إيفان الرهيب قتل وريثه بنوبة غضب وكاثرين العظيمة أطاحت بزوجها لتحكم 40 عاماً.. 7 شخصيات روسية مثيرة

في روسيا الأمور مختلفة كثيراً عنها في مناطق أخرى من العالم، والتاريخ الروسي أيضاً به العديد من المفاجأى، جمعنا في هذا التقرير شخصيات لها العجب من روسيا.

عربي بوست
تم النشر: 2019/03/16 الساعة 02:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/11/28 الساعة 07:27 بتوقيت غرينتش
Orel, Russia - October 3, 2016: First in Russia Ivan the Terrible monument on clear blue sky closeup

من الصعب حصر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الروسي في قائمةٍ واحدة؛ إذ إنَّ تاريخ روسيا مذهلٌ ويعُج بالشخصيات المُميزة.

إلى جانب كون بعض أكثر تلك الشخصيات تأثيراً مثيرة للجدلِ إلى أبعد الحدود. وفيما يلي عرضٌ لبعض الشخصيات المثيرة للاهتمام، الصالحُ منها والشرير.

إنَّ روسيا بلدٌ مذهلٌ إذ تملك تاريخاً حافلاً بالمغامرات والدراما والانتصارات والتراجيديا. ولهذا كان العديد من أبرز الشخصيات الروسية الذينَ عايشوا هذا التاريخ مُثيرينَ للجدل للغاية.

https://arabicpost.net/culture/history/2019/03/13/%D8%A3%D8%BA%D9%86%D9%89-%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE/

1- إيفان الرهيب.. قتل ابنه ببساطة

يألف الناس اسم إيفان الرابع، قيصر روسيا الأول، حتى لو كانوا غير متأكدين تماماً مما فعله. تولَّى إيفان السُلطة حين كان في عمر الـ16، إذ توَّج نفسه كقيصر روسيا بدلاً من كونه أميراً.

تميَّزت فترة حكمه بتوجُّهه المُباشر نحو السلطة المُطلقة؛ نقَّح المدونة القانونية، وأدخل أولى المطابع إلى روسيا، وأسس جيشاً موالياً، وشيَّد كاتدرائية القديس باسيل، وأرسى أسس القنانة (العبودية) وذلك بتقييد حركة الفلاحين.

وكذلك شنَّ سلسلةً من الحروب التوسُّعية التي ثَبت كونها مُكلفةً ومُولت عن طريق فرض الأعباء الضريبية المتزايدة باستمرارٍ.

وبهدف الحدّ من الانشقاقات الناجمة عن تلك الحروب، ضمن مشكلات أخرى، أسَّس إيفان الرابع قوات أوبريتشنيا والتي منحته سيطرةً هائلة على الأجزاء الأغنى من روسيا وتقويض سُلطة النبلاء.

لوحة إيفان يقتل ابنه..

لكنَّ اسمه هو ترجمةٌ غير دقيقة بعض الشيء؛ إذ إنَّ اللقب الأدق هو إيفان الرهيب.

من أقوال إيفان الرهيب الشهيرة: "إنَّ حلق اللحية خطيئةٌ لا يُمكن لدماء جميع الشهداء تطهيرها. إنَّه تشويهٌ لصورة الرجل التي خلقه الله عليها!".

وفي إحدى المرّات ضرب إيفان زوجة ابنه بسبب لبساها غير المحتشم، ثارت ثائرة ابنه ووريثه، وبينما احتد النقاش بينهما أمسك إيفان أداة قريبة من يده وضرب بها ابنه على رأسه فخر صريعاً!

2- الإمبراطور بيتر العظيم.. استطاع إخضاع أعدائه لكنه لم يستطع إخضاع "نفسه"

يُقال إنَّ بيتر العظيم، الحاكم الأكثر إثارةً للجدل في التاريخ الروسي، فهو الذي جرَّ روسيا إلى ما لم تشهده من قبل في القرن الـ17؛ إذ بدأ إصلاحاتٍ تهدف إلى تحديث الإمبراطورية الروسية المُتخلِّفة وإضفاء الطابع الغربي عليها وتحويلها إلى قوةً عُظمى.

