سفراء “داعش” في دراما رمضان: “أبو عمر المصري” و”السهام المارقة”، ومسلسلين آخرين

إلا أن الجرعة الدرامية من المسلسلات التي تحاول التَّماس مع تلك الجماعات زادت هذا العام، وأصبحت لدينا أعمال تحاول كشف بعض الملابسات الخاصة بتلك الجماعات

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/17 الساعة 13:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/17 الساعة 13:41 بتوقيت غرينتش

قدَّم صناع الدراما في العام الماضي، محاولةً لنقل الكيفية التي تفكر بها الجماعات التكفيرية وآلية إدارتها من الداخل، من خلال مسلسل "غرابيب سود" الذي عانى فشلاً ذريعاً.

اضطرت قناة MBC لوقف المسلسل، إلا أن الجرعة الدرامية من المسلسلات التي تحاول التَّماس مع تلك الجماعات زادت هذا العام، وأصبحت لدينا أعمال تحاول كشف بعض الملابسات الخاصة بتلك الجماعات، فيما يسمى بظاهرة دراما "داعش".

أبو عمر المصري

أسس المحامي فخر الدين مع مجموعة من أصدقائه المحامين، تنظيماً سلمياً يسعى لإيجاد حلول لمشكلات وقضايا المواطنين، لكن هذا التنظيم يثير غضب الأجهزة الأمنية، الذين يحاولون بشتى السبل الخلاص منهم، فبدأوا بتصفيتهم تدريجياً.

ينجو فخر الدين من محاولة اغتياله، ويهرب إلى فرنسا منتحلاً شخصية ابن خالته الذي توفي خلال عمليات التصفية، وهناك يلتقي بحبيبته السابقة ويتزوجها، وينجب منها طفلاً هو عمر ثم تموت.

ينتقل فخرالدين للعيش بالسودان، وهناك يتحول إلى كادر من كوادر إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة.

أبو عمر المصرى، بطولة أحمد عز، فتحي عبد الوهاب، صبري فواز، أروى جودة، أمل بوشوشة، منذر رياحنة، أحمد العوضي، عباس أبو الحسن، صبري فواز، إيمان العاصي، أحمد بدير، محمد سلام، محمود حجازي، محمد علي رزق، محمد الشرنوبي، محمد جمعة، نادية كوندة، عارفة عبد الرسول، وإخراج أحمد خالد موسى، تأليف عز الدين شكري فشير، سيناريو وحوار مريم ناعوم.

السهام المارقة

يتناول المسلسل ظروف الجماعات المسلحة في المجتمعات العربية، وانتشار بؤر الإرهاب في كل مكان، التي جعلت المجتمع في حالة من عدم الاستقرار.

ويعرض المسلسل كيفية إدارة تلك الجماعات من الداخل، وتعامل القيادات المتطرفة مع "الأسرى والسبايا"، والمنضمين الجدد بجانب العلاقات بين قياداته.

يشارك في العمل كل من شريف سلامة وهاني عادل ووليد فواز وشيري عادل، ويشارك من فناني العالم العربي كل من الفنانة التونسية عائشة بن أحمد والفنانة اللبنانية دياموند أبو عبود والفنان السعودي هشام فقيه والفنان العراقي كامل إبراهيم وهو من تأليف خالد دياب ومحمد دياب، إنتاج محمد حفظي ومعز مسعود، وإخراج محمود كامل.

وحدن

يسوّق المسلسل السوري لوجهة نظر النظام ورئيسه بشار الأسد. تحكي قصته عن تعرض إحدى القرى السورية لهجوم على يد بعض "الجماعات المسلحة"، الذين قاموا بقتل عدد كبير من رجالها، وذهب باقي الرجال للجيش لـ "محاربة الإرهاب"، وتبقى النساء وحدهن في هذه القرية، اللائي حاولن تدبر أمورهن.

المسلسل من تأليف ديانا كمال الدين، ويشارك ببطولته سحر فوزي، سوسن ميخائيل، توليب حمودة، راما عيسى ورباب مرهج، إخراج نجدت أنزور وإنتاج شركة "سما الفن" الدولية للإنتاج الفني.

كلبش – الجزء الثاني

بعد تصديه لأحد تجار السلاح، المعروف بصلته بالجماعات المتشددة المسلحة، يتم تصفية عائلة ضابط الشرطة سليم الأنصاري، الذي يبدأ مرحلة الانتقام من تلك الجماعات الإرهابية، وسط طابع درامي يغلب عليه الأكشن.

