ألوان ساحرة وملابس مميزة وأسلوب تمثيل فريد.. هكذا أصبح ويس أندرسون أعظم مخرج سينمائي لقصص الحب

كثير من نجوم هوليود يتسابقون على المشاركة في أفلام هذا المخرج ولو بأدوار قصيرة، مثل سكارليت جوهانسون وبراين كرانستون بطلي فيلمه الأخير

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/01 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/01 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش

كثير من نجوم هوليود يتسابقون على المشاركة في أفلام هذا المخرج ولو بأدوار قصيرة، مثل سكارليت جوهانسون وبراين كرانستون بطلي فيلمه الأخير، الذي دخل البوكس أوفيس بمجرد عرضه Isle of Dog، رغم إثارته الجدل واتهامه بالعنصرية ضد الثقافة اليابانية.

إنه المخرج الأميركي الشهير ويس أندرسون، الذي يحتفل بعيد ميلاده في الأول من مايو/أيار 2018، وهو أحد أكثر المبدعين السحرة إتقاناً في استخدام أدواته الخاصة جداً التي تجعله صاحب تيار فني ولوحات بصرية لا تضاهى.

وتنتمي سينما ويس أندرسون تماماً إلى سينما المؤلف. فقد شارك في كتابة جميع نصوص أفلامه، ووضع بها لمحات من سيرته الذاتية، مثل شخصية ماكس فيشر في فيلم Rushmore، وهي الأقرب إلى شخصية أندرسون الحقيقية.

في عيد ميلاد أحد أكثر هؤلاء السحرة إتقاناً في استخدام أدواته الخاصة جداً، سنعرض لكم بعض سمات لمسة المخرج "ويس أندرسون".

ما فائدة الواقعية إذا كان بوسعنا إمتاع المشاهد بالدراما العفوية؟

أول ما يميز سيناريوهات ويس أندرسون هو أن محركات القصة والدراما في الفيلم ليست أسباباً قهرية مؤثرة؛ بل هي أحداث عفوية تحدث فجأة للأبطال، فيأخذون رد فعل بعفوية تماماً، لتسير القصة في مسار غير ما تمت تهيئته لك في البداية الهادئة المرتبة تماماً، حتى إن بعض النقاد اتهموه بخواء القصة أو القيمة الروائية.

لكن، لا يلتفت ويس أندرسون إلا إلى المتعة وعرض أحداثه البسيطة المتصاعدة بعفوية بالغة، قد تكون هزلية في بعض الأحيان، أو تراجيدية في أحيان أخرى مثل موت أحد أبطاله. لكن، يتم عرض الموقف بشكل عفوي بسيط وهزلي تماماً، فمهما كانت أحداث القصة يستطيع أندرسون أن يُبقي المشاهد دائماً مستمتعاً.

وكيف يرسم أندرسون لوحاته متناسقة الألوان؟

يرسم ويس أندرسون مشاهده ببراعة واهتمام بالغ بأن تكون مفعمة بألوان انسيابية متناسقة ومرتبطة بحالة المشهد والفيلم ككل.

دائماً ما تري أفلام ويس مليئة بالألوان الناعمة المريحة، في كل الأماكن التي يتحرك فيها الأبطال. الديكورات وملابس الشخصيات، حتى أبسط التفاصيل لكل شخصية مصممة بشكل بعيد تماماً عن المدرسة الواقعية للديكور، وأيضاً حركات الكاميرا، خصيصاً تلك التي تستعرض المشهد بشكل عرضي، اشتهرت به أفلامه.

حتى لو كان البطل في سجن، فسيكون سجناً ناطقاً بالألوان، وإذا كانت البطلة على سريرها ليس إلا، فلن يكون سريراً عادياً أو غرفة عادية إطلاقاً.

ما سر طريقة التمثيل الغريبة في أفلام ويس أندرسون؟

يعلن ويس أـندرسون، عبر سينماه، تحرره التام من الواقعية في كل تفاصيل فيلمه وأهمها التمثيل.. ففي أفلام اندرسون، نرى الممثلين يمثلون بطريقة غريبة، حيث يتكلمون بسرعة ويستخدمون الكثير من الإيماءات والحركات المفاجئة وتعبيرات الوجه.  