بعد أن قام بيتر بجولة شاملة في أوروبا الغربية، أصبح مُقتنعاً بأنَّ التقاليد والأعراف الغربية كانت متفوقة على  الروسية.

لتصحيح ذلك الوضع، أدخل بيتر التقويم اليولياني والأرقام العربية، وعمِل على تحديث الاقتصاد من خلال تدخلات الدولة، وأقرَّ بالتعليم الإلزامي للأطفال النُبلاء، وجلب الأجانب للمساعدة في إدارة الوزارات الحكومية، إلى جانب شن الحروب من أجل العثور على مرافئ المياه الدافئة لتوسيع نطاق التجارة.

كان مطلبه بأن يتبنَّى مسؤولو الدولة أنماط اللباس الفرنسي ويحلقون لحاهم الطويلة أمراً لا يتماشى مع التقاليد الروسية لدرجة أن الكثير من النبلاء لم يقدموا على فعل ذلك إلا بعد تأكدهم من أنَّ لحاهم ستُدفن معهم حين توافيهم المنية.

حين واجَهَ بيتر العظيم حركة تمرد ضدَّه، أعدم قرابة 1200 من المتمردين ضعيفي التنظيم وعرض جثثهم أمام العيان. يستمر إرثه في مدينة سانت بطرسبرغ، والتي شيَّدها وأطلق عليها اسمه.

من أشهر أقوال بيتر العظيم: "يالَلحسرة! لقد هذَّبتُ وأخضعت رعاياي؛ وقهرت وهزمت أُمماً أخرى؛ غير أنَّني لم أستطع تهذيب نفسي أو دحرها".

3- ليو تولستوي.. أسوأ شيء أن يعرف الناس "الله" بصورة مغلوطة

يشتهر ليو تولستوي – أحد أعظم الروائيين على الإطلاق – بروايتيه (الحرب والسلام)، و(آنا كارينينا)، إلى جانب مؤلفاتٍ أخرى عديدة.

وُلِدَ تولستوي في عائلةٍ من النُبلاء، وتطوَّر في ما بعد ليُصبح أناركياً بنزعةٍ صوفية وروحانية. كان فكره الفلسفي مؤثراً بقدر أعماله الأدبية، وسبق وطلب منه محامٍ هندي شاب يُدعى غاندي النصيحة بعد أن قرأ وجهات نظره بشأن استقلال الهند.

كتب تولستوي كذلك عن فضائل المقاومة السلمية، والروحانية، والأناركية أو اللاسلطوية.

أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في تاريخ روسيا | عربي بوست

تسبَّبت كتاباته في نبذه وطرده من الكنيسة الأرثوذكسية، ومن ثمَّ بدأ يكتب ضدَّ الأديان المُنظّمة. وكذلك فتح العديد من المدارس لتعليم الفلاحين، لكنَّهم لم يستمروا طويلاً بسبب ملاحقة الشرطة السرية.

والأكثر من ذلك أنَّه رفض استلام أول جائزة نوبل في الأدب، خوفاً من أنَّ قيمة الجائرة المالية ستُفسده وتُعقِّد حياته بلا داعٍ. من أشهر أقوال ليو تولستوي: "إنَّه لشيءٌ مروِّعٌ حين لا يعرف الناس الله، لكنَّ الأسوأ من هذا حين يعرفون الله بصورةٍ مغلوطة"

4- ديميتري مندلييف.. "ليس لدينا سوى مندلييف واحد فقط"

ديميتري مندلييف (1834-1907) كيميائي روسي بارز، أنشأ أول نسخة من الجدول الدوري للعناصر. يصعب المبالغة في مدى تأثيره في مجال الكيمياء.

