الروائح إيرانية والرياح أميركية.. الكتابة عن المطبخ الفارسي في زمن ترمب

الكتابة عن المطبخ الفارسي تجربة روحانية أكثر من كونها تعداداً لوصفات لذيذة. كاتبة إيرانية الأصل قررت خلط السياسة والثقافة في طنجرتها بزمن دونالد ترمب.

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/06 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/06 الساعة 06:51 بتوقيت غرينتش
Traditional Middle eastern Persian chicken and lamb meat Shashlik Kebab (skewered meat) BBQ Grill on flat pita bread and saffron rice and tahchin and pomegranate on a dark background. Iranian cuisine

الكتابة عن المطبخ الفارسي تجربة روحانية أكثر من كونها تعداداً لوصفات لذيذة. فخلف تلك المكونات قصة تروي حنيناً إلى الماضي. حياة إنسان وجد متعته خلف الأقدار، فتارة نجح وتارة أخفق. فما بالك بتجربة كاتبة إيرانية الأصل قررت خلط السياسة والثقافة في طنجرتها بزمن دونالد ترمب.

تنتقل الطاهية ناز ديرافيان بالقارئ بين صفحات كتابها المتعاقبة كتعاقب فاكهة المواسم. لكن رحلة ناز التي بدأت من موسم الربيع، كان عليها أن تمر في موسم الزوابع الأميركية أولاً.

تقول ناز: "كلما أخبرني البقال الإيراني في لوس أنجلوس بددأنَّ هذا ربما يكون الشهر الأخير لفاكهةٍ بعينها، لا يسعني سوى شراء كمياتٍ كبيرةٍ منها، كما لو كان موسم الفاكهة سيفوتني بشدة. أو كأنني سأتخبط وأسقط أرضاً وأضيّع الكثير من الوقت في تنظيف ثيابي من التراب، فأفوّته أنا. وينتابني شعور بالذعر مع ظهور العناب للمرة الأولى مع دخول فصل الخريف. كما يملؤني الرمان والسفرجل بالبهجة والرهبة في آنٍ واحدٍ واللذين يظهران في الشتاء، وكذلك اللوز الأخضر الخام والبرقوق الأخضر الحامض في فصل الربيع. بالإضافة إلى الكرز الحامض الذي يأتي في الصيف".

عندما حان وقت الكتابة أصيبت ناز بالجمود

وتضيف: "عاودني الشعور بالذعر مرةً أخرى في يونيو/حزيران 2016. مع توقيع اتفاق لأول كتاب لي عن المطبخ الفارسي (والذي نُشر مؤخراً تحت عنوان Bottom of the Pot أو قعر الطنجرة)".

وتشرح في مقال لها على مجلة The Atlantic، كيف لم تكن تعرف مطلقاً ما عليها توقعه وقتها.

"لكنني كنت أعرف أنَّ الكرز الحامض سيظهر في الصورة، وإنَّ لم أبتعه وقتها فسأضطر إلى الانتظار حتى العام المقبل (2019)، بعد مرور فترة طويلة على موعد تسليم الكتاب. لذلك، اشتريت قفصاً من الكرز الحامض وحملته من المتجر إلى المنزل، ثم بدأت العمل. وكانت وصفتي لصنع الكرز الحامض المحفوظ بسيطة بما يكفي، لكنني مع ذلك أُصبت بالجمود عندما تعلق الأمر بتحديد كمياتٍ دقيقةٍ وتوقيتاتٍ بعينها على الورق".

في ذلك الصيف، كانت الولايات المتحدة تندفع نحو اضطرابٍ سياسي، ووسط هذا المناخ المتصاعد من القلق، بدأت ناز تواجه مخاوف متأصلة من الطهي المحكوم بالنظام والدقة وهي الخبيرة بذلك.

غلاف كتاب
غلاف كتاب "في قعر الطنجرة" (مصدر الصورة: موقع الكتاب الرسمي)

في المطبخ الفارسي لوالدتها لا توجد أكواب وملاعق للقياس بدقة

نشأت ناز في مطبخٍ فارسيٍ تحكمه الغريزة والعفوية والمغالاة وكمية لا بأس بها من ماء الزعفران وعصير الليمون، حيث تنتقل الوصفات من خلال التوارث الثقافي والعائلي.

