يتساءل البعض عن فوائد الكورن فليكس أو أنواعه أو القيمة الغذائية له، لكن هل فكّر أحد كيف تم اختراع الكورن فليكس؟
حسب مجلة History Today البريطانية، فقد ترافق مع اختراع الكورن فليكس معركة كبيرة بين أخوين أمريكيين هما جون هارفي كيلوغ وويل كيث كيلوغ.
علاقة فوائد الكورن فليكس بالمعركة!
حظي الأخوان جون وويل بقدر يسير من التعليم، لأن والديهما توقعا أن ينتهي العالم قبل أن يحتاجا للانتفاع بما تعلماه.
لكن جون هارفي نجح في الحصول على شهادة علمية في الطب، وكان أحد المدافعين المتعصبين لما سماه "الحياة البيولوجية".
والتي تتضمن أن يكون المرء نباتياً، ويمتنع عن شرب الخمر، أو التبغ أو الشاي أو القهوة، أو التوابل، ويتناول أقل قدر ممكن من البيض ومنتجات الألبان.
أصبح جون هارفي رئيس المصحة السبتية في باتل كريك في منتصف العشرينيات من عمره، وطبَّق مبادئه على المرضى، الذين وجدوا النظام الغذائي مملاً للغاية.
حتى أنه بدأ هو وزوجته إيلا وأخوه ويل كيث الأصغر منه بثمانية أعوام في بعض التجارب مع بعض الحبوب.
كما أسسوا شركة Sanitas للأغذية، وجربوا منتجات مثل بسكوت الجرانولا المصنوع من الحبوب والمخبوز ببطء، ورقائق القمح ورقائق الذرة، وبديل القهوة المصنوع من الحبوب.
واكتشفوا رقائق القمح التي أطلقوا عليها اسم غرانوز (Granose) مصادفة في إحدى الليالي في عام 1894 عندما كانوا يحاولون تصنيع أحد أشكال الخبز سهل الهضم.
كان الغرانوز هو أول منتج رقائق حبوب في العالم، وتبعتها رقائق الذرة (لاكورن فليكس) المصنوعة من الذرة المحمصة في عام 1898، وظهر بعدها نوع ذو مدة صلاحية أطول في عام 1902.
الكورن فليكس كانت تباع عبر البريد!
باع آل كيلوغ منتجاتهم للمرة الأولى عن طريق البريد لمرضاهم القدامى، لكن بعد ذلك بدأوا الإعلان في الصحف واللوحات الإعلانية.
وفي هذا الوقت، اقتحم رواد الأعمال هذا السوق الواعد وقلدوا ما يفعله آل كيلوغ.
صنع مريض سابق للمصحة اسمه تشارلز ويليام بوست Grape Nuts وهي رقائق ذرة للإفطار تعتمد على بسكوت غرانولا، ومشروباً بديلاً للقهوة يدعى بوستيوم (Postum) كان ينتجه آل كيلوغ.
وقبل حلول عام 1900 كانت أرباح شركته Postum Cereal تُقدر بثلاثة ملايين دولار سنوياً.
ويل يشتري حقوق تصنيع الكورن فليكس من أخيه جون
أصبح التنافس على أشده وسرعان ما وصلت شركات الحبوب في الولايات المتحدة إلى 40 شركة في بدايات القرن العشرين.
لم يكن جون هارفي كيلوغ مهتماً بالتجارة، لكنه كان مهتماً بإصلاح عادات الأكل لدى الأمريكيين.
لكن على النقيض كان ويل كيث الرجل الصارم قليل الكلام، رجل أعمال بطبيعته، واستاء ويل من أداء دور الرجل الثاني في ظل أخيه الذي كان يجذب الأضواء نحوه، والذي اشترى منه ويل حقوق تصنيع رقائق الذرة.
وزّع عيّنة مجانية للمشترين كنوع من الدعاية!
وفي عام 1906 أسس ويل كيث شركة Battle Creek Toasted Corn Flake Company.
وأنفق أمولاً طائلة على الدعايا وفي إحدى الحملات كان يقول للقارئ "زيارة قصيرة للبقالة، وانظر علام ستحصل".
وكان ما ستحصل عليه، عينة مجانية من رقائق ذرة ويل كيث.
زادت هذه الحملة من المبيعات بنسبة 15% في مدينة نيويورك، وسرعان ما أصبحت الشركة تجني أرباحاً.
