أغرب طريقة للانتحار، أراد إنهاء حياته لكنه خاف على أبنائه من الصدمة.. فعمل جاسوساً حتى يُقبض عليه ويُعدم!

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/28 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/28 الساعة 12:48 بتوقيت غرينتش
الجاسوس الكندي جيفري ديلسيل

رجل مُحبط يائس يُفكر في الانتحار بشكل مُستمر لأنه كان يعتقد أن حياته قد دُمرت بسبب تفكك زواجه وانفصاله عن حبيبته التي أحبها منذ مرحلة الدراسة الثانوي، فقرر الجاسوس الكندي جيفري ديلسيل الخلاص من حياته بطريقة مختلفة.

حاول أن يتمسك بالعلاقة ويمنع حدوث الانفصال مرة تلو الأخرى، لكنه لم ينجح، ما جعله يُفكر بجدية في الانتحار، لكن ما منعه هو أنه لا يودّ لأطفاله هذه الصدمة.

فقرر في عام 2007 أن يعمل جاسوساً في كندا لصالح روسيا.

وكانت هذه طريقته التي اهتدى إليها للتخلص من حياته، هو انتحار مُقنع؛ لأنه كان موقناً بأنه سيتم إلقاء القبض عليه في يوم من الأيام.

الجاسوس الكندي جيفري ديلسيل

وعندما اقترب هذا اليوم لم يقم بأي محاولة لتنفيذ خطة هروبه التي قدّمها له الروس، انتظر فقط طرق الباب وإلقاء القبض عليه.

ولكن حينما أتى طرق الباب هذا الذي انتظره كثيراً طوال مدة تجسسه التي استمرت نحو 4 سنوات، كان على وشك بدء حياة جديدة مع حبيبةٍ أخرى!

هذا الرجل هو جيفري ديلسيل ضابط الاستخبارات الكندي الذي كان يخدم في مركز استخبارات تابع للبحرية الكندية، ولديه خاصية الوصول للمعلومات العسكرية التي تتشاركها كل من كندا والولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.

أول عميل يُمارس التجسُّس على سبيل الانتحار!

ربما يُعدّ ديلسيل أول جاسوس يُمارس التجسس بمثابة شكل من أشكال الانتحار، هذا ما قاله  للمُحقق في الشرطة الكندية الملكية الذي تولى التحقيق معه حول الدوافع التي قادته للتجسس.

لم يتجسَّس ديلسيل لصالح روسيا حُباً فيها، وولاءً لها، فلم يكن لديه أيَّ ولاءٍ يخصُّ روسيا؛ فهو لم يولد هناك، ولم يزرها أبداً، ولم يحمل صورةً لفلاديمير بوتين في محفظته، بل كانت الصور التي تحويها محفظته هي صور أطفاله.

حينما يُذكر اسم المُلازم السابق جيفري ديلسيل تتبادر إلى أذهان الشعب الكندي بعض الكلمات، مثل التجسس، الروس، بيع الأسرار.

فديلسيل هو أول حالة لجاسوس كندي في القرن الحالي، وهو أيضاً أول رجل يُحاكم ويُدان بموجب قانون الأسرار الرسمية الذي تم تجديده في كندا، وهو قانون "أمن المعلومات" الصادر عام 2001.

لا يعرف أحدٌ حجم الضرر الذي تسبب فيه ديلسيل جرّاء تجسسه لصالح روسيا.

ويُقال إن أغلب المعلومات والبيانات التي حاول نقلها لم تصل! ولكنه يظل بطلاً لقضية تجسس تحولت إلى لُغز لا يعرف حلّه أحد.

عندما صدر الحكم على جيفري ديلسيل في بدايات عام 2013، كان عمره 41 عاماً.

وكانت التُّهم المُوجهة إليه هو أنه يعمل جاسوساً للروس، تحديداً لفرع من المُخابرات الروسية يُطلق عليه "المُخابرات العسكرية الروسية"، وهو فرع معروف بتاريخه الطويل أثناء الثورة الروسية.

جاسوس مُحير ومثير للريبة

كانت دوافع ديلسيل غير المألوفة وراء طلبه للتجسس لصالح روسيا أمر مُحير بالنسبة للعاملين في المخابرات الروسية أنفسهم.

والذين في العادة يرغبون في معرفة أدق تفاصيل عملائهم، هذه التفاصيل هي التي تُفيدهم في ضمان دوافع العُملاء.

 وسواء أكانت تلك الدوافع مُتعلقة بالمال أو غيره، فإنهم يريدون معرفة نقاط الضعف لدى عملائهم من أجل التلاعب بها للضغط عليهم إذا حدث ورفضوا تنفيذ أمر ما.

لم يبدُ ديلسيل مُطمئناً لهم في هذا الشأن خاصة بعد إخبارهم أنه يريد التجسس من أجل أفكار مُعينة!

التعامل الروسي مع جاسوسهم المتطوع لم يقل غرابة عن دوافع الجاسوس نفسه.

فقد بدا أن المُخابرات الروسية لم تكن مُهتمة ببعض أفضل الأشياء التي يمكنهم الحصول عليها من خلال التعاون مع ديلسيل،  مثل المعلومات السرية الخاصة بالمجالات التقنية والعلمية.

بما في ذلك المعلومات حول كيفية تأمين كندا وحلفائها للاتصالات المُشفرة، فبحكم موقع ديلسيل كان يملك إمكانية الوصول إلى بعض من قواعد بيانات الاستخبارات الأكثر حساسية والمُتاحة في كندا.

كل ما عليه هو استخدام قرص مرن لنقل ما يشاء من المعلومات السرية، وهو ما فعله بالفعل.

وبدلاً من الاهتمام بالحصول على هذه المعلومات السرية الهامة، وجعلها أولوية في التعامل مع ديلسيل،  طلبت المخابرات الروسية من ديلسيل نوعية معلومات أخرى لم تكن لديه إمكانية الوصول إليها.

مثل حدود المعرفة الكندية بالجريمة المُنظمة في روسيا، كذلك معلومات حول صفقات الطاقة الكندية في الخارج.

ولإضافة المزيد إلى غرابة الصورة لم تحاول المُخابرات الروسية حمل ديلسيل على تجنيد آخرين، ولم يضغطوا عليه بشأن ترتيب حوار وجهاً لوجه معه.

أراد الروس التعامل معه لكنهم لم يستغلوه بالكامل، وربما لم يعرفوا كيف يستغلونه، أو لم يثقوا به بشكل كامل.

وربما كانوا يُهيئونه للعمل كحلقة وصل أو وسيلة اتصال لربط العديد من العملاء في كندا، وهم ما أصبح من المُستحيل بعد إلقاء القبض عليه.

إلقاء القبض والحكم على ديلسيل

في ديسمبر/كانون الأول عام 2011 ألقي القبض على ديلسيل بعد أن لفت مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي النظام الكندي إلى شكوكه بشأن ديلسيل.

تمكنت الشرطة الكندية الملكية من الحصول على مُذكرة لتفتيش منزله وتم الحصول على أدلة تجريمه من أجهزة الكمبيوتر الخاصة به في المنزل والعمل، وعندما تمت مواجهته بالأدلة اعترف سريعاً بكل شيء.

بمجرد أن اعترف ديلسيل بكونه مذنباً تبقَّى الحكم عليه، وفي عام 2013 صدر الحكم بسجنه 20 عاماً بالإضافة لإلزامه بدفع 111 ألف دولار غرامة مالية.

 

علامات:
تحميل المزيد