لباسها مغربي وفنها خليجي وهواها مصري.. ميساء مغربي كما لم تعرفوها من قبل

مغربية، خليجية، عربية، جريئة ، تبحث عن الجديد دوماً، انتقلت من تقديم البرامج إلى التمثيل، ومن ثم الكتابة، ووصولاً إلى الإخراج اليوم.

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/05 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/05 الساعة 13:40 بتوقيت غرينتش

مغربية، خليجية، عربية، جريئة ، تبحث عن الجديد دوماً، انتقلت من تقديم البرامج إلى التمثيل، ومن ثم الكتابة، ووصولاً إلى الإخراج اليوم.

"عربي بوست" التقت بالفنانة "ميساء المغربي"، لتحدثنا عن حياتها ومشاريعها الفنية.

"قلبي معي" عمل جماعي

بدأنا الحديث عن عملها الذي نال ضجةً كبيرة وهو "قلبي معي"، وخصوصاً أنه كان تحت إدارتها بالكامل، فالمشروع بدأ منذ سنتين، الفكرة والقصة تم وضعهما في 2015، إلا أنها أحبت أخذ المزيد من الوقت، كونها المرة الأولى التي تكتب فيها قصة ويتم تحويلها إلى مسلسل، ما زاد حرصها على عدم التسرع، فالكاتب كان على توافقٍ فكريٍّ معها، وهذا ما أخذ وقتاً طويلاً.

كما أنها شاركت أيضاً في كتابة المشاهد وحتى المونتاج، أي كما يقال كانت "الكل بالكل" في العمل، ولكن عندما سألناها رفضت بخس حق الناس، فهي تعتبر أن العمل كان مشروعاً جماعياً وليس فردياً، ما يختلف بالنسبة لها، أنه كان كطفلها، فعندما يأتيك طفل، تحب الإشراف على كل تفاصيله، لكن لا بد أن تكون لديه ممرضة ومعلمة ومربية وغيره.

تعتبر ميساء أن مسلسل قلبي معي هو تحدٍّ، وإن كنا اليوم في عصر الترفيه، إلا أن الصعوبة تكمن في تقديم مادةٍ ترفيهية تحمل أفكاراً عميقة.

وللحقيقة، ففي كل حياتها، ومنذ الفوازير قبل 10 سنوات، كانت مجمل أعمالها تشكل تحدياً بالنسبة لها، فالفوازير كانت بطابع سياسي، فتناولت سقوط الحكم الإسلامي في غرناطة، وإدانة العرب بالإرهاب الجماعي، واستثناء إسرائيل في محكمة لاهاي، وغيرها من المواضيع المختلفة، ليقترن العمق بالمادة، فلا ترغب بأعمالٍ فارغة.

بين المحتوى والشكل..

وربما كان من الصعب جداً في يومنا هذا تقديم مادةٍ تثقيفيةٍ فكرية، إلا أنها رأت أن المحتوى هو ما يمثل الإشكالية العظمى، وهو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، فاليوم تحيط بنا مسائل مهمة جداً، كمهمة الإعلام وتسييسه، وشبكات التواصل الاجتماعي، وما تشكله من خطرٍ على مجتمعاتنا، بالإضافة لمواضيع السلام والحرية والديمقراطية وغيرها، كلها مواضيع رأت أن عليها طرحها.

العمل كان من إنتاجها، وقيل إنه خاسر مادياً، ولكنها قالت "الله لا يجيب خسارة"، العمل ليس بخاسر، إلا أنه ليس مربحاً أيضاً، لكن انطلاقاً من إيمانها بالدراما العربية، وشعورها بأنها ابنة الدراما الخليجية، وكانت لديها غيرة عليها، بأن تراها في أفضل مكان، وهذا كان همها الأول والأخير.

قناعتها أنه من الممكن صنع أعمالٍ بمستوىً عالٍ، إلا أنه، وللأسف، لا يوجد الإيمان الكافي بالمنتج المحلي، هناك طموح لديها لإيجاد دراما عربية، ولكن بطريقة مدروسة، ليس بمجرد جمع الناس في مكانٍ جغرافي محدد لا يمت للحكاية أو الواقع بصلة، لتشعر بالنفور بين المكان والشخصيات. إنها دوماً تبحث عن المنطق، ولديها رغبة في تقديم شيءٍ مميز، لذلك لا تبخل على أي أعمال تنتجها،  لأنها ترى أن لغة التلفزيون والسينما هي الإبهار.