وهذا لأن الممثلين عند ويس أندرسون يستعرضون أسلوب تمثيل ما بين المسرح التعبيري والمسرح الواقعي الحي، فيصبح رد الفعل المنطقي الطبيعي غير ذي أهمية، والحركات المفاجئة وتعبيرية التمثيل هي ما يميز تجربة كل ممثل في مساره الفني عندما يكون جزءاً من فيلم لويس أندرسون.

لماذا أصبح أندرسون من أفضل المخرجين في عرض قصص الحب؟

ما بين قصة الفيلم الأصلية والسيناريو الذي يسير على مواقف عفوية متتابعة ومراحل تطور الأحداث، سنجد دائماً قصة الحب كما حدث في فيلم Moonrise Kingdom.. وعندما تأتي قصة الحب التي ستكون محور الفيلم، سوف نستمتع باستعراضه الساحر مشاعر الحب الأولي، من اللقاء لأول مرة حتى قرار الفرار معاً، وهو المشهد المعهود في أفلامه.

تكون قصة الحب في أفلام ويس دائماً أعلى نقطة انغماس للمشاهد في الحالة الشعورية للفيلم. وللحظات قليلة، يحاصر ويس أندرسون المَشاهد الرومانسية من كل الجوانب بالصورة والألوان والتمثيل والموسيقى التصويرية وحركة الكاميرا وتمركز الأحداث وبساطة الموقف.

جعل كل هذا أندرسون من أفضل المخرجين في عرض قصص الحب؛ لذا هي جزء أساسي من شخصيته الفنية.

لماذا لا نجرب جمال اللقطة التي تطابق الموزونة بدقة رياضية؟

يظهر اهتمام ويس أندرسون بالصورة، بدايةً من الكادرات الواسعة والمريحة للعين والألوان الساحرة حتى اختياره المتقن لوجوه الممثلين، فهناك أيضاً اهم نقطة تميزه؛ وهي اهتمامه البالغ بالتماثل داخل الكادر؛ حيث المَشاهد المهمة دائما متمركزة حول خط وهمي في منتصف الكادر.. وكل ما هو يمين خط المنتصف يوازيه ويوازنه ما يماثله يسار الخط.

فالكادر في أفلام أندرسون دائماً موزون الكفتين والممثل في المنتصف بكل دقة حتى مع تحرك الكاميرا يكون المركز هو نصف الممثل؛ لذا فالعمل مع ويس أندرسون هو علامة فارقة في المسيرة الفنية لأي مدير تصوير تحت إمرته.

وهل تظن أن المطاردات السينمائية متعة في أفلام الأكشن فقط؟

مما يميز أفلام ويس أندرسون بكل وضوح، أن الأحداث تسير مع السيناريو المتصاعد حتى نصل إلى مشهد المطاردة، دائماً هناك مطاردات بأفلام أندرسون مثلما حدث بآخر فيلمين له Moonrise Kingdom وThe Grand Budapest Hotel.

فأما البطل، فهو المطارِد ويطارد شخصاً ما، فعاجلاً أم آجلاً ستصل إلى مشهد المطاردة. ويتم تصوير المَشاهد عادة بكادر واسع وألوان زاهية وتمثيل تعبيري، وفي الخلفية موسيقى رائعة تضع المُشاهد داخل مشهد مطاردة يحبس أنفاسه درامياً ويغرقه في المتعة والبساطة السينمائية.

ولماذا يصبح محظوظاً كلُّ ممثل احتفظ بملابس الفيلم بعد التصوير؟

الملابس في أفلامه وبحياته الشخصية هي عنصر أساسي؛ لذا نرى شخصيات أفلامه دائماً بملابس متقنة التصميم زاهية الألوان، وفي تناسق تام مع ألوان الخلفية والديكور والممثلين الآخرين. حتى إن ويس أندرسون نفسه مشهور بملابسه المميزة التي يصنعها له خياطه الخاص، الذي صنع ملابس شخصيات فيلم Fantastic Mr. Fox.

علامات:
تحميل المزيد