مسلسل “بوقرون” الجزائري.. MBC كانت ستعرضه والنقاد يرونه عملاً ضعيفاً

انتظر الجزائريون مسلسل أسطورة المماليك "بوقرون"، بشغف، نظراً إلى الدعاية الكبيرة التي حظي بها المسلسل في قناتين خاصتين بالجزائر.

في بداية الأمر، رُوج للمسلسل الفكاهي الذي يحكي قصة مملكة أسطورية وُجدت قبل 30 ألف عام، على أنه سيبث عبر قناة النهار، وقبل بداية شهر رمضان بنحو أسبوعين أعلنت قناة الشروق الجزائرية شراءها العمل وبثه عبر قناتها العامة.

وواصلت القناة الترويج للسلسلة، كونها الأضخم على المستوى الوطني والمغاربي، وقالت إنه سيتم بثه عبر شبكة قنوات MBC.

لأول مرة MBC  كانت ستعرض مسلسلاً جزائرياً

في 18 مايو/أيار 2018، نشر موقع صحيفة الشروق الجزائرية، خبراً مطولاً حول النجاحات التي حققتها سلسلة "بوقرون"، واعتبرتها نجاحات باهرة وصلت حتى دخول بيت شبكة قنوات MBC السعودية المعروفة بحصرية بثها للأعمال.

واعتبر الموقع الخطوة "سابقة أولى في تاريخ الجزائر، بعد الاتفاق على عرض العمل عبر شبكة قنوات MBC ليكون بذلك أول مسلسل جزائري يُبث على النطاق العربي عبر القناة السعودية منذ تأسيسها عام 1991".

ونشر الموقع مواعيد بث العمل عبر MBC4 في رمضان على القمرين الصناعيين "نايل سات" و"عرب سات"، مؤكداً أن المشاهدين سيكونون على موعد "مع بوقرون" في الأوقات التالية: 03.00 صباحاً، منتصف النهار (12.00 سا) والتاسعة ليلاً (21.00 سا) بتوقيت الجزائر.

لكن من هو بوقرون؟

أسطورة المماليك "بوقرون"، عمل درامي كوميدي من 28 حلقة، من كتابة وإخراج الفنانة والممثلة ريم غزالي، التي أدت في هذا العمل دور البطلة "هيدورة".

وتدور أحداثه كما أكدته غزالي في لقاء إعلامي سابق في إطار كوميدي بين 2018 وما قبل 30 ألف عام ، وذلك بعد سفر فاشل عبر آلة زمن.

الممثل الكوميدي الجزائري حميد عاشوري يؤدي دور "مسعود"، الذي أراد اكتشاف المستقبل من خلال آلة اخترعها، ليجد نفسه بسبب خطأ تقني في العام 30 ألف إلى الوراء، أين نزل به المقام عند "بوقرون" ومملكة "هيدورة".

المملكات المتصارعة في المسلسل حسب غزالي كل واحدة لها رمز لحيوان، فالكبش يرمز لمملكة البطلة، وهناك مملكة "النسور" و"الأسود" و"الجمل" و"الحية"، وتتصارع من أجل الأرض والملك.

 ويشترك في هذا العمل نجوم الكوميديا في الجزائر مثل نوال زعتر، كمال بوعكاز، عادل ايبيزا، موني بوعلام، فريدة كريم وغيرهم.

MBC تحاول استعادة مشاهديها

تسعى شبكة MBC السعودية إلى استمالة المشاهدين في المغرب العربي، بعد هجران القناة من قبل الآلاف، بعد تجميد عرض المسلسلات التركية بقرار سياسي وحكومي.

ويعتبر الإعلامي الجزائري سفيان خرفي، أن محاولة MBC، عرض أعمال درامية من بلدان المغرب العربي، هي محاولة لجمع شتات المتابع بعد قرار القناة تجميد بث الدراما التركية.

وقال خرفي في حديث لـ"عربي بوست"، "إن حديث قناة الشروق الجزائرية، من أن مسلسل بوقرون سيعرض عبر قناة MBC، يعكس الوضع الصعب الذي تعيشه القناة، وتراجع مشاهديها في الوطن العربي ومغربه بالتحديد".