لكن شركة Sanitas التي يملكها جون هارفي استمرت في العمل، واختصم الأخوان على اسم كيلوغ الذي كان يستخدمه كلاهما.
وفي عام 1911 نجحت الدعوى القضائية لويل كيث بالاستخدام الحصري لاسم كيلوغ في الولايات المتحدة، ثم ربح بعد ذلك امتيازاً دولياً بعد معركة قانونية دامت من عام 1916 وحتى عام 1921.
وبدأ ويل كيث بيع رقائق Bran Flakes في عام 1915، وفي عام 1916 بدأ بيع All-Bran، وأصبحت شركته تحمل اسم Kellogg Cereal Company منذ عام 1922.
ويل حارب ابنه أيضاً وحرمه من الميراث!
بعد أن فاز بالمعركة القضائية مع أخيه، شارك ويل كيث ابنه جون الذي قام باختراع الـ All-Bran.
إلى أن أجبر ويل ابنه جون بترك المصنع سنة 1925 بسبب عمل مشين قام به وهو زواجه من إحدى العاملات في المكتب بعد أن طلَّق زوجته.
وجزء آخر بسبب أن جون كان مهتماً بمنتجات الشوفان، التي رفضها والده ويل كيث.
عندما مات ويل كيث في مدينة باتل كريك في عام 1951، بعد أن وصل عمره 91 عاماً، كانت شركة كيلوغ رائدة هذا المجال في العالم.
وقبل موته كان قد منح معظم أرباح الشركة لمنظمته الخيرية، W.K. Kellogg Foundation، في عام 1930.
ما هو الكورن فليكس؟
هو من أطعمة الإفطار الشعبية التي تقوم على الحبوب المصنعة والتي تنتشر بشكل واسع في العالم.
يصنع الكورن فليكس بواسطة تحميص رقائق من الذرة المعالجة، وحظيت حبوب الإفطار بشعبية كبيرة بين المرضى.
الكورن فليكس يحتوي على العديد من العناصر الغذائية المهمة كالفيتامينات، والمعادن العديدة، والألياف، والنشويات.
وهو مفيد خاصةً للمرأة الحامل والأطفال، كما أنّه سهل التحضير، وسريع، وغير مكلف، ويرغب في تناوله الصغار والكبار.
القيم الغذائية للكورن فليكس
يحتوي كوبٌ من الكورن فليكس الجاف على مائةِ سعرةٍ حرارية، وهي خالية من الدهون المُشبعة.
يحتوي الكوب الواحد منه على غرامين من السكريات البسيطة، وأربعٍ وعشرين غراماً من الكربوهيدرات، وغرامٍ واحدٍ من الألياف الغذائية.
يحتوي على الفيتامينات ب، د، ج، وتختلف نسبة الفيتامينات فيه حسب نوعه.
يحتوي على المعادن التالية: المنغنيز، والزنك، والكالسيوم، والنحاس، والبوتاسيوم، والفسفور، كما يحتوي كوبٌ منه على 8 مليغرامات حديد، أي ما يعادل خمسين في المائة من حاجة الجسم للحديد.
فوائد الكورن فليكس
يضبط مستوى السكر في دم المرأة الحامل، ويَحدّ من ارتفاع ضغطِ الدم المُفاجئ لديها، ويَقيها من التعرض لِتسمم الحمل.
واحتواؤه على العديد من المعادن والفيتامينات يُساعد على نمو الجنين دون أنْ يؤثر على الأم.
كما ينصح للمرأة الحامل بتناول ستِ وجباتٍ منه في اليوم؛ لأنّه يُحافظ على المعادن والفيتامينات الموجودة في جسمها وجسم الجنين.
أضرار الكورن فليكس
يُسبّب زيادةً في الوزن؛ لاحتوائه على نسبةٍ كبيرة من السكريّات والتي تزيد من تخزين الدهون في الجسم.
احتواؤه على نسبةٍ قليلة جداً من البروتينات تجعله من الوجبات الخفيفة، والتي لا تدوم إلا لفترة بسيطة، ثمّ يعود بعدها الشعور بالجوع.
يُسبب الإصابة بمرضِ السكري، ويرفع مستوى السكر في الدم، كما أنّه يرفع مستوى مؤشّر الجلايسمي المسبب للسكري؛ لذلك يجب تناوله بشكلٍ معتدل.