ديزني تتلاعب بالمخرجين لكنها تقدم خلطتها الناجحة في أحدث أفلام Star Wars

الفيلم، الذي يبدأ عرضه هذا الأسبوع، عانى من أقاويل ترددت بأن آلدن إهرنريتش (الذي يؤدي دور البطل هان سولو) كان بحاجة لمدرب تمثيل في كواليس العمل.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/23 الساعة 20:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/24 الساعة 08:49 بتوقيت غرينتش

فيلم هوليوودي بميزانية إنتاجية ضخمة يغير مخرجه فجأة! انتظروا، هذا مؤشر على أن الفيلم في أزمة.

إنه ليس أمراً مشجعاً على الإطلاق، فإن كان الاستوديو ليس قادراً على حل مشكلاته الداخلية من أول مرة، فلماذا نجازف بخسارة ساعتين من حياتنا لنعرف هل نجح صناع الفيلم أم لا؟

فيلم Solo: A Star Wars Story (ثاني مختارات سلسلة حرب النجوم) لم يخسر مخرجيه وحسب، العام الماضي، عندما تم استبدال المخرجين الأصليين للفيلم، فيل لورد وكريستوفر ميلر (اللذين أخرجا فيلم The Lego Movie للرسوم المتحركة) بالمخرج المسن والمخضرم الهوليوودي رون هاوارد.

بل إن الفيلم، الذي يبدأ عرضه هذا الأسبوع، عانى من أقاويل ترددت بأن آلدن إهرنريتش (الذي يؤدي دور البطل هان سولو) كان بحاجة لمدرب تمثيل في كواليس العمل، وفقاً لتقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

المخرجان المعزولان لورد وميلر وصفا بأنهما صانعا أفلام من طراز الرسام الأميركي جاكسون بولوك، الذي كان يغامر ويقذف الرمية مجازفاً فيها بالكثير، ثم ينظر هل علقت بالحائط أم لا.

أما هاوارد فكان صمام الأمان الذي كلف باختيار أفضل اللقطات التي صورها سلفاه على ما يبدو، ثم أنيطت به مهمة مزج تلك اللقطات بمواد أعيد تصويرها بغية التفنن في تقديم المنتج النهائي.

النقاد امتدحوا مخرج الفيلم المخضرم

لعلنا لن نعرف أبداً كم من أحداث هذه الرواية حقيقي ووقع فعلاً، وكم منها مختلق إعلامياً، ولكن الرأي بالإجماع يقول إن فيلم Solo خرج سالماً من محنة أمطرته بوابل من النيازك.

وقد أثنى بيتر برادشو على الفيلم قائلاً إنه "مغامرة ممتعة للغاية، وبصراحة تستحق إدراجها كحلقة كاملة في هذه السلسلة العظيمة"، حتى إنه قال "إن رون هاوارد قد ولد لإخراجه".

حالياً يحظى الفيلم بتقييم 70% Fresh  على موقع Rotten Tomatoes، وهو تقدير يقل بعض الشيء عن تقدير 91%، الذي منح لفيلم رايان جونسون  The Last Jedi (العمل الرئيسي الثامن في حرب النجوم)، بيد أنه أعلى بكثير من تقدير 55%، الذي كان أدنى تقييم حصل عليه فيلم من أفلام تلك الملحمة، وهو تحديداً فيلم The Phantom Menace.

وكبار المعجبين أعلنوا عن رضاهم التام 

ليس النقاد فقط هم من يحددون معيار نجاح الفيلم، فثمة إشارة هامة أخرى هذه الأيام تشير إلى نجاح فيلم من أفلام حرب النجوم، ألا وهي ردة فعل كبار المعجبين. ففيلم The Last Jedi حظي بإعجاب النقاد، بيد أنه لاقى استياء كبيراً من كبار متابعيه، نظراً لتجاهله جوانب أجمل في السلسلة الملحمية وكذلك بأسلوب فكاهته الشبيه بمجلات Marvel  المصورة.

لكن فيلم Solo الذي كتبه كاتب سيناريو The Empire Strikes Back لورنس كاسدان وابنه جوناثان، لا يعطي نفسه تلك الحرية في الخروج عن تقاليد حرب النجوم.

حتى إن قناة BBC البريطانية قالت عنه إن "أحداً لا ينبغي أن يقلق على فيلم Solo: A Star Wars Story، فالفيلم لا يفسد خطه العام ولا يخرج عن أعرافه، بل به كل ما تتوقعه تماماً من فيلم به وغد الفضاء الأيقوني، الذي جسده هاريسون فورد".

ديزني تعرف سر الخلطة الناجحة

تبدو ديزني كماكينة لالتهام جهود المخرجين الشبان، فهل عثرت بالصدفة على تركيبة غريبة لكيفية إنجاح أفلام حرب النجوم؟

فآخر أفلام Star Wars الذي هو Rogue One: A Star Wars Story أبصر النور تحت ناظري مخرج شاب شجاع عبقري هو غاريث إدواردز، لكن المطاف انتهى به حسب كافة الروايات إلى يدي المخرج الأكثر تجربة طوني غيلروي، الذي أنهى تصويره بعد رحلة طويلة شاملة من إعادة تصوير اللقطات والمشاهد.

المفارقة أن هذا الفيلم حظي أيضاً بدوره بإعجاب المشاهدين، فغدا فيلمهم المفضل، ويرى كثيرون أنه أرقى وأفضل من فيلم The Force Awakens.

وتضمن نجاح هذه الأفلام رغم تعدد المخرجين

لا شك أن هذا الأسلوب متعدد المشارب في تصوير الأفلام كان حتماً سيفشل لولا كونه في أيد أمينة، هي مؤسسة ديزني ذات الباع العريض وشبكة العلاقات الواسعة في الوسط السينمائي.

قد نبالغ قليلاً بالقول إن كل ما على استوديو ديزني فعله لإصلاح أمر عمل متعثر هو التلويح بعصاه السحرية المالية فينصلح الحال، ولكن يبدو أن ديزني فعلاً فعلتها من جديد، ونجحت فيها للمرة الثانية على التوالي.

فإن لاقى Solo الاستحسان والقبول لدى المعجبين (حتى لو كان هناك بعض الشكوك) فإن الساحة ستفتح أبوابها لمزيد من الأجزاء الجديدة.

كل ما على ديزني فعله هو العثور على موهبة سينمائية شابة، ثم طرده من عمله بعدما يكون قطع نصف المسافة، ومن ثم جلب مخرج محنك ذي تجربة أغزر لينقذ العمل وينال من جنود الفضاء stormtroopers، ويهرب على متن مركبة Millennium Falcon الفضائية. إنها تركيبة يبدو أنها ناجحة، مهما شعرنا بالسوء حيالها أو  حيال مصير المخرج الشاب.

علامات:
تحميل المزيد