الفوبيا والاكتئاب والنرجسية.. فنانون مصريون يتحدثون عن علاقتهم بالطبيب النفسي

من خلال عدة لقاءات أجرتها “عربي بوست” مع فنانين مصريين، تبيّن أن الاكتئاب والحساسية المفرطة والنرجسية أكثر المشاكل النفسية انتشاراً بين جمهور الفنانين، فالانتقال بين شخصية وأخرى، والقلق من أفول النجومية يؤثران على تصرفاتهم اليومية حتى مع أقرب الناس إليهم.

عربي بوست
تم النشر: 2015/11/02 الساعة 00:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2015/11/02 الساعة 00:10 بتوقيت غرينتش

من خلال عدة لقاءات أجرتها "عربي بوست" مع فنانين مصريين، تبيّن أن الاكتئاب والحساسية المفرطة والنرجسية أكثر المشاكل النفسية انتشاراً بين جمهور الفنانين، فالانتقال بين شخصية وأخرى، والقلق من أفول النجومية يؤثران على تصرفاتهم اليومية حتى مع أقرب الناس إليهم.

ولكن ما أجمع عليه الممثل المصري يحيى الفخراني، وزميلاه طارق لطفي وماجد المصري، هو ضرورة التحرر من الشعور بالعيب أو الحرج أو إخفاء حقيقة زيارة الطبيب النفسي عندما يقتضي الأمر.

الفخراني: الاكتئاب أكثر أمراض انتشاراً



يدرك الفنان يحيى الفخراني أهمية الطب النفسي بحكم تخصصه في الطب، ويؤكد أنه لا عيب من إعلان أي إنسان زيارته الطبيب النفسي.

يعترف "الخواجة عبد القادر" أنه لم يذهب لطبيب نفسي من قبل، ربما لأنه يتولى علاج نفسه بنفسه.

ومن حكم تجربته الفنية على مرّ السنوات، يشير الفخراني إلى أن بعض الشخصيات التي لعبها أصابته باكتئاب، وأن المثل "من جاور السعيد يسعد" ينطبق تماماً على هذه الحالة. فعندما يجد الممثل نفسه محاصراً لمدة 7 أو 8 ساعات بحالة غمّ تعيشها الشخصية التي يؤديها، فسوف يؤثر ذلك على نفسيته بكل تأكيد.

وعن طريقته للتخلص من هذه الأعراض يقول، "ألهي نفسي بأي عمل أو نشاط أو حديث مع الآخرين لأنسى، ولا يزيد تأثري بالشخصية عن ساعات، بعدها أسترد نفسي. وأعتقد أن ارتباط الفنان بالشخصية التي يقدمها أكثر من اللازم يعتبر مشكلةً كافيةً لمنعه من أداء أدوارٍ جديدة".

ولا يشعر الفخراني بأي خوف غير طبيعي من الأماكن العالية أو المظلمة أو الضيقة فيقول، "الفوبيا مرضٌ عصابي وليس مرضاً عقلياً، وهناك من يخاف من القطط أو الأماكن العالية أو الضيقة، وأنا الحمد لله لا أعاني من أي فوبيا".

وعن أكثر المشاكل النفسية التي تصيب أهل الفن من وجهة نظره فهي الاكتئاب، "فالاكتئاب هو أكثر ما يصيب الفنان الكوميدي خصوصاً، المثال على ذلك نجم الكوميديا العالمي بيتر سيلرز، إلى جانب فنانين كوميديين كثيرين مصريين وعرب".

أما حول تأثير انحسار نجومية الفنان على نفسيته، فيقول الفخراني إن من "المفروض ألا يصل الفنان لدرجة الاكتئاب بعد انحسار النجومية، فلا بد أن يكون لديه شعور الرضا، وأن يدرك أنه لن يظل طوال عمره نجم شباك. فأفول نجم الفنان أمرٌ وارد، بل رحيله عن الدنيا كلها متوقع ومنتظر فى أي لحظة، ولابد للنجم أن يتقبل هذه الحالة من تراجع توهجه ونجوميته تماما كما تتراجع حالته الصحية".

ويختم الممثل المصري البالغ من العمر 70 عاماً، "مسألة الاكتئاب بعد زوال النجومية تنتشر بين الفنانات، خصوصاً من تعتمد على جمالها ورشاقتها، فهي لا تريد أن ترى نفسها وقد تراجع معجبوها وذهبت جاذبيتها. والمشكلة أنها لا تقبل نفسياً هذا التحول. أنا شخصياً أرى أن الراحلة سعاد حسني في فيلمها (الراعي والنساء) لعلي بدرخان كانت أكثر جاذبية وأحلى مائة مرة من زوزو في فيلمها (خلي بالك من زوزو)، وهي الشخصية التي ظلت متمسكةً بها لدرجة أنها تفضل أن يناديها أصدقاؤها زوزو. وكانت سعاد حسني أكثر قيمةً وفناً في قمة نضجها في (الراعي والنساء)، لكنها لم تكن ترى هذا".

