الابتسام في الصور كان علامة الجنون، وزي بابا نويل اختارته كوكاكولا.. عادات وتقاليد نظن أنها قديمة لكنها جديدة

تقاليد نظن أنها قديمة لكنها جديدة فهل سألت نفسك يوماً ما هو أصل حكايتها، ومن أول من ابتدعها لتصبح عرفاً سائداً طوال هذه السنين؟ إليك أبرزها

عربي بوست
تم النشر: 2018/12/11 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/12/11 الساعة 08:03 بتوقيت غرينتش
شاب يتقدم لخطبة فتاة/ istock

تنتشر تقاليد نظن أنها قديمة لكنها جديدة ، إذ نميل عادةً لربط مصطلح العادات والتقاليد بالزمن القديم، لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة، فالعديد منها أحدث بكثير مما تتصور.

في الأعياد والأعراس والمناسبات الاجتماعية وغيرها، تتحكم سلسلة من التقاليد والأعراف بالسلوك البشري وتحدد ما هو السائد والمنبوذ.

ولكن هل سألت نفسك يوماً ما هو أصل حكايتها، ومن أول من ابتدعها لتصبح عرفاً سائداً طوال هذه السنين؟

إليك أبرز هذه التقاليد الحديثة:

تقاليد نظن أنها قديمة لكنها جديدة .. كتصنيف اللونين الوردي بين الأطفال

يشير الكاتب جو بواتي من جامعة Meriland ومؤلف كتاب (الأزرق والوردي: تمييز البنات من الأولاد في الولايات المتحدة الأميركية) إلى أنه لم يكن هناك تصنيف لوني حسب جنس المولود في الماضي.

 كانت ملابس الجنسين عبارة عن فساتين بيضاء، لأنَّ هذه أسهل طريقة لتبييض الملابس وتنظيف بقع الأطفال.

يبقى اللون الأبيض هو المعتمد، حتى يبلغ الطفل عمر 6 أو 7 سنوات، ثم يلبس ما يحلو له من ألوان تتناسب وطبيعة ملابس أسرته. استمرّ هذا الأمر حتى الحرب العالميّة الأولى.

ولكن في منتصف القرن القرن التاسع، ظهر اللون الزهري والأزرق مع الألوان الأخرى الخاصة للاستخدام في ملابس المواليد.

لم يتم تحديدها كألوان خاصة لجنس معين حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى.

بعد ذلك كانت بعض متاجر ملابس الأطفال في الولايات المتحدة تدعو الآباء لإلباس الأطفال الذكور اللون الزهري، كلون أكثر جرأة متدرجاً من الأحمر. أما الأزرق الهادئ فاعتبروه مناسباً للفتيات.

وتشير بعض المصادر إلى وجود اتجاه آخر سائد في نفس الفترة، وهو تصنيف ملابس الأطفال حسب لون بشرتهم وعيونهم.

كان اللون الأزرق ملائماً للشقراوات وأصحاب العيون الزرقاء، والوردي للسمراوات وأصحاب العيون البنية.

لكن الأمور تغيّرت تماماً مع بداية عام ً1940، وذلك حين قررت المتاجر والمصانع اختيار اللون الزهري للبنات، والأزرق للأولاد.

ومن هنا انطلقت ثقافة اختيار ألوان ملابس المواليد للجنسين، وانتقلت إلى الدول الأخرى.

أغنية Happy Birthday في أعياد الميلاد لم يكن هدفها الاحتفال

"Happy birthday to you"، نحتفل جميعاً بتلك الأغنية الأشهر على الإطلاق خلال حفلات أعياد الميلاد.

يعود أصل هذه الأغنية للأختين الأميركيتين باتي وميلدريد في القرن العشرين.

كتبت كلماتها باتي، التي كانت تعمل وقتها ناظرة لمدرسة Louisville التجريبية في ولاية كنتاكي ولحنتها شقيقتها ميلدريد. وكانت الأغنية تحمل عنوان (صباح الخير للجميع).

نشرت أغنية "صباح الخير للجميع" للمرة الأولى عام 1893 كأغنية يغنيها الأطفال من الطلاب لتحية للمعلمين في المدرسة، وتحولت إلى "عيد ميلاد سعيد" عام 1912.

استخدم فيها لحن الأغنية الأصلية مع تغيير الكلمات، وزادت شعبيتها خلال ثلاثينيات القرن العشرين.

ولم يتعرف على المؤلف الحقيقى للكلمات الجديدة، واشتهرت بعدها الأختان باسم "مؤلفي الأغنية العالمية".

المطاعم الحديثة.. الفرنسيون أول من قدَّموا هذا المفهوم

يعود تاريخ المطعم قديماً، فالحاجة إلى أماكن يأكل فيها الناس تعود إلى الصين القديمة والإمبراطورية الرومانية؛ أي عندما بدأ الناس بجلب خيراتهم من القرى إلى أسواق المدن.

