بفستانها بسطت السجادة الحمراء لضيوف أول عرض سينمائي.. سعوديون: لن نذهب إلى البحرين فالسينما هنا الآن!

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/19 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/19 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش
Two Saudi men take a selfie at Saudi Arabia's first commercial movie theater in Riyadh, Saudi Arabia April 18, 2018. REUTERS/Faisal Al Nasser

سار الجمهور على السجادة الحمراء، واشتروا الفشار والمياه الغازية أثناء دخولهم إلى السينما.

قد يبدو هذا المشهد مألوفاً في جميع أنحاء العالم، لكن في العاصمة السعودية الرياض، بدا ذلك المشهد كلحظةٍ فاصلة: الافتتاح الأول لدار عرض تجارية منذ أكثر من 30 عاماً!

وبحسب صحيفة The New York Times الأميركية، يمثل عرض فيلم هوليوود الضخم Black Panther – الذي اقتصر حضوره على عددٍ من المدعوين -، جزءاً من انفتاحٍ اجتماعي أوسع في السعودية برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً.

وفي حين انهالت الشركات الدولية على السعودية لتوقيع صفقات بناء وتشغيل دور العرض، لم يصبح عرض الأفلام للجماهير واقعياً بعد، كما اتضح من حدث الأربعاء 18 أبريل/نيسان 2018.

المئات من كبار الضيوف حضروا

صُمِّمَت قاعة العرض ذاتها على عجل داخل حيٍ مالي شاغر إلى حدٍ كبير لم يكتمل بناؤه بعد، وتشكلت من قاعة حفلات ذات طابقين تبدو ملائمةً أكثر لعزف السيمفونيات.

لكن الحماس تجاه هذه التغييرات كان ملموساً بين المئات من كبار الضيوف، الذين كان من بينهم وزراء، وبعض نجوم الشبكات الاجتماعية، وأميرة وعدداً من المسؤولين والدبلوماسيين والمختصين وخبراء عالميين وعرب في مجال صناعة السينما، بينهم الرئيس التنفيذي لشركة AMC الأمريكية، آدم آرون.

ومنحت وزارة الثقافة والإعلام السعودية، في 4 أبريل/نيسان 2018، أول رخصة تشغيل دار عرض سينمائي لشركة AMC الأمريكية، التي تعد أكبر مشغل دور عرض سينمائي في العالم، للعمل بالمملكة.

فبعد حظر للسينما استمر أكثر من 35 عاماً، افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي عواد العواد أول دار سينما في السعودية في مركز الملك عبد الله المالي بالرياض.

واعتبرت وكيلة الهيئة العامة للرياضة السعودية الأميرة ريما بنت بندر أن السعوديين يعيشون الآن لحظة تاريخية، مؤكدةً أنها سعيدة لمشاهدتها فيلماً سينمائياً في السعودية رفقة ابنها، حسب صحيفة "عكاظ" السعودية.

لن أذهب للبحرين أو الإمارات.. السينما بالرياض الآن

وقالت فوز الثيابي (35 عاماً)، وهي نائبة مدير مدرسة ابتدائية للبنات أتت بصحبة صديقة، "نحن سعداء للغاية. كان يجب عليهم فعل ذلك منذ زمن طويل".

وأضافت أنَّها ورفاقها كانوا يذهبون إلى السينما خارج البلاد، كالعديد من السعوديين الذين يتدفقون إلى البحرين أو الإمارات في عطلة نهاية الأسبوع لمشاهدة أحدث الأفلام، لكنَّها الآن تتطلع لمشاهدة الأفلام بالقرب من المنزل.

وتابعت :"أحب الأفلام الحديثة، أفلام الحركة". وقالت إنَّها  لم تكن تعرف سوى القليل عن فيلم Black Panther، لكنَّها قررت أن تأتي بغض النظرعن الفيلم نفسه.

وأضافت: "أنا لا أعرف أي شيءٍ عن الفيلم. لقد جئتُ لحضور هذا الحدث".

أوجه تشابه بين الفيلم والأحداث في السعودية

ولاحظ بعض المراقبين أوجه تشابه بين الأحداث الأخيرة في السعودية وحبكة الفيلم، التي تحكي قصة أمير يتولى حكم مملكته، ويقاتل ضد منافس على العرش، ويختار قيادة شعبه في اتجاهٍ جديد.

هل يرى الأمير محمد، الذي أطاح ابن عمه ليصبح وريث العرش ويسعى الآن لتغيير المجتمع السعودي، في نفسه شبيهاً بتي تشالا بطل الفيلم؟

ويقول آدم آرون، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة AMC للترفيه التي افتتحت دار العرض، إنَّه أحضر شركته للعمل بالمملكة بعد لقاء الأمير محمد في قصره. لكنَّه امتنع عن قول ما إذا كان يرى أوجه تشابه بين القصتين.

وتابع أرون الذي كان بالمملكة لحضور العرض، "إنَّه فيلم رائع، ويحظى بشعبيةٍ كبيرة لدى الجمهور، ونعتقد أنَّه سيجعل الجميع سعداء. ما الفيلم الذي كنتَ ستختاره أنت؟"

وتخطط شركة AMC لافتتاح 40 دار عرض على الأقل في 15 مدينة سعودية في غضون 3-5 سنوات، وتود افتتاح أكثر من 100 دار أخرى خلال 5-10 سنوات مقبلة.

وأضافف آدم، "لدينا رؤية كبيرة وحلم كبير للسعودية".

ونشر عدد من المغردين صوراً لافتتاح السينما، وكان من بين الحاضرين السفير  الألماني في الرياض ديتر هالر وزوجته.

وبالإضافة إلى محاولة إعادة توجيه الاقتصاد السعودي بعيداً عن النفط وتجديد الخطاب الديني الرسمي ليصبح أكثر اعتدالاً، سعى الأمير محمد ابن الملك السعودي وولي العهد لجعل الحياة أكثر متعة بالنسبة لأولئك الذين طالما اشتكوا من أنَّ القواعد الدينية الصارمة في البلاد تجعلها مكانًا مملاً للعيش.

وحاول الأمير محمد تغيير ذلك من خلال إنشاء هيئة حكومية مكلفة بزيادة فرص الترفيه من خلال أمورٍ كالحفلات الموسيقية وتنظيم راليات السيارات، بالإضافة إلى حفلات الأوبرا. وفي حين أن هذه الأحداث تحظى بحضورٍ جيد، إلا أنَّ أعداد متابعيها لا زالت محدودة. ولكن من المتوقع أن يكون افتتاح دور العرض التجارية في مراكز التسوق ذا تأثيرٍ حقيقي على سكان البلاد البالغ عددهم 32 مليون نسمة.

ويأمل المسؤولون السعوديون ألا يتيح توسيع خيارات الترفيه للمواطنين المزيد من المتعة فحسب، بل أن يُساعد الاقتصاد أيضاً من خلال الاحتفاظ ببعضٍ من ملايين الدولارات التي ينفقها السعوديون على الترفيه في الخارج. ويأملون أن يؤدي إنشاء قطاع ترفيهي محلي إلى خلق فرص عمل للشباب السعودي.

علامات:
تحميل المزيد