تنوع الفنانين يحقق الانتشار

ميساء مغربي مقتنعة أن وجود فنانين من جنسيات مختلفة يساعد على انتشار العمل، وانتشار الفنانين، وكسر الحواجز بينهم كعرب.

في مثل هذه الأعمال لا توجد سلبيات كما تظن، بل هناك صعوبات، كلغة الكتابة مثلاً، وفي مثل هذه الحال يجب أن تقام ورشة عمل، فلا يوجد كاتب يستطيع إتقان اللهجات الخليجية والسورية والمصرية والعراقية بنفس المستوى. وهذه الورشات ليست بالأمر السهل، حيث إنه يجب خلق الصلات بين الكتاب، وتشجيع على تقبل الآخر وامتصاص الثقافات، لكن لا شيء مستحيلاً، ومن الممكن العمل على هذا الأمر.

فيلم سعودي من إخراجها

ستدخل مغربي قريباً عالم الإخراج من خلال فيلم سعودي مأخوذ عن رواية، والمميز في الرواية الحقيقة والفن الموجودان ضمنها، حيث تدور أحداثها ضمن بعض الأوساط الرافضة لفكرة الفن داخل أجزاءٍ من المجتمع، سواء الفنون المتعلقة بالرسم والنحت، أم بالغناء والتمثيل، ولن تكون ممثلة ومخرجة في الوقت نفسه في الفيلم، بل سيكون لها مشهد واحد أمام الكاميرا، وعن الخوف قالت في الحقيقة لست خائفة، بل متأهبة ومتحمسة، وقد انتظرت كثيراً للخوض في هذه التجربة.

لديها ثقة كبيرة بنفسها، وفي المقابل أيضاً عندها فلسفة خاصة بالفشل، لأنها تراه محطةً من محطات النجاح، وهو أول الاحتمالات في أي شيء يقدم الإنسان عليه في حياته. فكثير ممن بدأوا بالإخراج انطلقوا من الدراما لأنها أسهل، ولكن ترى الأمر بالعكس، فمن الصعب والمرهق البدء بـ30 ساعة تلفزيونية.

شقيقتي هي طفلتي

شقيقتها مثلت قبل. لماذا لم نَرَها معها في عملها الأخير؟ سؤال تردَّد على مسامع الكثيرين، وكان جوابها بأنه كان من المفترض أن تكون معها في مسلسل "قلبي معي"، ولكن ظروفها حالت دون الأمر.

جميع من حولها يرى أن لهفتها على شقيقتها  كالأم، أكثر من كونها مجرد أخت، وهي أكدت هذا الأمر لأنها أختها الوحيدة، وبالرغم من عدم وجود فارقٍ كبيرٍ في السن بينهما، إلا أنها تراها  طفلتها على الدوام، وهو ما يزعجها أحياناً، لكن ميساء لا تعرف كيف تتخلص من هذه العادة، وترى أنه ربما عندما تصبح أماً ستتخلص من هذا الشعور نحوها.

وعن نيتها الإنجاب هذا العام، قالت إن شاء الله هذه السنة "الله يسمع منك"، فهي حاولت مرتين ولم توفق، وتتمنى أن يعوضها الرب خيراً، وهي تؤمن بما يكتبه الرب، وهي ترى أن الأمومة أسمى معاني الحياة، وإن طلبت الأمومة منها الابتعاد عن الفن لفترة من الزمن بالتأكيد ستفعل، فهي ترى أنه من غير الممكن أن تترك طفلها في عمر الست شهور وتخرج للتصوير، وتتمنى أن ترزق بولد، فالبنات متعبات، والصبي (يطلع لأمه) كما يقولون.

قفطاني المغربي هويتي

يصفها متابعوها على الإنستغرام وشبكات التواصل الاجتماعي بأنها سيدة أنيقة، وتلفت الأنظار بالزي المغربي على الدوام، وهي تقول دوماً "الحمدلله"، فإن القفطان فخرها وهويتها، فهي تفتخر بأنها مغربية، وبالنسبة لها ومهما تغير الإنسان ورحل وتربى أو حصل على جنسياتٍ أخرى فلا مرجعية له سوى وطنه، كما ترى أن القفطان المغربي من أفخم الأزياء التي تجمع الأنوثة والاحتشام معاً.