المسلسل بطولة  أمير كرارة، هيثم أحمد زكي، هالة فاخر، روجينا، محمود البزاوي، أحمد صلاح حسني، تأليف باهر دويدار، إخراج بيتر ميمي.

استخدام داعش "لزوم الأكشن"

وعن أسباب نزوع المنتجين لإنتاج مسلسلات عن تنظيم "داعش"، قال الناقد الفني رامي عبدالرازق لـ "عربي بوست"، إن استخدام "داعش" والجماعات المسلحة بصورة أكبر خلال دراما رمضان هذا العام، يأتي بسبب أن الدراما تعكس بعض المشكلات المجتمعية بكافة ظروفها السياسية والاقتصادية.

وأضاف أنه لا يوجد ما يمنع من استخدام هذا الخط الدرامي في العمل الفني، طالما أن وجود "داعش" أو الجماعات المسلحة ضرورة حتمية في العمل، ولا تقوم للمسلسل قائمة بدون هذا الخط الدرامي، شارحاً أن مسلسل "أبو عمر المصري" لا يمكن أن يقوم دون دخول الجماعات الإرهابية على الخط الدرامي، لكن استخدام تلك الجماعات في مسلسل "كلبش" قد يكون السبب وراءه الاستفادة من إضافة عنصر الأكشن والحركة في العمل.

وعن اختلاف تجارب دراما "داعش" أو الجماعات المسلحة هذا العام، عمَّا تم تقديمه العام السابق، وتحديداً مسلسل "غرابيب سود"، أكد عبد الرازق على أن تجربة "غرابيب سود" كان استخدام "داعش" فيها تجارياً من الدرجة الأولى، وأن العمل كان هشّاً وضعيفاً، سواء من ناحية التركيبة الدرامية أو الخط العام للمسلسل، وعندما رأت القنوات العارضة للعمل ضعف عملية الإقبال والمشاهدة عليه قامت بالفور بوقفه.

الجمهور المقبل على تلك الأعمال

وحول طبيعة الجمهور الذي سيقبل على متابعة تلك الأعمال الفنية، أشار عبد الرازق إلى أن الجمهور بطبيعة الحال ينقسم لقسمين، الأول عادي والآخر نخبوي، فالجمهور العادي سيقبل على تلك الأعمال ذات طبيعة الأكشن في العمل، وكلما كانت الجرعة مكثفة زاد ارتباطه بها، وكلما قلت سيلفظها، وبالتالي فإن الأوفر حظاً في المتابعة من قبل الجمهور هو مسلسل "كلبش" بالنسبة لهذه الفئة، أما الجمهور النخبوي فسيذهب إلى مسلسل مثل "أبو عمر المصري"، وذلك بسبب استناد العمل على قصة للروائي عزالدين شكري، وقيام مريم ناعوم بتحويلها لعمل فني، وهي الكاتبة التي لها تجارب عديدة جيدة في هذا السياق.

وحدن.. ليس بالعمل الجديد

وعن تجربة مسلسل "وحدن"، أشار عبدالرازق في حديثه لـ "عربي بوست"، أن نقل التجارب الإنسانية عن المعاناة التي تعاني منها السيدات في المجتمع بسبب غياب الرجال لظروف قهرية مثل الحرب أو السفر للخارج من أجل العمل، لا تعتبر جديدة، حيث سبق أن قدمتها نادين لبكي في فيلم "هلق لوين"، والمخرج رضوان الكاشف في فيلم "عرق البلح"، لكن تجربة نقل المعاناة الإنسانية لمجموعة من السيدات اللاتي يذهب أزواجهن لمحاربة تلك التنظيمات المسلحة، تجربة تستحق المشاهدة، مشيراً إلى أن "داعش" من الممكن أن يظهر في قالب من الأكشن فقط، حيث يمكن أن يظهر من خلال تلك القصص والحكايات الإنسانية الدرامية.

وتمنَّى عبدالرازق بعد الأعمال المقدمة هذا العام، نقل الصورة النمطية للجماعات الإرهابية أو المسلحة أو المتشددة، حيث إن ذلك لن يقوم بإضافة أي جديد لرصيد الصورة الذهنية لدى تلك الجماعات عند المشاهد، مؤكداً على ضرورة الذهاب في رحلة لعقلية المتطرف، والأسباب التى دعته لذلك.

تحميل المزيد