ينتظر الفنان اللبناني فضل شاكر أن يشمله العفو العام في لبنان، الذي يسبق الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في مايو/أيار 2018، باعتباره غير متورط في أي أعمال إرهابية، بعد أن برّأت المحكمة العسكرية قبل أشهر "ملك الرومانسية" من الاتهامات التي وُجهت إليه.
وجاءت تبرئة شاكر على رغم أنه كان متوارياً عن الأنظار، علماً بأن القضاء المدني أصدر بحقه حكماً غيابياً بالسجن لـ 15 عاماً، بتهمة التحريض الطائفي ومهاجمة أحد الأنظمة العربية المجاورة للبنان – في إشارة إلى نظام الرئيس بشار الأسد -.
وقبل أسبوعين، شارك فضل شاكر ضمن برنامج "استقصاء" في ثلاثية حملت عنوان "حكاية طويلة"، وتحدث عن تفاصيل ما حدث معه، كما غنى عقب انتهاء الوثائقي قطعة "بحبك يا لبنان" لفيروز؛ استعداداً منه للعودة إلى الساحة الفنية في القريب العاجل.
واعتبر مقربون من الفنان أن إطلالته الإعلامية الأخيرة هي بمثابة تمهيدٍ لعودته، خاصةً أنه يحضّر لإطلاق أغنية جديدة تحمل عنوان "ليه الجرح". كما رحَّب نجل "فضل"، الفنان محمد شاكر، بعودة والده الفنية، حيث أطلق أغنية حملت عنوان "عارفينك"، من كلمات وألحان صلاح الكردي وتوزيع محمد القيسي.
لن يبقى في لبنان
وبحسب مصادر "عربي بوست"، فإن فضل شاكر قرر ألا يبقى في لبنان بعد حصوله على العفو؛ إذ سينتقل إلى العيش في الخارج، حيث يتمنى أن يعيش بمكان آخر في أوروبا عامةً، وزيورخ بسويسرا، أو لندن خاصة.
وبحسب المصادر، فقد كان شاكر دائماً مؤمناً ببراءته ومؤكِّداً أنه لم يشارك في القتال ضد الجيش اللبناني، خاصةً أنه من الفنانين الذين قدموا الحفلات والمهرجانات دون مقابل للجيش.
ومن مخبئه في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بجنوب لبنان، ظهر المطرب فضل شاكر في فيلم وثائقي، ويروي كيف تحوَّل من مطرب ذي إحساس إلى رجل طريد للعدالة، عارضاً شروطه لتسليم نفسه للسلطات.
"لم أشارك في القتال ضد الجيش اللبناني"، هكذا قال شاكر في وثائقي يحمل عنوان "حكاية طويلة"، ضمن سلسلة برنامج استقصائي على تلفزيون "الجديد" اللبناني، للإعلامي فراس حاطوم.
فضل شاكر هارب من حكم للقضاء العسكري اللبناني، صدر غيابياً في سبتمبر/أيلول 2017، وقضى بالسجن 15 عاماً مع الأشغال الشاقة، بتهمة الاشتراك في القتال الذي قاده الزعيم السلفي أحمد الأسير (الذي حُكم عليه حضورياً بالإعدام) ضد الجيش اللبناني في صيف 2013، فيما يُعرف بأحداث عبرا.
يروي شاكر خلال الوثائقي، الذي يتكون من 3 أجزاء، كيف وصل إلى اللحظة الراهنة، وكيف تحوَّل من فنان محبوب في الوطن العربي إلى متَّهم محكوم عليه بالسجن 15 عاماً.
وبثَّت القناة اللبنانية الجزأين الأول والثاني من الوثائقي، تباعاً في يومي الخميس والجمعة، 29 و30 مارس/آذار 2017، رغم طلب والدة أحد العسكريين اللبنانيين الذين سقطوا في الاشتباكات من القضاء اللبناني، بشكل عاجل، وقف عرضه؛ لأنها اعتبرته يُشكِّل تعدياً مباشراً على روح الشهداء العسكريين.
فضل شاكر كان قد أعلن عام 2013 اعتزاله الغناء وانضمامه إلى الشيخ أحمد الأسير، الذي قامت مجموعته بالاعتداء على الجيش اللبناني في منطقة عبرا شرق مدينة صيدا بجنوب لبنان، وواجه فضل حينها اتهامات عدة، أبرزها قتاله الجيش اللبناني.