وانتقلت روائح البصل المقلي ذي اللون البني المائل للذهبي وأكوام الأعشاب الخضراء المقطعة بعناية عبر البحار، لتنساب بوضوح وتتسلل عبر خطوط الهجرة والنقاط الحدودية، فتجد الملاذ في أعماق العظام ومطابخ الرحالة.

واستُبعدت أدوات القياس والساعة المؤقتة لتقبع في أركانٍ مُظلمةٍ بالخزائن والأدراج، باستثناء كأس الأرز الرحال الخاص بوالدتها. لم تكن الكأس قياسية تماماً بكسورها وتآكلها، لكنه كان الأداة الوحيدة التي يُمكن أن تتأكد بها من معيار الأرز إلى الماء.

فالوصفات المكتوبة وقحة في دولة تناقض نفسها والعالم

قررت أسرتها بكل فخر، تجنب "وقاحة الوصفات المكتوبة". كما لو كان حشو الأعشاب في ملاعق الطعام سيمتص الحياة من خورش القورمه سبزي (أكلة فارسية من السبانخ والكزبرة والبقدونس والبصل مع اللحم)، ليكون مؤشراً على نهايةٍ مريرةٍ لحكايات المطبخ الإيراني الملحمية، حكايات عائلة وثقافة ومنطقة تناقض نفسها باستمرار والعالم ككل، لكنها تظل مرنةً إلى الأبد، على حد وصفها.

ولا يهم مدى الأثر التدميري للفصل السابق، طالما لا نزال نجتمع حول مائدة، فمن يعلم ما يُخبئه لنا المستقبل؟

ولكن، ماذا لو كانت الوصفات الفارسية تقليدية أكثر من اللزوم.. أو ربما غير تقليدية!

لذا، في صيف 2016، وقفت ناز تحدق في الكرز الحامض المتلألئ والمتناثر على أحد أسطح مطبخها، وفي أواني القياس الباهتة على الجانب الآخر.

وبشيءٍ من التوتر، قذفت ثمرة الفاكهة في فمها وفكرت ملياً إلى أي مدى كانت وصفتها "سهلةً للغاية" في واقع الأمر.

ماذا لو كانت حلوةً جداً؟ أو تقليديةً زيادةً عن اللازم؟ أو ليست تقليديةً بما يكفي؟ وماذا عن الكرز الحامض نفسه: هل هو متوافر بما فيه الكفاية بالنسبة لأجنبي؟ وهو ما يعني في هذه الحالة أي شخصٍ من أصلٍ غير فارسي.

وكيف سيستقبل الناس كتاباً عن وصفات مرة إيرانية ومرة فارسية؟

ونبعت مخاوفها جزئياً من حقيقة أنَّه على مدار حياتها، كانت إيران مسقط رأسها، عُرضة للتدقيق وإضفاء صفة شيطانية عليها وتغليفها بغطاءٍ من الغموض في أعين الكثيرين. وبالإضافة للعواطف والميول السياسية المختلفة ونظريات المؤامرة المتدفقة من أنهار جبال ألبرز وصولاً إلى ضفاف المحيط الهادئ، تعتبر إيران مكاناً ليس محل ثقة من الخارج ومنقسماً من الداخل.

"لا نستطيع حتى التوصل إلى إجماعٍ حول تسميةٍ لأنفسنا أو مأكولاتنا: فارسية أو إيرانية؟ وتشير الكلمتان إلى الشعب نفسه من الأرض نفسها، ويتناول أشكالاً منزليةً وإقليميةً متنوعةً من الأطباق نفسها. وعن نفسي، أستخدم المصطلحين بالتبادل. وأضحى هذا الجدال أكثر شخصيةً بالنسبة لي، خاصةً في أثناء تفكيري أنا ومحرري في العنوان الفرعي لكتابي؛ إذ اخترنا حينها عنوان "وصفات وقصص فارسية"، كما تقول.

الوصفات كالذكريات بحاجة لمن يذكرنا بها أحياناً (الصورة: iStock)
الوصفات كالذكريات بحاجة لمن يذكرنا بها أحياناً (الصورة: iStock)

الحل.. ضع الفكرة والفاكهة في الثلاجة حتى تتضح الصورة

وهو ما يعني أنَّ المسؤوليات الثقافية والسياسية والعائلية وضعت ثقلها على كاهلها بينما كنت تتأمل في مصير الكرز الحامض.

