يسميها البعض "أرض الشعب المبتسم"، أو يسمونها بـ "دمعة الهند"؛ نظراً إلى موقعها الجغرافي.. إنها سريلانكا التي طالما ارتبط اسمها لدى العرب بالشاي السيلاني أو بحبَّات جوز الهند، لكن التفجيرات الدامية التي طالتها كشفت لنا وجهاً آخر لها. تعالوا لنتعرف عليها وعلى الأديان والأعراق التي تعيش فيها، وكذلك على حضارتها التي تمتد إلى آلاف السنين.
أين تقع سيريلانكا؟
سريلانكا أو سري لانكا كانت ما بين عامي 1948 و1972 تسمى "سيلان"، في حين أن اسمها الرسمي الحالي هو جمهورية سريلانكا الديمقراطية الاشتراكية.
وهي جزيرة صغيرة جنوب الهند في المحيط الهندي، وتبدو على الخرائط كأنها دمعة، لذلك سماها البعض "دمعة الهند".
سريلانكا تبعد عن الهند نحو 31 كيلومتراً، كما أن لها حدوداً بَحرية مع جزر المالديف في جنوبها الغربي.
ولسريلانكا لغتان رسميتان: السنهالية، التي يتحدث بها ثلاثة أرباع السكان، والتاملية ويتحدث بها 26%.
تاريخها يمتد إلى 3 آلاف سنة، وطريق الحرير كان يمر منها!
سريلانكا دولة ذات إرث حضاري عريق، يمتد إلى 3 آلاف سنة، وكانت في ملتقى الطرق البحرية الرئيسية الرابطة بين غرب آسيا وجنوب شرقي آسيا، بفضل موقعها الاستراتيجي.
وأدت دوراً مهماً إبان فترة طريق الحرير وصولاً للحرب العالمية الثانية، حيث كانت قاعدة مهمة لقوات الحلفاء في الحرب ضد اليابان.
حكمت ممالك محلية سريلانكا على امتداد 2000 سنة، ثم احتلت البرتغال وهولندا أجزاء منها في بداية القرن السادس عشر، قبل أن تسيطر الإمبراطورية البريطانية على البلد بكامله في 1815.
نشأت حركة سياسية قومية في أوائل القرن الماضي، وناضلت من أجل الحصول على الاستقلال السياسي، الذي تأتى في سنة 1948 بعد مفاوضات سلمية مع البريطانيين.
تميز تاريخها المعاصر بالحرب الأهلية العنيفة التي امتدت قرابة ربع قرن من 1983 إلى 2009، بين حركة نمور التاميل الانفصاليين والجيش السريلانكي، والتي انتهت بنصر الجيش بعد مقتل مئات الآلاف من المدنيين.
متعددة الأديان والأعراق.. لكن الغالبية من البوذيين
تعد سريلانكا دولة ذات تعددية دينية وعرقية يعيش فيها الجميع، ولكن البوذيين هم الأغلبية فيها، كما أن أول النصوص المعروفة لهذه الديانة كُتبت في سريلانكا.
ويشكِّل البوذيون 70% من السكان، إلى جانب 12% من الهندوس و10% من المسلمين و7% من المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت.
ويبلغ عدد سكان الأقلية الكاثوليكية نحو 1.2 مليون شخص من إجمالي عدد سكان سريلانكا البالغ 21 مليون نسمة.
على المستوى العرقي، يشكل السنهاليون غالبية السكان (75%) في 2012، إضافة إلى التاميل (11%)، الذين يتركزون في شمال وشرق الجزيرة.
تتوزع الطوائف الأخرى بين العرب التاميل والهنود والماليزيين والبورغر (أحفاد المستوطنين الأوروبيين).
المسيحيون يواجهون عداء بسبب دعمهم تحقيقات خارجية
ويُعتبر المسيحيون الكاثوليك قوة موحدة في هذا البلد، إذ يتوزعون بين التاميل والغالبية السنهالية.
لكن بعض المسيحيين يواجهون عداء، لدعمهم تحقيقات خارجية في جرائم ارتكبها الجيش السريلانكي بحق التاميل خلال الحرب الأهلية التي انتهت عام 2009.
وخلَّف النزاع الذي استمر بين 1972 و2009 ما بين 80 و100 ألف قتيل، بحسب الأمم المتحدة.
بلد سياحي بامتياز
سريلانكا بلد سياحي يقصدها السياح من مختلف دول العالم، وتعد من أهم وجهات السياحة العالمية، لغناها بالمناطق الطبيعية.
أما كولومبو التي استهدفتها غالبية التفجيرات، فهي من أهم مدن سريلانكا وأكبرها، بالإضافة إلى كونها العاصمة، وتعتبر الوجهة السياحية الأبرز في البلاد وتضم عديداً من الأماكن السياحية.
تشتهر الجزيرة بإنتاج وتصدير الشاي والبن والمطاط وجوز الهند، وتعرف سريلانكا انتقالاً تدريجياً إلى الاقتصاد الصناعي الحديث، ويتمتع سكانها بأعلى دخل للفرد في جنوب آسيا.
تشتهر سريلانكا بجمال طبيعتها المتمثل في الغابات الاستوائية والشواطئ والمناظر الطبيعية وبتنوعها الحيوي، فضلاً عن التراث الثقافي الثري، الذي جعلها مقصداً سياحياً عالمياً شهيراً.