القصة الحقيقية لستانيسلاف بيتروف.. الضابط الروسي الذي أنقذ العالم من حرب نووية ليس هو المنقذ فعلاً

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/27 الساعة 13:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/12/03 الساعة 15:26 بتوقيت غرينتش

تقول الأسطورة، إنه في الـ26 من سبتمبر/أيلول عام 1983، في أحد مراكز الإدارة والتحكم النووي خارج موسكو، رأى المقدم ستانيسلاف بيتروف خمسة صواريخ تتجه نحوه، لكنه أبى أن يعطي الأمر برد سوفيتي شامل، وبهذا أنقذ العالم من إبادة نووية في ذروة الحرب الباردة.

ثم تبيَّن بعد ذلك أن الومضات على رادار بيتروف كانت إنذاراً كاذباً، وهو ما تبيّنه بيتروف بشكل غريزي على الأرجح، مما جعله يعصي البروتوكول، ويتراجع.

لكن ككل الأساطير، حتى تلك النووية الحديثة منها نسبياً، جانبت هذه القصة الصواب نوعاً ما، ويعود سبب ذلك جزئياً إلى غموض إجراءات الإطلاق النووي السوفيتية والروسية.

إذ أخبر بافوت بودفيغ، مدير مشروع القوات النووية الروسية، وأحد أكبر الخبراء في العالم في الشأن النووي الروسي موقع Business Insider، أن ما قام به بيتروف كان شجاعاً، لكن ليس واضحاً على الإطلاق إن كان بيتروف قد منع حرباً نووية بالفعل.

فقد عمل بيتروف، وفقاً لبودفيغ، في قسم المراقبة الفضائية في نظام الإنذار المبكر للهجمات النووية، وهو واحد من طبقات متعددة في التراتيبية القيادية للبرنامج النووي في روسيا.

ستانيسلاف بيتروف عن يوم الإنذار الكاذب

في حديث أدلى به إلى هيئة الإذاعة البريطانية BBC قبل وفاته، في سبتمبر/أيلول 2017، قال بيتروف: "دوّت صافرة الإنذار، لكني جلست هناك لبضع ثوان، أحدّق في الشاشة الحمراء الكبيرة، التي تضيء عليها كلمة "إطلاق". كل ما كان عليَّ فعله هو أن أصل إلى الهاتف، لأتصل مباشرة بقياداتنا العليا".

تابع بيتروف: "بعد 23  دقيقة، أدركت أنه لم يحدث شيء، فلو كان هناك قصف حقيقي، لكنت عرفت بأمره، لهذا شعرت بارتياح كبير".

لكن روسيا لم تكن لتطلق حتى لو أخبرهم ستانيسلاف

لكن وفقاً لبودفيغ، حتى لو هاتفَ بيتروف قادته، ربما لم تكن القنابل الروسية لتُطلق حينها، وتابع: "كان الإجراء السوفيتي المتبع في وضع كهذا هو عدم إطلاق الإنذار، كان الإجراء في الأساس هو التمهل والمراقبة".
وتابع بودفِيغ "في أسوأ الأحوال، إذا لم يتم التنبه لخطأ هذا الإنذار، لرفع الأمر إلى القيادات العليا، ولترتّب على ذلك إرسال أمر تمهيدي للقوات النووية، لتكون على أهبة الاستعداد، لكن ألّا تهاجم بعد".
وذلك لأن مخاطر اندلاع حرب نووية كانت عالية جداً، لا يمكن استبعاد احتمالات الإنذار الخاطئ بشكل كلي إلا بعد حدوث انفجار نووي. فحتى السوفيت وهم في أوج ذعر الحرب الباردة، كانوا يعرفون مبدأ التمهل والمراقبة، على حد وصف بودفِيغ.

لا أحد يهجم بـ5 صواريخ فقط

علاوة على ذلك، أظهر رادار بيتروف، أن هناك خمسة صواريخ نووية فقط قادمة. في عام 1983، كانت الولايات المتحدة تمتلك أكثر من 20 ألف رأس نووي في المتناول.

وسوف يحتاج كل موقع من مئات مواقع إطلاق الصواريخ النووية في جميع أرجاء الاتحاد السوفيتي إلى ضربة مباشرة من قبل الولايات المتحدة لتعطيل أي رد محتمل.

سيكون إرسال خمسة صواريخ فقط نحو موسكو كافياً لمحو المدينة، وسوف تتسبب في مقتل معظم سكان الولايات المتحدة في المقابل، خلال هجوم لا معنى له أساساً، وقال بودفِيغ "لا أحد يهجم بخمسة صواريخ فقط".

مضيفاً: عندما يقول الناس "لقد كان رجلاً واحداً فحسب، كان كل شيءٍ كان على وشك الانفجار، لولا أن اتّخذت هذا القرار التقديري فتوقف كل شيء، فإن هذا غير منطقي لأن هذا ليس ما حدث".
وتابع أن ستانيسلاف "قام بما قام به، وكان قراراً صائباً تعيّن عليه اتخاذه، بالتأكيد يستحق الثناء عليه. لكننا لا نعرف بالضبط ما الذي كان سيحدث".

تحميل المزيد