ورغبةً منها في عدم إحباط توقعات شعبها والأجانب والكرز، قررت اختيار البديل التالي الأفضل: "كتمت أنفاسي وألقيت ثمار الفاكهة في الثلاجة، مُتعهدةً بالعودة إليها خلال أسبوعٍ أو أسبوعين".

وتحوَّل الأسبوع أو الأسبوعيان التاليان إلى أشهرٍ خارجةٍ عن المألوف؛ إذ سيطر الارتباك وعدم الثقة على الأخبار، وأصبحت كتب الطبخ تتطلب وصفاتٍ مكتوبة.

لكن الكتابة عن الوصفات هي فعلياً رحلتها ما بين الثقافات

وبينما كانت الولايات المتحدة مُهددة بالفوضى في أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2016، شمرت عن ساعديها وأخذت مقادير الأكلات، وطهت وسردت رحلتها من إيران إلى إيطاليا وكندا والولايات المتحدة من أجل إصدار الكتاب.

جربت أطباقها ثم أعادت اختبارها مرةً أخرى حتى لم يعد باستطاعتها تحديد مذاق أي شيء. ولم يعد بإمكانها استيعاب خبرٍ عاجلٍ آخر بعد الآن، كما قالت. لكن الأخبار استمرت في التدفق، وكانت كل قصةٍ لا تُصدق أكثر من سابقتها، واستمر قعر القِدر في الأزيز.

عندما تكون العلاقة مع الأكواب دبلوماسية محسوبة بقدر

بينما كان العالم يضطرب، مهدت بنفسها الطريق لعلاقةٍ دبلوماسيةٍ جديدةٍ مع أكواب القياس والساعة المؤقتة، ووجدت العزاء حينها في دِقتها.

ورغم شعورها في الأشهر الماضية بتقييد الوصفة المكتوبة للإبداع، أصبحت الآن تعتمد عليها.

لم تعد تشعر بالراحة في رش حفنة من الزعفران هنا وأخرى من النعناع المجفف هناك، كما فعلت الأجيال التي سبقتها. وأضحت الآن تتوق إلى الدقة، وهو الطريق المحكوم بالمنطق والحقيقة.

وفي 10 يناير/كانون الثاني عام 2017، على بعد أسابيعٍ قليلة من موعد تسليم النسخة الأولية من الكتاب، قررت ناز تحرير الكرز الحامض من منفاه الجليدي.

وشرعت في المهمة المضنية لتبخير الكرز والاهتمام به في أثناء إذابته. وبحلول الدقيقة الثانية عشرة بالضبط من بقبقة الكرز، اتصلت أمها من فانكوفر وأخبرتها بأنَّها فقدت الوعي قُبيل ساعاتٍ على مائدة الإفطار.

وفي أثناء شعورها بالانزعاج، أعطت القدر تقليبةً سريعة وتحركت بعيداً عن الموقد. ومضت 20 دقيقة على الأقل قبل أن تعود لتفقّد القدر. وجدت الكرز قد انتفخ زيادةً عن اللازم. ومرةً أخرى، حبست أنفاسها، ووضعت الخليط في إناء زجاجي بغطاء لحفظ المأكولات،  ثم خبّأته بعيداً.

طعام فارسي / istock
طعام فارسي / istock

ورائحة البهارات والمطيّبات حنين إلى الوطن

وبعد مضي 3 أيام، كانت أقف بجوار سرير أمها في مستشفى بفانكوفر. وفي أثناء تخطيطها لتوفير الرعاية المنزلية لها، تحدثتا أيضاً عن الطعام: "ناقشنا نسب الأرز إلى اللحم في الكفتة التبريزية. وناقشنا ضرورة تحميص الدقيق أولاً من أجل الحلاوة الطحينية الفارسية في أثناء انتظارنا بزوغ نظامٍ عالميٍ جديد".

وفي 19 يناير/كانون الثاني عام 2017، الليلة السابقة لرحلة عودتها بالطائرة إلى لوس أنجلوس وعشية يوم تنصيب الرئيس الجديد، حضر والدها لتوديعي.

