ذلك من إهانة إلى الفلسطيني، لارتباط اسمه بمجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتُكبتْ في بيروت ضدَّهم خلال العام 1982".

وفي نهاية المقابلة، ينقل المراسل بوجين قول دويري، "معركتي في الداخل. مع الإسلام. الإسلام المتطرّف، الذهنية الذكورية، وتحرير المرأة". ويتابع: "قبل أن تخرج إلى المعركة الكبرى، عليك أن تنظّف بيتك وتكون صريحاً مع نفسك. وفي حال أردنا قول الحقيقة، أعتقد أن البيت العربي قذر جداً".

دويري رافعاً جوازَيْ سفره اللبناني والفرنسي، لحظة خروجه من المحكمة العسكرية في أيلول 2017، في إشارةٍ إلى أنه دخل إسرائيل من خلال جواز سفره الفرنسي
دويري رافعاً جوازَيْ سفره اللبناني والفرنسي، لحظة خروجه من المحكمة العسكرية في أيلول 2017، في إشارةٍ إلى أنه دخل إسرائيل من خلال جواز سفره الفرنسي

دويري: لم أجرِ لقاءً مع الصحيفة الإسرائيلية

في اتصالٍ مع "عربي بوست"، يسأل دويري غاضباً "ما هذا الكره غير الطبيعي ضدّي؟".

ثم يُجيب بعد تردّد، "صرتُ أخاف أن أتحدث إليكم أنتم الصحافيين. دائماً تشنّون حملات ضدّي. لا أعرف من أين اخترعتم هذه المقابلة"؟

المقابلة منشورة عبر موقع الصحيفة الإسرائيلية. لم يخترع أحد أيّ شيء!

– لم أُجرِ أي لقاء مع أيّ صحافي إسرائيلي. لم أجلس مع أيّ صحافي من "يديعوت أحرونوت". هلّق في حال كان هناك مراسل حاضر في أحد المؤتمرات الصحافية، وصودف أنه تابع للصحيفة الإسرائيلية، فهذه ليست مسؤوليتي.

هل قلتَ يوماً إنك تعمّدتَ الإشارة إلى شارون بالاسم في فيلمك "قضية رقم 23″، لما يحمل ذلك من إهانة إلى الفلسطيني؟

– (يصرخ غاضباً) شو أهبل أنا؟ معقول قول هيك كلام؟ ثم يضيف: "عندما تكون الشائعة كبيرة ومؤذية إلى هذه الدرجة، كيف بدّي جاوب"؟   

ويُشير دويري المتواجد في فرنسا حالياً، إلى أنه لم يزر نيويورك منذ 4 أشهر، "فمتى أجريتُ هذا اللقاء".

ثم يردف قائلاً، "أنا لا أكذب. عندما زرتُ إسرائيل في السابق، أعلنتُ ذلك بنفسي. وأنا أردّد دائماً أن معركتي مع الإسلاميين وأن البيت العربي قذر، ولا أخجل من هذه التصريحات. بل أقولها علانية. لكني لم أُجرِ أي لقاءٍ فردي مع صحافي تابع ليديعوت أحرونوت".  

لنرتّب الأفكار: أنتَ لم تُجرِ أي لقاء مع يديعوت أحرونوت، لم تجلس في مقابلة فردية مع صحافي إسرائيلي. لكن في حال، صودف وجود صحافي تابع للجريدة الإسرائيلية خلال أحد المؤتمرات الصحافية التي حضرتها، فأنتَ تقول إن ذلك ليس من مسؤولياتك. صح؟

– بتعرفي؟ على هامش مهرجان البندقية للأفلام، عقدتُ مؤتمراً صحافياً. علمتُ أن هناك صحافياً إسرائيلياً في القاعة. ولأن البروتوكول يمنعني من طرده، لم أتصرّف. وحين طرح عليّ سؤالاً، لم أردّ. تولّى الردّ المنتج الفرنسي. مَنّي أهبل. 

يُذكر أن أحداث فيلم "قضية رقم 23" تجري في بيروت، على أثر تطوّر مشادةٍ كلامية بين الشاب المسيحي "طوني" واللاجئ الفلسطيني ياسر. فتتحوَّل إلى قضية سياسية تصل إلى المحكمة، ويتدخل فيها رئيس الجمهورية وتجذب اهتمام الإعلام اللبناني والعربي. 

دويري بين نجمَيْ فيلم
دويري بين نجمَيْ فيلم "القضية رقم 23"، الفلسطيني كامل الباشا واللبناني عادل كرم

وكان دويري صوَّر بين عامَيْ 2010 و2011 مشاهد فيلمه "الصدمة" سرّاً داخل إسرائيل، عبر جواز سفره الفرنسي. الفيلم مقتبس من كتاب "الاعتداء" للكاتب الجزائري ياسمينا خضرا، وتدور قصته حول جرّاحٍ عربي – إسرائيلي يعالج المصابين في هجومٍ انتحاري حصل في تل أبيب.. قبل أن يتبيّن لاحقاً أن منفذة العملية هي زوجته الفلسطينية. وبعدما أعلن ذلك، تمّ احتجازه في العام الماضي 2017 لدى عودته إلى مطار بيروت، وأُحيل إلى المحكمة العسكرية بتهمة "التعامل مع الدوّ". قبل أن يُفرج عنه بعد أيامٍ قليلة.

علامات:
تحميل المزيد