هوليوود في السعودية.. كيف تخطط عاصمة السينما العالمية لتعويض رؤوس الأموال الهاربة؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/30 الساعة 17:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/02 الساعة 12:12 بتوقيت غرينتش

"هل تعلم أن معدّل الزيارات للسينما للشخص الواحد عالمياً هي 6 زيارات في السنة؟ #هلا بالسينما". تغريدة على حساب السينما السعودية بـ"تويتر"، تروج وترحب بقرب عرض أول فيلم في غضون أسابيع.

الكل يعمل كخلية نحل؛ في السعودية استعدادا لعودة العروض السينمائية إلى قاعات المملكة قريبا، لكن هناك من يترقب الحدث الكبير، على الجانب الآخر من الكرة الأرضية.

إنهم سكان عاصمة السينما في العالم، هوليوود، الذي يتوقعون أن تنقذهم السوق السعودية من الظروف الصعبة التي تمر بها صناعتهم.

وقبل أيام أعلن موقع بلومبيرغ عن توقيع صفقة شراكة يحصل بموجبها صندوق الاستثمارات السعودي على حصة تتراوح بين 5٪ و10٪ في شركة إنديفور، وهي الشركة التي تسيطر على وكالة هوليوود للمواهب WME، مقابل مبلغ  400 مليون دولار.

وتنظم شركة Endeavor، في الأول من أبريل/نيسان 2018، حفل عشاء على شرف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يعلن خلاله إتمام الصفقة التي تعزز أطر التعاون بين الطرفين.

ولا تقف التطلعات هنا؛ بل تتطلع إلى مهرجان "كان" السينمائي القادم؛ إذ سيتم إعلان أول كيان سعودي متخصص بصناعة السينما من قلب المهرجان.

ما الذي يهدد عرش هوليوود في السنوات الأخيرة؟

المد الهوليوودي باتجاه السعودية يأتي في وقت مثالي لعاصمة السينما؛ التي تعاني لعدة أسباب. أولها توقف الصين عن ضخ أموالها إلى هوليوود، بعد أن كانت مصدر تمويل غير محدود تقريباً. وقرَّرت حكومتها أنَّ الأموال التي تذهب إلى هوليوود لا تجني عائدًا كافياً.

وفي الوقت نفسه، يشكل إصدار إدارة الرئيس دونالد ترامب أمراً بفرض رسوم جمركية على واردات صينية، قد تبلغ قيمتها 60 مليار دولار، إمكانية حدوث حرب تجارية مع العملاق الآسيوي. والحل، من وجهة نظر هوليوودية، قد يكون في المملكة العربية السعودية؛ إذ يُمكن أن تساعد بعض الشيء في سد فجوة التمويل.

سبب آخر لمعاناة هوليوود خلال السنوات الماضية، هو هجرة رؤوس الأموال الاستثمارية من هوليوود إلى وادي السيليكون، بعدما تحولت بعض الأفلام لمشاريع خاسرة.

سبب ثالث يأتي في عمق الصناعة نفسها؛ وهو الطفرة الإلكترونية وانتشار الأجهزة المحمولة. هذا الدخول المتاح والمتوافر في أي وقت للجيل الشاب، دفعه للاعتماد على مشاهدة كل ما يُعرض أونلاين. كما أن خدمات شركات مثل نتفليكس وأمازون وغيرهما، حولت اهتمام المشاهد من الشاشة الكبيرة إلى الصغيرة من جديد.

حتى إن المخرجين شهدوا هجرة في الفترة الأخيرة من السينما إلى التلفزيون والمسلسلات التلفزيونية، بعدما حققت نجاحات باهرة؛ مثل House of Cards، وBreaking Bad وغيرها.

هذه التحولات الأساسية زلزلت الأرض تحت أقدام هوليوود، لتشكل فضيحة المنتج المتحرش هارفي واينشتاين ضربة إضافية. والاعتراض جاء هذه المرة من هوليوود، وتحولت المواجهة لحراك ونضال نسائي ثوري بامتياز.

وبينما تحاول هوليود تنظيم وترتيب أمور بيتها الداخلي، ينتظر الجمهور السعودي عودة ولي العهد من زيارته المطولة إلى أميركا، لعل الأيام المقبلة تكشف مزيداً من المفاجآت.

لماذا تتصور هوليوود أن السوق السعودي يحل مشكلاتها؟

ماذا ستعرض؟ وما هي المعايير الرقابية؟ وهل سيتم الفصل بين النساء والرجال في الصالة نفسها؟ وكيف سيتم تسجيل أرباح شباك التذاكر؛ لتحليل الذائقة السعودية؟

بينما تدور هذه الأسئلة في ذهن الجمهور السعودي المترقب، يتحضَّر أرباب الصناعة الهوليودية لإدارة استثماراتهم الجديدة، انطلاقاً من المعطيات التالية:

  • عدد سكان السعودية 30 مليون، غالبيتهم أقل من 25 عاماً.
  • توقعات بعائدات تصل إلى مليار دولار خلال 3 سنوات.
  • بحلول 2030، تصبح السعودية بين أكبر 10 أسواق للأفلام.
  • منافسة 6 شركات AMC وiPic وEmpire وVue وCJ CGV وCinépolis لإنشاء قواعد عمل.
  • وجوب عمل الشركات المرخصة مع شركاء محليين.
  • انتشار شركة Vox الخليجية. تتمركز في دبي، وتعد الشركة الرائدة بالشرق الأوسط والمنافس الرئيس في المنطقة لدور العرض.

وكانت سينما Vox قدمت أول عرض علني لها في الأول من مارس/آذار 2018، عندما عرضت "مسامير"، وهو مسلسل رسوم متحركة سعودي. وقدمت عرضاً سعودياً آخر في المدينة الرقمية بالرياض، والتي لم تكن مجهزة بالكامل كدار عرض سينمائية.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الشبان السعوديين يتمتعون بفطنة للوصول إلى الترفيه. فهم عادةً يُحمِّلون الأفلام بشكل غير قانوني، أو يمتلكون أطباق الأقمار الاصطناعية. لم تمنعهم قوانين الحظر، التي استمرت على مدى جيل كامل (35 عاماً)، من أن يجدوا طريقهم إلى أحدث الأفلام، ولو تطلَّب ذلك، السفر إلى البحرين أو دبي.

وهل السعودي مجرد سوق لاستهلاك الأفلام؟

لكن السعودية تتطلع إلى أكثر من مجرد الاستهلاك والعرض؛ إذ أعلنت الهيئة العامة للثقافة بالمملكة تأسيس المجلس السعودي للأفلام؛ من أجل "بناء بيئة دينامية لصناعة الأفلام والمحتوى"، وذلك على حد قول فيصل بالطيور، الرئيس التنفيذي للمجلس. وتشمل مجالات النشاط برامج تطوير المواهب، ووضع إطار تنظيمي، وبنية تحتية للإنتاج، والتوصل إلى حلول تمويلية، وإطلاق مبادرات لتعزيز صورة المملكة في هذا المجال وثقافتها.

وأول مبادرة من الهيئة كانت 16 مارس/آذار 2018؛ إذ أعلنت عن دورة لكتابة السيناريو الاحترافي، كرَّمت فيها المشاركين عقب انتهائها.

تحميل المزيد