ويضيفMBC لم تعرض في تاريخها مسلسلاً جزائرياً واحداً، وكانت حجتها دائماً اللهجة والانتشار، لكن سرعان ما أصبحت هذه الحجة في خبر كان، ما يوحي بأن هناك ظروفاً أخرى لعبت لعبتها في محاولة القناة بث عمل جزائري كوميدي، وباللهجة التي كانت سبباً في عدم بثِّ هذه الأعمال سابقاً.

برامج MBC4 خالية من بوقرون

الضجة التي أحدثتها قناة الشروق الجزائرية، بإعلانها بث سلسلة بوقران على شبكة MBC، قابلها صمت كبير من قبل القناة، التي لم تبث وحتى اليوم الثالث من رمضان أية حلقة.

بل تؤكد الشبكة البرامجية لقناة MBC4 على مدار الأسبوع الجاري، خلوها من اسم مسلسل يدعى أسطورة المماليك "بوقرون"، وهو الواضح في الموقع الرسمي للقناة.

الأمر الذي قال عنه الناقد السينمائي الجزائري محمد علاوة حاجي لـ"عربي بوست"، بأنه "ظلَّ يترقب بزوغ هذا المسلسل عبر القناة منذ إعلان القناة والجريدة التابعة للمؤسسة صاحبة حقوق الإنتاج "الشروق"، لكنه لم يحدث.

لا يستحق كل هذه الضجة

اختارت قناة الشروق الخاصة بالجزائر صاحبة هذا الإنتاج، موعد الإفطار في الجزائر وهو توقيت الذروة لبث حلقات مسلسله أسطورة المماليك.

وبناءً على الحلقات الثلاث الأولى التي عرضت يرى محمد علاوة حاجي، أن العمل "أحد أسوأ الأعمال التلفزيونية الجزائرية في رمضان الحالي، ولا يستحق كل هذه الضجة الإعلامية".

ويقول "رغم  توفّر العمل على عناصر الإبهار البصري، متمثّلةً في الصورة والديكورات والأزياء، واللعب بالأضواء والمؤثرات، فالمسلسل ضعيف من حيث مستوى أداء الممثّلين، والقصّة والحوار".

والغريب يضيف الناقد الجزائري"أن الحلقة الواحدة لا تحتوي على أكثر من ثماني دقائق تمرّ دون أيّة أحداث أو مواقف لافتة".

حاول الدفاع فصدم بالتعليقات

الإعلامي الجزائري في قناة الشروق يوسف نكاع، حاول الدفاع عن السلسلة، واتهم الجزائريين بالتثبيط وتكسير النجاح، من خلال منشور له عبر صفحته بالفيسبوك.

وكتب "من أول يوم رمضان والكل ينتقد في سلسلة بوقرون، ولكن لا أحد يتحدث عن سابقة متمثلة في عرض قنوات MBC، الرائدة في الإعلام العربي لسلسلة جزائرية أبطالها شباب جزائريون".

وأردف كاتبا "ما قرأته إلى اليوم هو تصفية حسابات وحسد من زملاء المهنة يُبين مدى الكره والضغينة التي تعشعش في قلوب البعض".

لكن أغلب التعليقات على المنشور جاءت عكس ما كان يتوقعه نكاع، فكتب علي عليلو قائلاً "مع احترامنا لكل المواهب والفنانين الجزائريين، لكن بكل صراحة هذه السلسلة مجرد تقليد فاشل لعاشور العاشر".

من جهته علَّق الإعلامي نجم الدين سيدي عثمان قائلاً "هذا شبه عمل يا يوسف ولا يرتقي لمستوى عمل".

 وتساءل مصطفى بن طيفور "لماذا نشجع السماطة (الرداءة) يوسف نكاع؟ لسنا مطالبين بأن نعجب بأعمال لا ترقى لذوقنا… عمل لا يستحق المشاهدة.. هذه هي الحقيقة التي يجب تقبلها.. حتى لو عرض العمل في CNN أو BBC لن يغير نظرتنا إلى هذا العمل".