قرابتها مع عائلة سمير غانم

تجمعها قرابة مع أسرة النجم سمير غانم، ولكنها لا تتحدث عن هذا الأمر في الإعلام، تقول لماذا أتحدث عنه، هؤلاء أهلي وكبرنا مع بعض، ولا أعتقد أنه يهم الناس. نحن متواجدون معاً دائماً في الأفراح والأعراس وبكل المناسبات. وهي على تواصل دائم مع إيمي سمير غانم، فهي تقول إن إيمي ودينا حبيبتا قلبها وشقيقتاها، فهن يباركن  لبعضهن على المسلسلات والأعمال والمناسبات، هن يعتبرن أنفسهن شقيقات، فهن تربين معاً.

وعن الشائعات المتواصلة حول إيمي، قالت الله يكفيها شر العيون، ويكفينا شر المتطفلين.

علاقتها بالسوشيال ميديا

لديها علاقة خاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، فهي تتابع أصدقاءها، فهي ضد سياسة الإغراق، تعرف أن الناس يحبون أن تقترب من ممثلين وفنانين تحبهم، لكن كل شيء يزيد عن حده يقلب إلى ضده.

هذه رسالتي لسعد لمجرد

رسالتها للفنان سعد لمجرد أشعلت شبكات التواصل الاجتماعي، وكان ردها بأن سعد لمجرد ابن بلدها، وكان لها معه احتكاك إعلامي قديم، منذ وصوله الخليج، كما أنها تحب والده ووالدته، وتعتبرهما من قامات الفن والتمثيل المغربي الأصيل، إضافةً إلى أنها تعتبر سعد لمجرد سفيراً للأغنية والفن المغربي، وتعتز به كأخٍ وصديق.

لا تريد التدخل في أموره الشخصية، إلا أنها تقول  وبصدق، ولمعرفتها به عن قرب، فهي تراه إنساناً خلوقاً هادئاً، ولا تتصور أن يقوم بفعلٍ وحشي، ولم تشهد منه ما يوحي بتصرفٍ غير سوي، وفي العموم فإن الشجرة المثمرة تُرمى بالطوب، حسب قولها.

هؤلاء أتمنى أن أمثل معهم

هناك الكثير من الشباب الذين ترغب في التمثيل أمامهم مثل قصي خولي، فهي من عشاق تمثيله، وتعتبره يمتلك طاقاتٍ تمثيلية هائلة، كما تحب  تيم حسن وتراه جباراً، فهي تقول إنه من القلائل الذين دخلوا الدراما المصرية وأتقنوا اللهجة المصرية، وإلى الآن ترى أن الملك فاروق هو تيم وليس أحداً ثانياً.

خليجياً لديّها إيمان عميق بمحمود بوشهري وهو متلون، فدوره معها في "قلبي معي" أظهر أنه يمتلك طاقة جبارة، بالإضافة إلى كونه فناناً مجتهداً جداً، ورغم أنه بعيد عن الشعر فقد ألقى 17 قصيدة وثقف نفسه شعرياً، ودرس، وهذا لا نجده كثيراً، كما أنها ترغب في العمل مع باسل خياط؛ فهب تراه ممثلاً يتقن ما يقوم به ويعمل على تفاصيل الدور والشخصية، ومن مصر عمرو سعد لأنها تراه فناناً بكل ما قدمه، وهو من الممثلين المفضلين لديها.

الدراما المغربية دون المستوى

رغم أنها مغربية، ولكن لم نرها أبداً تشارك في أي عمل درامي أو سينمائي مغربي، لأنها ترى و"للأسف الشديد أن الدراما المغربية أفقر من الفن المغربي، ومستوى الفنانين والثقافة المغربية"، هذا الأمر يعود لكثير من الأسباب منها الاستثمار، وتوزيع وتصدير الدراما المغربية يكاد يكون منعدماً.

أما السينما المغربية فهي قوية، ووصلت للعالمية، ودخلت منافسة الأوسكار، ولكن للأسف كل ما قدم لها من المغرب كأعمال فنية لم يكن بالمستوى المطلوب، وإن كان هناك أي فرصة أو نص جميل فهي لن تنظر لأي مردود مالي.

ميساء مغربي وُلدت وعاشت في الخليج، وبدايتها الفنية في الخليج، ولم تبدأ في المغرب.. هي في انتظار الدور المناسب لها في الأعمال المغربية، وحينما يحل ذلك الوقت فلن تقول لا.

علامات:
تحميل المزيد