بعد مرور سنوات على إصدار فيلم عن بورصة Wall Street، تتجه هوليوود الآن نحو توزيع أفلامها المنتجة عبر تكنولوجيا البلوكتشين والعملات الرقمية، حيث ستنتج أول فيلم عن ثورة العملات الرقمية في إطار الإشادة بهذا التطور الذي يعتبر من أولى الخطوات للحد من القرصنة، بحسب ما ذكر موقع The citizen.
ما قصة الفيلم؟
وتدور أحداث الفيلم الجديد وهو كوميديا رومانسي واسمه No Postage Necessary، عن قرصانٍ غير محظوظٍ تمت إضافته عبر فيديو ضمن شبكة الند للند على تطبيق "فيفيو Vevue"، الذي يعمل على منصة "كوتيم Qtum"، التي تعد من أكثر شركات البلوكتشين تطوراً في العالم.
وتروي أحداث فيلم No Postage Necessary، قصة مخترق حواسيب أعزب وساخر يدعى سام، يعيش حياته على سرقة البريد متنكراً في هيئة ساعي البريد.
وقد تقمص شخصية سام الممثل جورج بلاغدين، الذي مثل سابقاً في المسلسلات التلفزيونية الشهيرة Versailles and Vikings. وفي إحدى المرات، عثر سام على رسالةٍ حزينةٍ من جوزي تشارلين كلوشي إلى زوجها الراحل الذي كان ملازماً في البحرية.
استرعت هذه الرسالة انتباه سام، فحاول مقابلة هذه الأرملة الشابة والجميلة، التي كانت تأمل في فرصة جديدةٍ للوقوع في الحب.
ولتحقيق مبتغاه، حاول سام التقرب من جوزي وهو ينتحل شخصية ضابطٍ في مكتب التحقيقات الفيدرالي، مختلقًا قصة البحث عن عملات البيتكوين المفقودة.
ويبدو أن مخرج هذا الفيلم جيريمي كالفر، – ومن أعماله فيلم An Evergreen Christmas الذي كتبه وأخرجه وأنتجه بالتعاون مع شركة الإنتاج الأميركية Two Roads Picture Co -، قد اعتمد تصوير مشاهد الفيلم بصيغة 35 مم للتصوير الفوتوغرافي.
وسيعرض الفيلم في قاعات السينما في الولايات المتحدة الأميركية، ثم سيوزع في جميع أنحاء العالم عبر تقنية البلوكتشين، خلال شهر يونيو/حزيران 2019 كما سيكون متاحاً للبيع على الإنترنت عن طريق العملات الرقمية.
ظاهرة قرصنة الأفلام
وفي بيان له، قال كالفر: "إننا مسرورون للغاية بتقديم فئة جديدة من الأفلام لعشاق السينما في جميع أنحاء العالم، ليعيشوا تجربةً جديدةً من الترفيه، من خلال تحويل البلوكتشين إلى قناةٍ لتوزيع الأفلام. على الرغم من أن هذا هو أول فيلم يتم إصداره عن هذا المجال، إلا أننا نأمل أن يحدث ذلك تغييراً في طريقة نشر المحتوى واستهلاكه".
وظهرت تكنولوجيا البلوكتشين لأول مرةٍ سنة 2009، كسجل بيانات لعملة البيتكوين الرائدة، التي سبق وأن تمت الاستعانة بها في مجال السلامة الغذائية، والتمويل والشحن البحري.
ووفقًا لكالفر، فإنه من مزايا هذه التكنولوجيا أنها "تتضمن دليلًا ثابتًا على حقوق الملكية الفكرية، بالإضافة إلى شفافية عوائد الملكية الفكرية. وبما أن جميع البيانات المسجلة على البلوكتشين غير قابلةٍ للنسخ أو التعديل، فإنه في المستقبل ستختفي ظاهرة قرصنة الأفلام".
السرعة والملاءمة
وأفادت الممثلة كلوشي، التي كانت ضمن فريق الإنتاج الذي يتولى إدارته فريق مكون أساساً من النساء، أنها اختارت هي وزميلاتها العنوان الملائم منذ اللحظة التي قرأنا فيها النص.
وفي هذا الإطار، قالت الممثلة كلوشي "على الرغم من أن الفيلم يسلط الضوء على عبقري ضل الطريق السوي، يمكنه اختراق شركة بمليارات الدولارات في غضون دقائق، إلا أن هذا النوع من التقدم التكنولوجي (البلوكتشين) أصبح جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية للمجتمع ككل".
ويأمل كالفر أن تساعد "تكنولوجيا البلوكتشين في نجاح الفيلم على أوسع نطاق، لأن رواد السينما الذين سيحمّلون تقييم الفيلم بمجرد مغادرتهم للمسرح سيتمكنون من الحصول على عملات فيفيو كمكافأة".
وأضاف كالفر: "حتى الآن، لم تكن التكنولوجيا جاهزة، نظرًا لعدم توفر منصة لدعم هذه الفكرة"، مشيراً إلى أن الصدفة تتمثل في إصدار أول فيلم حول عملة البيتكوين سيوزع عبر البلوكتشين. وهو ما ينطبق عليه المثل القائل، "الحاجة أم الاختراع".
وبعد إصدار هذا الفيلم، ستقوم هوليوود بإصدار سلسلة أفلام الخيال العلمي القادمة بعنوان New Frontiers، التي تضم خمسة أفلام سيقع تصويرها في جميع أنحاء العالم وجمعها معاً لإنتاج فيلم روائي طويل.