البشر انتشروا في العالم عبر الجزيرة العربية ومصر.. والسبب الذي جذب الإنسان الأول لهذه المناطق يفاجئ العلماء

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/30 الساعة 23:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/30 الساعة 23:56 بتوقيت غرينتش
Primitive man silhouette against the sun.

كان العلماء يعرفون أن البشر انتشروا في العالم عبر الجزيرة العربية ومصر قادمين من إفريقيا، ولكن السبب الذي جذب الإنسان الأول لهذه المناطق والذي تم اكتشافه مؤخراً، فاجأ العلماء.

فقد وجد العلماء أن أول خروج للإنسان المبكر من إفريقيا لم يكن صعباً كما كان يُعتقد سابقاً، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.

وقد تبيَّن أن التوسع الأوّلي للإنسان خارج القارة إلى شبه الجزيرة العربية كان نتيجة "انتشار واسع النطاق" لفصيلة البشر الأوائل ( hominids).

كان العلماء يظنون أن البشر انتشروا في العالم عبر الجزيرة العربية ومصر بعد تكيفهم مع الظروف القاسية

ادّعت الأبحاث السابقة أن هذه الهجرات كانت مدفوعة بتكيف البشر الأوائل الذين تطوّروا ليصبحوا أكثر ملاءمة للمناطق غير المستكشفة.

ولكن تكشف هذه النتائج الأخيرة أن الإنسان لم يكن مدفوعاً في الواقع بالتكيف مع الظروف الصعبة، بل بالحاجة إلى التوسع واحتلال مناطق جديدة.

وانتشر البشر الأوائل إلى خارج إفريقيا في موجات هجرة عبر مصر الحديثة والشرق الأوسط قبل وصوله إلى شبه الجزيرة العربية.   

لأن الجزيرة العربية كانت مختلفة تماماً في ذلك الوقت

فشبه الجزيرة العربية كانت خضراء في تلك العهود.

وتبين أن وفرة النباتات العشبية في الجزيرة العربية قبل 500 ألف سنة قد سهلت هذه الهجرات.

كان العلماء يعتقدون أن الظروف القاسية دفعت الإنسان الأول للهحرة /ISTOCK
كان العلماء يعتقدون أن الظروف القاسية دفعت الإنسان الأول للهحرة /ISTOCK

ويعتقد أنه في ذلك الوقت تقريباً، تمايزت أنواع الإنسان العاقل (Homo sapien) عن البشر الأوائل الأكثر بدائية.

وكان من الصعب من قبل العثور على أدلة على تلك الفترة الحاسمة من الزمن بسبب المناطق القاسية والجرداء في الجزيرة العربية.

كما تبيّن أن الإنسان عاش بالجزيرة العربية قبل 100 ألف عام من التاريخ الذي كان يعتقد به سابقاً

ولكن وجد الباحثون من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري أدوات حجرية وعلامات على بقايا  الحفريات الحيوانية في موقع "تعس الغادة" بالجزيرة العربية.

ويزعمون أن هذه المكتشفات تمثل دليلاً قاطعاً على وجود إنسان ما قبل التاريخ في المنطقة التي تسمى حالياً المملكة العربية السعودية قبل 100 ألف سنة على الأقل، مما كان معروفاً في السابق.

وخلصت هذه النتائج أيضاً إلى أن الإنسان البدائي انتقل إلى المنطقة الجديدة قبل 100 ألف سنة مما كان يعتقد سابقاً.

الجزيرة العربية كانت خضراء في هذه العقود السحيقة في القدم/ISTOCK
الجزيرة العربية كانت خضراء في هذه العقود السحيقة في القدم/ISTOCK

وتؤكد هذه النتائج أن البشر انتشروا في العالم عبر الجزيرة العربية بعد انتقلوا إليها من أفريقيا، ولكن الجديد هو أن سبب انتشارهم مختلف عما كان يعتقده العلماء سابقاً.

وجدت البيانات المستقاة من بيانات النظائر المستقرة أن انتشار أسلافنا القدماء كان يهدف إلى الانتشار في أراض جديدة، وليس نتيجة للتكيف مع البيئات الجديدة التي كان يفترض من قبل أنها قاسية.

ويقول المؤلف المشارك في إعداد الدراسة ماثيو ستيوارت، من جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا: "تعد منطقة تعس الغادة واحدة من أهم مواقع الحفريات في شبه الجزيرة العربية"

وهي تمثل حالياً المجموعة الوحيدة المؤرخة من الأحفوريات الحيوانية التي تنتمي إلى عصر البليستوسين الأوسط في هذا الجزء من العالم".

وقام العلماء بدراسة عظام الإصبع البالغة من العمر 90 ألف سنة، بالإضافة إلى الأدوات الحجرية التي تعود إلى 210 آلاف سنة مضت.

اكتشفت عظام آكلي الأعشاب التي عثر عليها أيضاً في المنطقة تحت قاع البحيرة، وقدرت الأبحاث العلمية عمرها بين 500 ألف و300 ألف عام.

وكانت هذه القبائل البدائية تمتلك قدرات ثقافية كبيرة

ويشرح الدكتور باتريك روبرتس، الباحث الرئيسي لهذه الورقة العلمية، قائلاً إنه "في الوقت الذي قد تمتلك فيه هذه العشائر البدائية قدرات ثقافية كبيرة، فإن حركتها في هذا الجزء من العالم لم تكن تحتاج إلى تكيف مع الصحاري القاحلة والجافة".

فكما ذكر آنفاً فقد سهّلت وفرة النباتات العشبية في شبه الجزيرة العربية قبل 500 ألف سنة هذه الهجرات.

هذه القبائل البدائية التي عاشت بالجزيرة العربية كانت تمتلك قدرات ثقافية كبيرة/ISTOCK
هذه القبائل البدائية التي عاشت بالجزيرة العربية كانت تمتلك قدرات ثقافية كبيرة/ISTOCK

ويضيف روبرتس قائلا: "في الواقع، تشير الدلائل النظرية إلى أن هذا التوسع جاء من قبيل توسيع مناطق العيش، على غرار ما كان يحدث بين الثدييات الأخرى التي كانت تنتقل بين إفريقيا وبلاد الشام وأوراسيا، في ذلك الوقت".

واستخدم الباحثون الكربون -14 والأوكسجين -18 لتحديد عمر القطع الأثرية التي عُثر عليها بدقة.

علامات:
تحميل المزيد