كانت حياته الشخصية لا تحظى بكثيرٍ من الوقار؛ إذ وقع في حب فتاةٍ صغيرة تُدعى آنا إيفانوفا بوبوفا وتزوّجها قبل إنهاء إجراءات طلاق زوجته الأولى.

في ما يبدو لم يُولِ اهتماماً بأنَّ الكنيسة الأرثوذكسية الروسية اقتضت أن ينتظر لمدة سبع سنواتٍ قبل أن يتزوج مُجدداً. لقد اعتُبِر فعلياً رجل مُتعدد الزوجات.

ربما كان هذا هو سبب منعه من الالتحاق بالأكاديمية الروسية للعلوم. ورُغم ذلك كان له أصدقاء مرموقون؛ فحينَ سمع القيصر ألكسندر الثالث بالأمر رفض هذه المسألة مُستشهداً بعبارةٍ ظريفة أمام الكاهن الذي أثار هذه القضية.

ويُعتبر أمر تحديده مستوى معيارياً للكحول في الفودكا محض خرافة. قال القيصر ألكسندر الثالث: "إنَّنا نُقرُّ بأنَّ مندلييف له زوجتان، لكن ليس لدينا سوى مندليف واحد فقط".

5- كاثرين العظيمة.. تخلّصت من زوجها وحكمت 40 عاماً

فيما يُعتبر عهد كاثرين العظيمة، زوجة قيصر روسيا، هو العهد الذهبي للإمبراطورية الروسية، تشتهر كذلك بكونها حملت شعلة الإصلاح التي خلَّفها الإمبراطور بيتر العظيم. إذ اعتلت كاثرين، ألمانية المولد، السلطة بعد التخلص من زوجها المُستضعف، القيصر بيتر الثالث، إثرَ إنقلابٍ ضدَّه. وبذلك حكمت البلاد على مدى قُرابة 40 عاماً.

انشغلت كاثرين بالحكم؛ إذ عملت على تحديث الاقتصاد من خلال وضع اللوائح التنظيمية، وبناء مستوطنات رُسمت خصيصاً في المناطق غير المُكتظَّة بالسكان، وافتتاح البنوك الجديدة، إلى جانب تشجيع هجرة الخبراء الزراعيين الألمان.

كذلك كان ثُمَّة مُحاولة تفتقر للتمويل في تشييد مدارس وطنية تتبع نماذج التعليم الغربية. غير أنَّ أول معهد رسمي لتعليم المرأة في روسيا الذي شُيِّد في عهدها شهد نجاحاً أكبر.

كثيراً ما كانت تحتكّ بالفلاسفة البارزين في هذا العصر حتى إنَّها تكفَّلت بالكاتب المُفلس دنيس ديدرو ومنحته وظيفة أمين إحدى مكتباتها بعد ابتياع مكتبته.

أدَّى إخلاصها للعلوم والفنون إلى عصر التنوير الروسي. والأكثر من ذلك أنَّها وجدت وقتاً لاستعمار ولاية ألاسكا. وبالطبع لم تمُت بالطريقة التي تعتقدها، بل ماتت بالسكتة الدماغية.

كتبت كاثرين العظيمة في رسالتها إلى ديدرو: "أنتم قوم الفلاسفة محظوظون، أنت تكتب على الورقة والورقة تحتمل هذا، لكنَّني أنا الإمبراطورة، ولسوء الحظ، أكتب على الجلود الحساسة للكائنات الحية".

6- جوزيف ستالين.. الديكتاتور الأكبر

لنقُل إنَّ ستالين فعلياً لم يكن روسياً، بل كان جورجياً. لكن، ورُغم ذلك، لا يُمكن التطرق لقصة روسيا دون ذكره. وفيما تمتلئ العديد من الكتب بالملامح المثيرة للجدل من حياة ستالين، سنُركز حالياً على مسيرته الديكتاتورية التي كانت مليئة بالتساؤلات.

