شاكيرا تغني في لبنان بعد تل أبيب.. وحملة مقاطعة إسرائيل: قفي إلى جانب العدالة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/17 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/17 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش

أثارت النجمة العالمية شاكيرا جدلاً كبيراً في الأوساط اللبنانية، بعدما أُعلِن أنها ستُحيي حفلاً غنائياً في تل أبيب يوم 9 تموز/يوليو 2018، أي قبل 4 أيام فقط من افتتاحها "مهرجانات الأرز الدولية"، التي تُقام سنوياً في منطقة الأرز – شمال لبنان.

وردّاً على ذلك، وجَّهت حملة "مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" رسالتين، الأولى إلى المغنية الكولومبية اللبنانية الأصل، والثانية إلى القائمين على مهرجانات الأرز.

حثَّت الحملة في الرسالة الأولى شاكيرا على إلغاء حفلها في إسرائيل, "فلطالما تحدّثتِ عن فخركِ الشديدِ بميراثكِ اللبنانيّ. فلعلّكِ تدركين إذن، أن الكيان الصهيونيّ يعادي لبنان دوماً؛ وقد شنّ مراراً وتكراراً الحرب عليه، ويواصل حتى اللحظة تهديد الشعب اللبناني بالويلات والثبور وعظائم الأمور. ولذلك، أيّاً كانت نواياكِ، فإن غناءكِ في تل أبيب (التي بُنيتْ على أنقاض يافا وبلداتٍ فلسطينيّةٍ مجاورةٍ بعد التطهير العرقيّ الصهيونيّ سنة 1948) سيُسهم في تبييض جرائم إسرائيل وفي طمس اعتداءاتها المتكرّرة على مسقطِ رأسكِ".

وجاء في الرسالة تذكيرٌ بزيارتها إلى إسرائيل عام 2011، حين تحدثتْ عن السلام، "إذا كنتِ تريدين السلام، فقفي إلى جانب العدالة! وأصيخي السمع إلى الفلسطينيين واللبنانيين يدعونك إلى مقاطعة إسرائيل، وإلى عدم السماح لنظامها القائم على الفصل العنصري والقمع باستخدام اسمكِ من أجل غسل جرائمه".

أما في الرسالة الثانية، فلقد اعتبرت حملة مقاطعة داعمي إسرائيل أن "استقبال شاكيرا في لبنان، قبل أن تعلن إلغاءها لعرضها الإسرائيلي هو استفزازٌ لقسمٍ كبير جداً من الشعب اللبناني، المكتوي منذ العام 1948 بنيران الجيش الإسرائيلي وسياسته التهجيرية والتدميرية. لقد ضربتْ شاكيرا بعرض الحائط أكثرَ من نداءٍ وجّهه إليها، قبل أعوام، أنصارُ المقاطعة وحقوقِ الإنسان في العالم، للامتناع عن المشاركة في مؤتمر رئاسيّ إسرائيلي سنة 2011 في دولة الأبارتهايد والعدوان الإسرائيليّة. وفي الختام، تمنّت الحملة من إدارة المهرجان حثّ شاكيرا على إلغاء عرضها في تل أبيب قبل المجيء إلى لبنان "فلبنان ليس مجرّد محطّة أخرى للكسب والتكسّب، والفنّ لا يمكن أن يقفَ على مسافةٍ واحدة من المعتدي والمعتدى عليه، ومن الظالم والمظلوم، ومن القاتل والقتيل".

بين مؤيّدٍ ومعارض

روّاد مواقع التواصل الاجتماعي انقسموا فيما بينهم. جزءٌ كبير أعاد نشر صورة شاكيرا مع رئيس الوزراء والرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز وهي تبتسم وتحضنه، فيما اعتبر البعض أن حملة مقاطعة داعمي إسرائيل تكرّر النغمة نفسها أمام كل حدثٍ فني يُقام في لبنان.

لكن إزاء هذا الحدث، لا بدَّ من التذكير أن عدداً كبيراً من الفنانين في العالم قرَّر الامتناع عن تقديم أيّ عرضٍ فنّي في إسرائيل، كانت آخرهم المغنية النيوزلندية لورد، التي ألغت حفلها في إسرائيل لأن "الغناء في تل أبيب سيظهر وكأنه دعمٌ لسياسات الحكومة الإسرائيلية، حتى لو لم نعلّق على الوضع السياسي".

لكن يبقى نجم الروك العالمي رودجر واترز، العضو السابق في فرقة Pink Floyd، أبرز المقاطعين. فهو سبق وأعلن مراراً أن الوقوف صامتين وغير مبالين أمام الجرائم الصهيونية هو أعظم الجرائم.

أسئلة دون إجابات

ويبقى السؤال: إذا كان اللبنانيون مختلفون فيما بينهم حول "مفهوم العداوة مع إسرائيل"، والبعض يطالب بفصل السياسة عن الفن. فمن يضع المعايير اللازمة لاستقدام أيّ فنانٍ عالمي إلى لبنان؟ وهل يُمنع كلُّ زائرٍ لإسرائيل الدخول إلى الأراضي اللبنانية؟ ومنذ متى كانت السياسة مفصولة عن الفن، أو عن أي موضوع يتعلّق بحياتنا اليومية؟

والأهم: هل كانت حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان تنتظر الكشف عن حفل شاكيرا في تل أبيب لتعلن رفض غنائها في مهرجانٍ رسمي في لبنان؟ أوَلم يكن واضحاً منذ سنوات أن النجمة الكولومبية (من أبٍ لبناني) صديقة لإسرائيل؟! أوَلم يكن ذلك واضحاً أمام القائمين على مهرجانات الأرز الدولية، لكنهم قرَّروا رغم ذلك التواصل معها ودفع مبلغٍ مرقوم بهدف استقدامها؟!

تحميل المزيد