لطفي: أعاني "فوبيا" الأماكن العالية



يقول الممثل المصري طارق لطفي، "لم أزر طبيباً نفسياً في حياتي، ولو حدث فلا شيء في ذلك يدعو إلى الخجل. فى الحقيقة لم يعرض علي حتى الآن شخصية تدعوني لاستشارة طبيب نفسي".

أما عن مدى تأثر حياته الخاصة بالشخصيات التي يؤديها، فقال "أحياناً ألاحظ أني استخدم بعض المفردات التي تستخدمها الشخصية أو طريقة كلامها أو حتى مشيتها، وأحياناً أجد نفسي أستخدم صوت الشخصية أو أداعب من حولي بطريقتها، لكن ذلك لا يطول كثيراً. وفي رأيي أن الممثل المحترف يبني الشخصية ويتقمصها تماماً أثناء تصويرها، لكنه يعود إلى شخصيته الحقيقية بعد الانتهاء منها. ولو زاد الأمر عن ذلك سنكون أمام حالةٍ مرضية".

لطفي تابع حديثه قائلاً، "أعرف أن الفنان الكبير الراحل أحمد زكي كان يتأثر بالشخصية التي يقدمها، لكنه كان حالة خاصة جداً وأعتقد أن هذه الحالة ربما تؤذي الممثل وتتسبب له في مشاكل مع أهله أو المحيطين به".

واعترف لطفي بأنه يعاني من نوعا من "الفوبيا، فأنا أخاف جداً من الأماكن العالية. أرفض أن أقيم فى أدوار عالية وأقصى ما احتمله هو الدور الرابع. عندما أسافر للخارج للتصوير أو السياحة وتصادف إقامتي فى أدوار عالية كالـ 50 مثلاً، لا أقترب من زجاج النافذة حتى لا أشاهد الارتفاع الذي أقيم فيه، وأخاف جداً من الإبر الطبية، وخصوصاً حقنة الوريد".

وعن أكثر المشاكل النفسية التي تصيب أهل الفن من وجهة نظره، قال لطفي إن الحساسية الزائدة هي أكثر ما يعاني منه زملاؤه، "فربما يسمع الفنان كلمةً غير مقصودة من شخص ما يظل يؤولها ويبحث عن أكثر من احتمال لها. عموماً أنا أعتبر أن التمثيل هو نوع من العلاج النفسي للممثل، فأنت كممثل تعالج نفسك. عندما تقدم أدواراً متنوعة تخرج طاقة الشر التي بداخلك في أدوار الشر، وكل الصفات السلبية هي طاقة تحملها بداخلك تتخلص منها عندما تقدمها في دور درامي".

ماجد المصري: أخاف من القطة!



الممثل ماجد المصري من جهته أدى أدواراً صعبة جعلته يتأثر بها نفسياً، "فقد قمت مؤخراً بدور ضابط شرطة في مسلسل (آدم)، ووجدت نفسي متأثراً بحالته السيكوباتية، واستمر هذا لمدة شهر تقريباً. وجدت نفسي عنيفاً مثله مع أولادي وأهل بيتي، وعصبياً كأني ما زلت أؤدي دور هذا الضابط المعقد صاحب الأنا العالية والذي لا ينجب ولديه قسوة فظيعة".

وعن كيفية تخلصه من هذه الحالة قال المصري، "لم أذهب إلى طبيب نفسي، ولن أخفي ذلك لو حدث. كل مافعلته هو أنني ازددت انتماءً لأهل بيتي حتى أتخلص من مطاردة شخصية سيف الحديدي، والحمد لله تجاوزت هذه المشكلة".

ويعترف ماجد المصري بأنه يخاف من القطة لأنه يخاف من الخيانة ويشعر بأنها كائن غامض وخبيث، بينما يشعر بالأمان مع الكلب فعندما ينظر في عينييه يشعر بالطيبة والحب لذلك قد يقتني 10 كلاب على ألا يقتني قطة واحدة، ولو كان في مكان به قطة لا يكون مرتاحاً أبداً، على حد تعبيره.

أما عن أكثر الحالات النفسية التي يعتقد أنها تصيب الفنان، فيرى أنها النرجسية والاكتئاب.

علامات:
تحميل المزيد