وعندما بدأ الناس بتأسيس مطاعمهم في الريف، وعلى الطرقات لخدمة المسافرين وحجاج الأماكن الدينية، كان الطباخ هو من يختار الوجبة المتوافرة لا الزبون أو الفرد العادي.

لكن فكرة المطاعم الحديثة تعود إلى حقبة الثورة الفرنسية.

فبعد سقوط معظم الأثرياء في فرنسا، وجد الطهاة والخدم أنفسهم عاطلين عن العمل، لأن الأغنياء لم يعودوا قادرين على تحمُّل تكلفة طاهٍ خاص.

لذا تجمعوا معاً لإعداد وجبات طعام جماعية لعامة الناس، وبدأ الفرنسيون ينعمون في المطاعم بالأدوات المنزلية الممتازة والفوط والقوائم المتنوعة، وغيرها.

ومن هناك انتشرت هذه المطاعم الحديثة في أوروبا وشتى أنحاء العالم الحديث.

وحتى تعبير (Restaurant) أصله فرنسي ويُستخدم لوصف المَرَق الغني.

ولا يزال العالم كله يستخدم التعبير نفسه إلى الآن.

بابا نويل وبدلته الحمراء.. كوكا كولا اختارت زيّه الأيقوني

تشير الأسطورة المتناقلة إلى أن شخصية سانتا كلوز تعود  إلى القديس نيكولاس الإغريقي، الذي عاش خلال القرن الرابع الميلادي في بلدة بمنطقة "دمرة"، التي تقع اليوم في محافظة أنطاليا بتركيا.

دافع عن الديانة المسيحية في زمن "الاضطهاد العظيم" بالإمبراطورية الرومانية.

صرف ما ورثه عن أهله من ثروة، وكان يوزع الهدايا على الفقراء والمحتاجين خلال الليل دون أن يعلموا مَن الفاعل. وصادف أن توفي في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 343م.

على الرغم من أن القديس نيكولاس كان موجوداً منذ قرون، فإن الشكل الذي يعرفه العالم للشخصية الشهيرة (عجوز ذو لحية بيضاء يرتدي ملابس حمراء مقلمة بالأبيض) هو اختراع حديث جداً.

لم تحدّد قصائد عيد الميلاد وقصصه لون لباس "سانتا كلوز"، لذلك تبدّل لونه طيلة 30 عاماً، على يد الرسام توماس ناست.

ثم أطلقت شركة "كوكا كولا" حملة إعلانات موسم الميلاد قرابة عام 1920.

استعملت رسم ناست لسانتا كلوز، ثم استعانت بالرسام هادون ساندبلوم الشهير في الدعايا والإعلان، لجعل الرسومات أكثر واقعية عام 1931.

ومنذ ذلك، لم يفارق اللون الأحمر ثياب بابا نويل.

تنفي شركة كوكا كولا أن تكون حدّدت الأحمر لكونه لون شعار مشروبها، لكن لا يمكنها أن تنكر أن إعلاناتها رسخت ارتباط هذا اللون بسانتا كلوز.

كانت كوكا كولا في تلك الفترة تحاول الترويج، من خلال إعلاناتها، بأن الاستمتاع بمشروبها ليس حكراً على فصل الصيف والجو الحار، بل يصلح لجميع المواسم.

استند سندبلوم الى قصيدة "زيارة ساينت نيكولاس" للشاعر الأميركي كليمينت كلارك (1779- 1863)، والتي وصف فيها هبوط "ساينت نيكولاس" خلال موسم عيد الميلاد من مدخنة المنزل مرتدياً الفرو، وحاملاً كيساً كبيراً من الألعاب والهدايا للأطفال.

نجحت الشخصية التي ابتكرها سندبلوم، وأصبح الهيئة المعتمدة الوحيدة للشخصية المحبوبة.

الابتسام في الصور جديد.. كان علامة على الجنون

هو اتجاه حديث نسبياً، ففي الماضي غابت الابتسامة عن كل الصور.

ورجح الخبراء ذلك لعدة أسباب، من بينها أن الناس قديماً كانوا يخافون من ظهور منظر تسوس أسنانهم السيئ، بسبب غلاء أدوات النظافة.

خبراء آخرون أرجعوا السبب إلى طول المدة التي كانت تحتاجها الكاميرات القديمة في الماضي لالتقاط صورة، ولذلك كان الابتسام وقتاً طويلاً أمراً غير محبّب.

من الأسباب الأخرى، أن الابتسام، في الماضي، كان من علامات الجنون أو الجهارة أو غيرها من الصفات المذمومة.

