حربُ بياناتٍ عنيفة بين زياد الرحباني ومسرح ميترو المدينة الشهير.. وقرارٌ بإيقاف حفلات تكريم جوزيف صقر!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/25 الساعة 18:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/25 الساعة 18:50 بتوقيت غرينتش

طلب المؤلف الموسيقي والفنان زياد الرحباني من إدارة مسرح "مترو المدينة" التوقف فوراً عن عرض إعلان حفلات الفنان سامي حواط، والتي يستعيد من خلالها الأرشيف الغنائي للراحل جوزيف صقر.

وفي بيانٍ صادر عن مكتبه، طالب الإبن الأصغر لعاصي الرحباني وفيروز بإلغاء الحفلتين الثانية (22 أيار/مايو الجاري) والثالثة (29 أيار/مايو)، لأنه "لم يتمّ إعلامه ولم يُطلب الإذن منه"، تحت طائلة مراجعة القضاء المختصّ وتحميلها التعويضات المالية والعطل والضرر، مع الاحتفاظ بحقوق زياد الرحباني كاملة لجهة الحفلة الأولى التي أُقيمت في 15 أيار/مايو 2018 من دون علمه.

زياد الرحباني وجوزيف صقر خلال أحد التمارين
زياد الرحباني وجوزيف صقر خلال أحد التمارين

من جهتها، أصدرت إدارة مسرح "مترو المدينة" بياناً، ردَّت فيه على البيان الصادر عن مكتب زياد الرحباني، وأعلنت أنه تمّ الاتفاق فيما بين إدارتها على إيقاف إقامة الحفلتين المتبقيتين تجنّباً لأي بلبلة.

وأشار البيان إلى أن حفل سامي حواط يندرج ضمن عروضٍ تكريمية، تحت عنوان "متروفون"، يقيمها المسرح دورياً لفنانين طبعوا في ذاكرة اللبنانيين، ولأن الصالة لا تتّسع لكلّ الراغبين في الحضور دفعةً واحدة، فإنه يقيم هذه العروض على دفعات.

وردّاً على اتهام مكتب زياد الرحباني بأن المسرح يبحث عن "الكسب غير المشروع"، أوضح مترو المدينة أن هذه الحفلات هي ذات طابع ثقافي وليس تجاري وأن عائداتها بالكاد تغطي النفقات الموسيقية والتقنية، نظراً لأن أكثر من نصف الحاضرين فيها غالباً ما يكونون من المدعوّين.

الفنان سامي حواط، من الحفل الأول الذي قدّمه مسرح مترو المدينة، بعنوان
الفنان سامي حواط، من الحفل الأول الذي قدّمه مسرح مترو المدينة، بعنوان "متروفون جوزيف صقر"

كما أكّد مترو المدينة أنه حاول الاتصال بزياد من أجل دعوته والحصول على إذنه، لكن من دون جدوى. مُضيفاً: "ولم نكن حينها على علم بوجود مكتب زياد الرحباني، الذي تشرّفنا بالتعرّف على وجوده بفضل البيان".

وأخيراً، ذكَر مترو المدينة أنه مبادرة شبابية فنية تعمل "باللحم الحيّ" من دون دعمٍ محليّ أو عالمي، هدفها المساهمة في إنتاج مشهدٍ ثقافي في بيروت بعيداً عن حيتان شركات الإنتاج وعقلية الإقطاع الفني. وأشار إلى أن الحديث عن عطلٍ وضرر جاء في غير مكانه، "فلا نظنّ أننا، من خلال حفلٍ أقيم للاحتفاء بجوزيف صقر، طلبنا فيه من صديقه سامي حوّاط أن يحييه، وشدّدنا عليه ليوافق على ذلك رغم الأثر النفسي الكبير عليه، وبحضور العائلة والأصدقاء، ومحاولة الوصول إلى الأستاذ زياد ليكون معنا.. لا نظنّ أن قصدنا يومها كان أن نلحق بأحدٍ لا العطل ولا الضرر".

ردّاً علي بيان مكتب زياد الرحباني:مساء الثلاثاء الماضي 15 أيار 2018، أقام مترو المدينة عرضاً لأغاني الفنان الراحل جوزف…

Posted by Metro Al Madina on Tuesday, May 22, 2018

إنها حرب بيانات عنيفة إذاً… تخاطبٌ موسيقي حقوقي شديد اللهجة بين الطرفين، وصراعٌ على أغنياتٍ يعيش اللبنانيون على أمجادها حتى يومنا هذا. نعم، يحقّ لزياد الرحباني الاعتراض على عدم الاستئذان منه، وهو مؤلف وملحن أغنيات جوزيف صقر التي أدّاها في مسرحيات الرحباني. ويحقّ لزياد أن يستفيد مالياً من أعماله التي طبعتْ المسيرة الفنية اللبنانية. وفي الوقت نفسه، يحقّ لميترو المدينة أن يُعيد تجربة جوزيف صقر بطريقته الخاصة طالما. الاختلاف هنا حول النوايا. وبتعبيرٍ أدقّ: لو يُدرك زياد أن مسرح مترو المدينة قائم على سواعد شبان وشابات، لا ينتظرون ولا يتلقون دعماً مالياً محلياً أو خارجياً، وهدفهم الوحيد إعادة إحياء الثقافة الفنية.. لم يكن ليُرسل مكتبه بياناً مماثلاً.

متروفون يقدّم "جوزيف صقر" – تمارين

سامي حوّاط يغنّى رفيقه جوزيف صقر في 15، 22 و 29 أيّار بمترو.للمزيد: متروفون يقدّم "جوزيف صقر" – Joseph Sakrللحجز: 76/309363

Posted by Metro Al Madina on Saturday, May 5, 2018

هو صراعٌ أزلي حول كيفية الاستفادة من الأرشيف… من أغنياتٍ لا تزال حاضرة في وجداننا. كيف يمكن لمؤلفيها الاستفادة منها؟ ووفق أيّ معايير يمكن إعادة إحيائها؟