This is America تهزّ العالم بمشاهدها الصادمة.. تشايلديش يبدع في رمزيته حول اضطهاد السود

"هذه أميركا This is America"، ظُلم تجاه أصحاب البشرة السمراء، قتلٌ واستعباد. هكذا يراها مغني الراب الأميركي الأسمر تشايلديش غامبينو.

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/09 الساعة 19:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/09 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش

"هذه أميركا This is America"، ظُلم تجاه أصحاب البشرة السمراء، قتلٌ واستعباد. هكذا يراها مغني الراب الأميركي الأسمر تشايلديش غامبينو.

أغنية This is America انتشرت بسرعة كبيرة عبر يوتيوب، حتى وصل عدد مشاهديها إلى ما يزيد على 60 مليون خلال 4 أيام فقط من طرحها، وتركت الجمهور في حيرة حول الهدف منها، ورمزية بعض المشاهد التي ظهرت في الأغنية.

تبدأ الأغنية بألحان راقصة داخل مستودع أو كراج للسيارات، ويظهر تشايلديش عاري الصدر يرتدي بنطالاً رمادياً، وهو يرقص ملتوياً يميناً وشمالاً، ويغني لحبيبته، "نريد فقط أن نحتفل، نحتفل من أجلك، نريد فقط المال من أجلك، المال من أجلك"، ومن خلفة كورال يصفق ويعيد غناء كلامه.

على ذراعه يظهر وشم جملة "الحقيقة هي القوة"، ربما يتحدث عن المغزى من الأغنية، وأن الاعتراف بالحقيقة حول واقع أميركا هو طريق علاج المشاكل التي تعاني منها البلاد.

تتجه الكاميرا نحو رجل أسود، وهو في الحقيقة الفنان الموسيقيّ كالفين الثاني يمسك بالغيتار ليعزف، يدخل عليه تشايلديش، ليظهر كالفين مغطى الوجه ومقيَّد اليدين، وفجأة يطلق تشايلديش النار على رأسه من الخلف ليرديه قتيلاً على الأرض، ويتغير لحن الأغنية سريعاً، لندخل في أجواء موسيقى الراب، وهو يغني This is America!

رمزية المشهد جاءت من الجمهور، الذي بدأ يفصِّل كل مقاطع الأغنية، ليوضح إسقاط المَشاهد على الأحداث الواقعية، وكأنها الكلمات التي لم يقلها المغني في أغنيته.

أحد المشاهدين شبَّه البنطال الذي يرتديه تشايلديش ببنطال القوات الكونفدرالية خلال الحرب الأهلية الأميركية (وقعت بين عامي 1861 و1865)، والمسؤولة عن الولايات الجنوبية الرافضة لإلغاء الرق واستعباد السود، وكيف أنه يمثّل المعاملة السيئة التي كان يتلقاها العبيد على يد البيض.

وآخرون ربطوا بين طريقة رقص تشايلديش في بداية الأغنية، ورقصة جيم كرو الساخرة من السود، والتي أداها المغني الأبيض توماس د. رايس في أثناء وضعه المكياج الأسود في العام 1832.

لكن.. ماذا عن الراقصين خلف تشايلديش؟

بحسب بعض المواقع الأميركية، فإن استمرار الغناء والرقص رغم الفوضى والعبث والسرقات الواقعة في الخلفية، دليل على عدم اهتمام الشرطة أو الإسعاف بما يحدث؛ لأن الضحايا من أصحاب البشرة السوداء.

تعود موسيقى الأغنية إلى طبيعتها السعيدة، ليظهر مجموعة من السود يقفون كما لو أنهم كورال في حفل، يغنون بسعادة، وفجأة يدخل عليهم تشايلديش، ليطلق النار من بندقية من نوع AK-74u عليهم فيقتلهم جميعاً.

هنا قال البعض إن هذا المشهد ذكَّره بحادثة كنيسة السود في تشارلستون التي وقعت في العام 2015، والتي أطلق فيها رجل أبيض النار على المصلّين داخل الكنيسة؛ ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وجرح شخص واحد.

يستمر المغني في الرقص، وتظهر بالصورة سيارة قديمة مغطاة بالغبار موديل ثمانينيات القرن الماضي، يصعد عليها وهو يغني.

وقد تحدث مستخدمون عن تلميح هذا المشهد بالمشهد المحذوف من أغنية Black or White للمغني الراحل مايكل جاكسون، والتي ناقش فيها عدم المساواة بين البيض والسود.

تعليقات وتحليلات الجمهور – وخاصة الأميركيين السود -، لا تنتهي على كل تفصيلة في الأغنية.

وسواء كانت توقعاتهم دقيقة أم لا، فلا شك في أن الأغنية حققت نجاحاً كبيراً، بدليل انتشارها بسرعة والمشاهدات العالية التي حققتها.

تحميل المزيد