ونجد ذلك أيضاً في اللوحات الفنية لشخصيات مختلفة من الماضي، غابت فيها الابتسامة أيضاً!

كان الأشخاص في الماضي يميلون إلى اختيار وضعيات خالية من المشاعر وصارمة، لأن الابتسامة الصارخة كانت تقترن بقلة الأخلاق وصحة العقل.

منذ 1920، ومع تقدم التكنولوجيا، زاد إقبال الناس على شراء الكاميرات والاهتمام بتصوير اللحظات المثيرة في حياتهم، ومن ثم التشجيع على الابتسام.

أقفال الحب.. كي لا ينتهي مصيرك مثل ندى التي خانها الحبيب

انتشرت فكرة "أقفال الحب" في جميع أنحاء العالم، إذ اعتاد بعض العشاق حفر أسمائهم على الأقفال وتثبيتها على حافات الجسور والأسيجة الحديدية، ورمي المفاتيح بعيداً، في إشارة إلى ارتباط  قلوب العاشقين معاً.

في باريس مثلاً، ومنذ عام 2008، يسري تقليد بأن يحفر الزوجان أو العاشقان اسميهما على قفل ويثبتانه على جسر الفنون.

ثم يلقيان المفتاح في مياه نهر السين، حتى يُكتب لحبهما الخلود.

هناك أماكن عدة حول العالم لتعليق أقفال الحب، مثل الجسر الرئيسي على "نهر الراين" في مدينة كولون بألمانيا، بالإضافة إلى جسر ميليفو في روما. وبكوريا الجنوبية، هناك أشجار اصطناعية يتم تثبيت الأقفال عليها.  

وانتقلت هذه الظاهرة إلى العالم العربي مؤخراً، لنجد أقفال العشاق فوق جسر قصر النيل بالقاهرة وجسر تيلملي بالجزائر، الذي كان في وقت سابق مكاناً للانتحار!

تعود فكرة أقفال الحب إلى أكثر من قرن، وترتبط بحكاية حبٍّ نشأت بين مُعلمة في إحدى مدارس "صربيا" اسمها "ندى" وموظف من المدينة نفسها اسمه "ريليا".

تعاهد الحبيبان على أن يظلا معاً مدى الحياة، وكانا يلتقيان باستمرار على جسر "موست ليوبافي" في المدينة، ومعناه "جسر الحب".

إلا أن الحرب العالمية الأولى أجبرت الحبيب على السفر إلى "اليونان"، للمشاركة في الحرب هناك.

لكنه وقع في حب امرأة يونانية، ونسي حبيبته القديمة "ندى"، التي توفيت بعد فترةٍ وجيزةٍ من الحسرة.

فوجئت نساء المدينة بما حدث، وأسرعن لتأمين مستقبلهن الرومانسي.

كتبن أسماءهن وأسماء من يحببن على أقفالٍ حديدية على الجسر نفسه الذي كانت تلتقي عليه "ندى" حبيبها الخائن، ومن هنا جاءت فكرة أقفال الحب.

الركوع على الركبة للخطبة بخاتم ألماسي.. أكبر خدعة ترويجية

بدأ هذا التقليد باعتباره وسيلة تسويقية ذكية من شركة De Beers، لزيادة مبيعات الألماس في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين.

في الواقع، بدأ التنقيب عن الألماس عام 1870 بجنوب إفريقيا، ومنها انتشر إلى العالم.

وفي عام 1888، اتحدت عدة مناجم من جنوب إفريقيا في شركة De Beers المحدودة، للتحكم في تدفق الألماس.

أسهمت الشركة في دعم أسعار الألماس، وإضفاء عامل الندرة إليه.

لكنها في عام 1938، وقعت في مأزق، بسبب انخفاض الطلب عليه، إثر انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1919.

احتاجت الشركة إلى شيء ما، لجعل الناس يريدون إنفاق الكثير من المال على الألماس غير الجذاب.

تعاقدت مع وكالة "New York Air" الإعلانية في نيويورك، التي وجدت أن خواتم الخطبة ستكون أفضل وسيلة لزيادة المبيعات.

بدأت الشركة بتعزيز ارتباط الألماس بالرومانسية في أذهان الجمهور.

وكانت حملاتها الإعلانية تشجع الفتيات على رؤية الألماس باعتباره هدية الحب المناسبة، وأنه جزء لا يتجزأ من أي خطوبة رومانسية.

وكلما كانت قطعة الألماس كبيرة وأنيقة، زاد التعبير عن الحب!

بحلول عام 1941، ساعدت الوكالة على زيادة مبيعات الألماس بنسبة 55% في الولايات المتحدة.

ووضعت الأسس لما يمكن وصفها بأنها الحملة التسويقية الأكثر نجاحاً في القرن العشرين.