وفي أثناء دفنها رأسها بين أحضان والدها الدافئة، اختلطت رائحة عطره ذي العلامة التجارية المميزة مع الروائح النفاذة المتصاعدة من أكياس المأكولات السريعة الفارسية التي جلبها معه.

وخنع عطر Calvin Klein's Obsession للرجال في حضرة أطباق التهجين والخورشت القيمة والقطع المقرمشة من الأرز الإيراني الذهبي بالزعفران. كان هذا بمثابة ترياق لعلاج الذين يُعانون  الحنين للوطن.

ثالوث إذا اتفق استقرت الحياة الأسرية: السياسة والدين والطعام

لم يكن والداي، المطلقان منذ أمدٍ بعيد، يتفقان على الكثير من الأمور. لكنهما تناقذ/ذشا تلك الليلة حول الأمور التي يقفان فيها على أرضيةٍ مشتركة: السياسة والدين والطعام.

وتماماً مثل كأس الأرز المكسورة والمتآكلة، كان كلاهما واقعيَّين متشددين عايشا انقلاب عام 1953 وثورة عام 1979؛ إذ دمر الانقلاب آمالهما في الديمقراطية على أرضهم للأبد، قبل أن تأتي الثورة فيما بعد لتجتثهم من جذورهم وتلقيهما إلى الجانب الآخر من الكوكب.

وبين قضمات الأرز والحساء والزبادي والأعشاب الطازجة المجهزة بعناية، انتقد والداها القرارات الفردية للرئيس المنتخب الجديد، وهو الرجل الذي يرونه كمهرجٍ متلعثمٍ على خشبة المسرح أو راغبٍ في أن يصبح ملكاً.

لكن السياسة متغيرة ومتاجرة بالتيجان

لكن المكسورين والمتآكلين يكونون أحياناً الأكثر حكمةً بيننا. وفي أثناء ارتشافهم الشاي ببطءٍ في نهاية الأمسية، ذكّرنا والدها بأنَّ الرجال الأقوياء يأتون ويذهبون في جميع البلاد. وتتغير أشكالهم عبر العصور والمحيطات والحدود، يتاجرون بتيجانهم المطلية بالذهب ليحصلوا على أثوابٍ مقدسةٍ وبدلاتٍ ورابطات عنقٍ ذهبية.

وربما يبيدون بعض الأشياء الجيدة والحقيقية على الطريق، لكن الأمل دائماً في متناول اليد. وقبل مغادرته، سحبها بالقرب منه ونصحها بأن تكون أكثر حذراً بالمطار في اليوم التالي. وأضاف: "كل شيءٍ على وشك أن يتغير. ولا أحد يعلم ما يُمكن أن يحدث".

وبعد أسبوعٍ بالتحديد من كلمات والدها التحذيرية، استفاقت على عالمٍ أكثر قلقاً وارتباكاً.

وعواصف الولايات المتحدة السياسية تطول الشرق الأوسط بالتأكيد

وفرض المسؤولون الجدد بالبيت الأبيض "حظر سفر" على 7 دول، وكانت إيران مدرجة بالقائمة.

وأصبحت الساعات الـ24 التالية عبارةً عن مشهد ضبابي من الهلع والتظاهرات والجهود المبذولة لمعرفة من تأثر بهذا القرار تحديداً.

الوصفات الإيرانية اكتسبت شعبية كبيرة بين المطاعم الإثنية (الصورة: iStock)
الوصفات الإيرانية اكتسبت شعبية كبيرة بين المطاعم الإثنية (الصورة: iStock)

علمت ناز حينها أنها مصنفةٌ كأجنبية، بسبب مسقط رأسها فقط، وأنها لن تتمكن من السفر في الوقت الحالي نتيجة ذلك.

وبعد 4 أيام، دخلت والدتها غرفة العمليات لإجراء جراحة، ونُقل والدها إلى غرفة الطوارئ نتيجة فشل كلوي. كان كلاهما في المستشفى نفسه، يفصل بينهما 4 طوابق، وأخوها ينطلق صعوداً ونزولاً على درجات السلالم ليُبقيها مطلعةً على الأوضاع.

كمواسم الفاكهة تتغير الأهواء السياسية والقرارات

تذهب المواسم وتأتي. أتى موسم الكرز وذهب مرةً أخرى. وتكرر تمديد مواعيد تسليم الكتاب والوفاء بها. وجرى تعديل قرار حظر السفر، والطعن عليه، قبل أن يصبح قانوناً في البلاد.

