يزعمون أن الموسيقى والأزياء و الأكلات الشعبية المغربية لها أصولٌ يهودية .. شباب مسلمون يعرّفون بالتراث العبري في البلاد

في أغسطس نظمت جمعية ميمونة المنتدي اليهودي الإسلامي بمدينة الصويرة جنوب المغرب، حضره مسلمون ومسيحيون إلى جوار يهود مغاربة

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/05 الساعة 13:31 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/05 الساعة 13:31 بتوقيت غرينتش

في أغسطس/آب الماضي أقامت جمعية ميمونة المنتدي اليهودي الإسلامي بمدينة الصويرة جنوب المغرب، حضره مسلمون ومسيحيون إلى جوار يهود مغاربة، وضم عدداً من معارض الصور عن تاريخ المعابد اليهودية ومقامات الأولياء الصالحين من اليهود والتي تعتبر واحدة من أهم المزارات حول العالم.

وحضر المنتدى أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي محمد السادس والذي تحدث عن تجربته كيهودي عاش طوال عمره كمواطن وسياسي في المغرب.

وناقش المنتدى كيفية التعايش بين المسلمين واليهود، ويعتبر بمثابة جامعة يهودية تقدم لكل المهتمين بالثقافة اليهودية ما يحتاجون عنها، وتتيح الجمعية في شهر أكتوبر/تشرين الأول من كل عام فرصة لحضور المنتدى، بمبادرة من مجموعة من الشباب المغاربة وعلى رأسهم المهدي بودرة.

من هنا ولدت جمعية ميمونة

كغيره من المغاربة سمع حكايات الأجداد في المغرب عن الجيران والأصدقاء من اليهود والذين كانوا يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين في كل مكان بالمملكة.

أما الآن فأصبح وجودهم نادراً إلا أن أثارهم باقية في كل مكان، هذا ما دفع المهدي بودرة وأصدقاءه للبحث عن آثار الماضي القريب لليهود في المغرب.

واسترجع بوردة بداية القصة لعربي بوست قائلاً "فكرة جمعية ميمونة جاءت عندما كنت طالباً في جامعة الأخوين بمدينة إفران وسط المغرب، وفي ذلك الوقت كان يتحدث معنا أساتذتنا عن ذكرياتهم مع يهود المغرب، وأنهم جزء من المجتمع المغربي.

أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي محمد السادس تحدث عن تجربته كيهودي مغربي / خاص
أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي محمد السادس تحدث عن تجربته كيهودي مغربي / خاص

 في عام 2007 فكر المهدي ومجموعة من أصدقائه في تنظيم أنشطة لتقريب الفجوة بين الجيلين من المغاربة، فالجيل الأكبر سناً يحكي عن اليهود وكيف كانوا يعيشون جنباً إلى جنب مع المسلمين، والشباب المغربي لا يعرفون شيئاً عن اليهود بالرغم من أنهم جزء من الهوية الثقافية للمغرب.

ووفقاً لدستور 2011  والذي جاء في ديباجته أن المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية.

ميمونة عيد ومنتدى سنوي

يقول بودرة "اخترنا اسم ميمونة لأنه اسم عيد يهودي مغربي شهير وهو العيد الوحيد الذي كان المسلمون  فيه يأكلون في منازل اليهود حيث ليس لدى اليهود الحق دينياً في أن يطبخوا في منازلهم فكان المسلمون يحضرون الطعام إلى منازل اليهود ويحتفلون سوياً.

وبدأ الشباب بأنشطة بسيطة في عام 2007 فمثلاً استضافوا عدداً من الحاخامات اليهود بالجامعة، ووقتها كان الطلاب مستغربين جداً من أن الحاخام يرتدي الجلباب المغربي الشهير ويتحدث العربية فهو مغربي قبل أن يكون يهودياً.

الراحل شمعون ليفي رئيس المتحف اليهودي المغربي  بالدار البيضاء مع شباب ميمونة / خاص
الراحل شمعون ليفي رئيس المتحف اليهودي المغربي بالدار البيضاء مع شباب ميمونة / خاص"

ويتذكر الشاب عندما وجه الدعوة إلى حاخام مدينة فاس ابراهام الصباغ الذي رحب جداً وتحمس للحديث عن ذكرياته في فاس باعتبارها من أقدم المدن التي سكنها اليهود.

وكان الراحل شمعون ليفي رئيس المتحف اليهودي المغربي  بالدار البيضاء متحمساً جداً لانطلاق مهرجان "منتدى الأيام الثقافية اليهودية المغربية" وكان عبارة عن مناقشات لمكونات ثقافية مختلفة تخص اليهود مثل الموسيقى، الملابس والكتب التي تتحدث عنهم.

بالإضافة إلى جلسات نقاشية حول أشهر الأطعمة التي كان يتخصص بها اليهود مثل "السخينة" و"الترفاس" وحلوى "ماصابان"، واليوم أصبحت هذه الوجبات تقدم في معظم البيوت المغربية ولا يعرف الكثيرون أن أول من قدمها هم اليهود.

قوافل ضد العنصرية

عائلة يهودية مغربية / Social media
عائلة يهودية مغربية / Social media

وقامت جمعية ميمونة بعدد من الأنشطة الثقافية والقوافل في مختلف المدن الثقافية حيث تتجول القوافل للتعرف على تراث اليهود في المغرب.

وعن رد فعل المغاربة قال المهدي "الجيل الأكبر سناً يتقبل القوافل بالطبع، ويكون رد فعلهم أفضل لأنهم عاشوا مع اليهود فعلاً، أما بعض الشباب فقد نسمع منهم بعض العبارات العنصرية وأنا لا أرد عليهم سوى بجملة واحدة اسأل والدك أو جدك عن جاره اليهودي عندما كانا يتشاركان الطعام".

ولكن عموماً وجود اليهود بالمغرب طوال الوقت كان آمناً ومرحباً به على عكس وضعهم في بعض الدول العربية لذلك فإن المغرب توجد في منزلة خاصة لدى يهود العالم، وذلك على الرغم من قلة عدد اليهود اليوم في المغرب وهذا يرجع، حسب المهدي بودرة، إلى سوء نظام التعليم الجامعي في المغرب فمعظم الشباب يبحثون عن فرص تعليم جامعية خارج المغرب سواء كانوا يهوداً أو مسلمين وبالتالي عندما يسافر الشاب للدراسة في الخارج يبحث عن فرصة عمل واستقرار وزواج وبالتالي يبحث عن مجتمع يهودي ليتزوج فيستقر خارج الوطن ولكن تظل صلته بالمغرب لا تنقطع ومستمرة.

 وتكريماً لجهوده في الجمعية، وعبر الجريدة اليهودية الأهم في الولايات المتحدة الأميركية Algemeiner واحتفالاً بعيدها الخامس في عام 2018 نشر استطلاع رأي لليهود حول العالم حول أكثر الشخصيات المؤثرة بينهم وكان اختيار المهدي بودرة ضمن القائمة مفاجأة كبيرة له كما يقول خاصة وأن اختياره كان من يهود من مختلفي الجنسيات وليسوا من أصل مغربي فقط.

 

 

 

علامات:
تحميل المزيد