سطع نجم ستالين في ما سيصبح الحزب الشيوعي لاحقاً بسبب تاريخه الحافل كمجرم. إذ نظَّم سرقاتٍ، وعمليات خطف، وعصابات تزوير، وكذلك أدار عملياتٍ غير قانونية على طريقة المافيا.

stalin

لقد كان بارعاً في هذا وجنى أموالاً طائلة لصالح منظماته الثورية. شجَّع مورد الدخل الثابت هذا الأعضاء الآخرين داخل الحزب على النظر في الاتجاه الآخر.

كانت أشهر مغامراته الطائشة هي عملية سرقة بنك تفليس في عام 1907 التي ساعد قطعاً في التخطيط لها، ورُبما شارك فيها بشكلٍ مباشر.

وعن طريق هجومٍ مُنظَّم باحترافية على عربة ستاجكوتش مُستخدمينَ القنابل ونيران الأسلحة الخفيفة، تمكَّن البلاشفة، التي كانت لا تزال حركة سرية، من الهروب وبحوزتهم أربعة ملايين دولار نقدية.

بعدها وصل ستالين إلى السيطرة المُطلقة على الاتحاد السوفييتي، وتسبَّب في المجاعة السوفيتية (مجاعة هولودومور)، التي أبادت 15 مليون شخص.

لجوزيف ستالين مقولةٌ أورَدَها بوريس بازهانوف تقول: "إنَّني أرى أنّه من غير المهم كُليةً من سيُصوِّت من أعضاء الحزب، أو كيف؛ لكنَّ ما يُهم على نحوٍ استثنائي هو من سيُحصي الأصوات، وبأي طريقة".

7- غريغوري راسبوتين.. الشخصية الأكثر غرابة

كان راسبوتين، أكثر شخصية غريبة الأطوار على الإطلاق أثرت في الأحداث العالمية، رجلاً مخبولاً من ناحيةٍ وصوفياً، من ناحية أخرى، له نفوذٌ سياسي من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى شخصٌ مخادع.

إنَّ الغوص في قراءة ومُطالعة حياته وما أحدثه من تأثيرٍ في روسيا لهو أمرٌ ممتع.  فقد أخذت حياة هذا الفلاح الذي أصبح راهباً هائماً مساراً مختلفاً حين ساعد العائلة المالكة في علاج وريث عرش الإمبراطورية، ألكسي، من مرض الناعور.

اعتبرت زوجة القيصر ما فعله راسبوتين بمثابة مُعجزة، وسرعان ما جعلته من المقرَّبين لها، وهو ما استغله راسبوتين ليحظى بنفوذٍ، وأتباع، إلى جانب سهولة وصوله إلى القيصر.

كان تأثيره بالغ الأهمية لدرجة أنَّ الفيلسوف برتراند راسل اتفق مع ادعائه بأنَّه كان في مقدوره منع الحرب العالمية الأولى لو أنَّه فقط تمكَّن من التحدث إلى القيصر قبل حشد القوات لخوض الحرب ضد ألمانيا.

بدأ راسبوتين على الفور في إساءة استخدام نفوذه؛ إذ استغل تقرُّبه من القيصر في الرشوة وتسهيل العلاقات الجنسية.

أصبح نمط حياته جنونياً بدرجةٍ متزايدة، مع رواياتٍ تُشير إلى طقوس العربدة ذات الدوافع الدينية، وإدمان الكحول، فضلاً عن سلوكه الغريب. غير أنَّه كان قادراً على الإفلات من المحاسبة بسبب مدى حب العائلة المالكة له.

أثار هذا حنق الكثيرين، وجهَّز النبلاء الروس لاغتياله في عام 1916 في محاولةٍ يائسة منهم لإنقاذ الإمبراطورية الروسية. لكنَّ الأمور لم تجرِ وفق الخطة.

نقل المؤرخ جوزيف فورمان ما كتبه راسبوتين في رسالةٍ إلى زوجة القيصر آنذاك: "لقد رأى الله دموعك وسمع صلواتك. لا تحزني، لن يموت الصغير. لا تسمحي للأطباء بإزعاجه أكثر من اللازم".

علامات:
تحميل المزيد