تعافت أمها، بينما استمرت صحة والدها في التدهور. وفي يومٍ من الأيام في أبريل/نيسان 2018، دخل أبوها بنفسه مع زوجته إلى مصحة. وامتلأت غرفته بالأهل والأصدقاء الذين يحملون أطباق الباقالي بلو والبامية المطهوة بصلصةٍ حمراء قوية وغنية والبقلاوة الحلوة الدبقة.

لكنه كان يفتقد طبقه المفضل: خورشت فسنجان. وعدته ناز بتحضير الطبق له، لكن الوقت لم يكن حليفها. ففي اللحظات الأخيرة، رتبت لكي يستقل زوجها درو الطائرة لرؤية والدها.

منح درو قبلة الوداع لوالدها، قبل أن يتبادل معه بعض النكات غير اللائقة، ثم يعود لرعاية بناتهما حتى تتمكن من السفر بنفسها.

في تلك الليلة أحضرت معها كيساً من الجوز الطازج وفتحت زجاجةً من دبس الرمان، وشرعت في إعداد الفسنجان لوالدها. ومثلما حدث مع الكرز، كانت تُسكِتُ مخاوفها، وتُوقف القدر المحتوم والمفاجئ والمبهم.

ورغم الخبرة.. فإن الوصفات كالذكريات بحاجة لمن يذكرنا بها أحياناً

وصفات الطعام مثل الذكريات، سائلة ودائمة التغير. في الأوقات الجيدة، يُمكنها أن تأخذ بيديك وتكون دليلاً لك، عندما تحتاج لدليل.

طهت ناز الفسنجان في السابق مراتٍ عديدة، حتى أضحى بإمكانها تحضيره وهي مغمضة العينين. لكن في تلك الليلة، كانت بحاجةٍ إلى يدٍ حازمة لتأخذ بيدها. فتناولت كتابها، الذي تركت نسخةً منه بجوار سرير والدها.

تخطت العنوان الرئيسي لتذهب مباشرة إلى صفحة وصفة الفسنجان. لا يُمكن أن تفسد الطبخة في هذه المرة.

نستحضرها كلما حثنا الشوق إليها.. وفي الوصفات

كيَّلت كوباً واحداً من دبس الرمان كما هو موضح، ثم استخدمت الزجاجة لصب المزيد من أجل أبيها.

وفي أثناء طهي الفاسنجان على نارٍ هادئة، تفكَّرت في كيفية تمريره عبر بوابات أمن المطار. أصبحت اليخنة سميكةً بما فيه الكفاية، حتى أصبحت قريبةً من التحول إلى الحالة الصلبة. لكنها ظلت لينةً بدرجةٍ تكفي لاعتبارها سائلاً.

فكرت في تعبئتها داخل 3 زجاجات شامبو تزن الواحدة منها 3 أوقيات (85 غراماً). ويُمكن أن تجمدها حتى تتحول إلى مادةٍ صلبة.

وفي النهاية، وضعتها في وعاء حساءٍ عادي، وأعطتها لزوجها قبل أن تتمنى له حظاً سعيداً. وبعد بضع ساعات، تلقيت رسالةً بأنَّ أفراد الأمن فتحوا الوعاء واستنشقوا رائحته قبل أن يسألوا عن ماهيته. فردّ زوجها بفخر: "فاسنجان، يخنة فارسية شهية بالجوز ودبس الرمان. عليكم أن تتناولوها يوماً ما". ثم سمحوا له بالمرور.

وإذا ما انقضى أوانها.. فإنها حتماً ستعود في موسم آخر

مات أبوها في الربيع المنقضي. وتعثرت عائلتها وزلت أقدامها، وما زالت تحاول الوقوف على قدميها مرة أخرى. وعلى طول الطريق، كتمت ناز أنفاسها وركضت إلى السوق الفارسي بحثاً عن اللوز الأخضر الخام والبرقوق الأخضر الحامض. لكن موسمه كان قد انقضى.

وواساها البقال الإيراني قائلاً: "هنالك دائماً ربيعٌ آخر. وموسم الكرز الحامض على الأبواب".

علامات:
تحميل المزيد