احتفلت مكتبة "برودهرست" الإنجليزية ببيع كتاب، ظل معروضاً على رفوفها لـ27 عاماً بشكل لافت على صفحتها في تويتر. ونشرت المكتبة الواقعة في مدينة ساوثبورت الإنجليزية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 تغريدة قالت فيها:
"تمكنا من بيع كتاب لدينا منذ مايو 1991، كنا نعلم أن هذا اليوم سيأتي لا محالة".
I have just sold a book that we have had in stock since May 1991. We always knew its day would come.
— Broadhursts Bookshop (@BroadhurstBooks) November 17, 2018
بيع كتاب عن الملك ويليام الأول بعد 27 عاماً في المكتبة
لكن ما هو هذا "الكتاب المنحوس" الذي لم يشتريه أحداً طوال هذه السنوات؟
مكتبة "برودهرست" أجابت على سؤال أحد المستخدمين حول اسم الكتاب، وقالت إنه سيرة ذاتية مخصصة للأطفال حول ملك إنجلترا "ويليام الأول".
A children's biography of William the Conqueror ⚔️
— Broadhursts Bookshop (@BroadhurstBooks) November 17, 2018
"عربي بوست" حاول البحث أكثر في الصحف الأجنبية لمعرفة سبب عدم شراء الكتاب من قبل أي شخص، مع أن تاريخ الملوك وأفراد العائلة الملكية البريطانية على مرّ العقود تلقى متابعة كبيرة واهتماماً من البريطانيين.
كانت هناك نتائج كثيرة تتحدث عن الملك ويليام الأول وأبرز الحقائق التي لا يعرفها كثيرون عنه والتي قد تكون معظمها سبباً في عدم "حب" البريطانيين له.
من هو ملك إنجلترا "ويليام الأول"؟
ويليام الأول، هو ابن الدوق روبرت الأول دوق نورماندي الفرنسية.
وُلد ويليام الفاتح عام 1028 في نورماندي الفرنسية وكان الابن غير الشرعي لروبرت الأول دوق نورماندي، الذي توفي عام 1035.
في سن الثامنة فقط أصبح ويليام دوق نورماندي، وأغرق العنف والفساد سنوات حكمه الأولى.
دخل الأجواء الملكية وحصل على لقب فارس وعمره لم يتجاوز الـ15 بعد، وقد سيطر على النورماندي بعد معركة ( Val-ès-Dunes) في إقليم اللورين.
منحه ملك فرنسا هنري الأول لقب فارس بالرغم من أنه لم يكمل العشرين عامًا حينها في العام 1042.
وباتخاذ موقفٍ جديد حيال الأحداث السياسية، استطاع ويليام قبل حلول عام 1064 السيطرة على مقاطعاتٍ مجاورة مثل بريتاني وماين.
في هذه الأثناء وعد ملك إنجلترا "إدوارد" الذي كانت أمه أخت لجد ويليام بأن يليه الأخير في حكم إنجلترا عقب وفاته.
ومع ذلك، عندما مات إدوارد عام 1066، أعلن هارولد جودوين زوج أخت الملك وأقوى لوردات إنجلترا في ذلك الوقت أنه الأحق بالعرش، رغم أن هارولد أقسم على الولاء لويليام ودعم حكمه.
حين قرر ويليام غزو إنجلترا..
ساند المجلس الاستشاري في إنجلترا الذي كان يشارك في تحديد من الأحق بالعرش بعد وفاة الملوك إدعاء هارولد، مما أغضب ويليام كثيرًا ودفعه إلى اتخاذ قرارٍ بغزو إنجلترا للحصول على العرش.
شكّل ويليام جيشًا وأسطولًا بحريًا انطلق من الساحل الفرنسي، ولكن بسبب الرياح الشمالية تأخر تحركه تجاه إنجلترا عدة أسابيع.
في هذه الأثناء، غزا الجيش النرويجي إنجلترا من الشمال ما اضطر هارولد الثاني الذي كان يستعد لملاقاة ويليام إلى التحرك بجيشه شمالًا ليدافع عن إنجلترا ضد الجيش النرويجي.
وبعد أن هزم هارولد الجيش النرويجي، تحرك سريعًا جنوبًا بدون راحة لمواجهة جيش ويليام.
وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1066، التقى الجيشان في معركة هاستنغ الشهيرة، حيث قُتل الملك هارولد وأخويه في المعركة، ولم يبقَ أحدٌ ذو شهرةٍ أو نفوذ لتكوين جيش.
كان الطريق ممهدًا لويليام ليرتقي العرش، وتُوج بالفعل ملكًا لإنجلترا في عيد الميلاد ذلك العام.
انتفاضات وتغييرات..
حدثت عددٌ من الانتفاضات في الخمس سنوات التالية، ما أعطى لويليام عذرًا لكي يعلن أن إنجلترا أصبحت ملكية خاصةً له.
قام بتوزيع أراضي إنجلترا على أقرانه النورمانديين حتى استبدلت الأرستقراطية الأنجلوساكسونية تمامًا برجال من النورماندي الفرنسية.
تزوج ويليام الفاتح من ماتيلدا فلاندرز وأنجب منها تسعة أطفال على الأقل، ترتيب أطفاله الذكور معروفٌ بدقة، ولكن لا معلومات دقيقة عن ترتيب أطفاله الإناث.
وفاة الملك ويليام
مات الملك ويليام في 9 سبتمبر/أيلول 1087، تاركًا أربعة أبناء وخمس بنات، ومنذ ذاك العصر يعد كل ملك لإنجلترا من سلالته.
لم يتحدث الإنجليزية قط وكان أميًّا.
حقائق سريعة عن ويليام الفاتح
- كان مغرمًا بالصيد، وعمل على عزل مساحاتٍ كبيرة وتهجيرها من سكانها ليحولها إلى أرضٍ لصيده.
- لحماية إنجلترا، أمر ببناء عددٍ من القلاع والحصون من بينها برج لندن.
- قام بسجن أخيه أودو، والسبب حتى الآن مجهولًا، ويُقال كانت هناك مساعٍ لشقيقه لأن يصبح حبرًا أعظم، كذلك كان يحرض بعضًا من أتباع ويليام على غزو جنوب إيطاليا.
- في سعيه للحصول على حلفاء في مواجهة ملك فرنسا، زوّج ابنته كونستانس من آلان فيرغانت دوق بريتاني.