اكتشف علماء الآثار العديدَ من المومياوات المصرية القديمة، بما في ذلك بقايا تعود لمومياء محفوظة بشكل جيد مدفونة في قبر يقع على امتداد الضفة الغربية لنهر النيل قد تكون لواحدة من فترات الغزو الأجنبي لمصر قديماً. وقد صرَّح المدير العام لآثار أسوان والنوبة بوزارة الدولة لشؤون الآثار المصرية، عبدالمنعم سعيد، في هذا البيان، بأن القبر الذي يبلغ عمره 2500 سنة ويقع في مدينة أسوان جنوبي مصر، هو على الأرجح مقبرة جماعية، وفقاً لما صرَّحت به وزارة الدولة لشؤون الآثار المصرية، في بيان صدر يوم 18 سبتمبر/أيلول،
An Egyptian archaeological mission has succeed to uncovered a sandstone sarcophagus with anthropoid lid with a mummy…
Geplaatst door Ministry of Antiquities وزارة الآثار op Dinsdag 18 september 2018
مقبرة جماعية تضم مومياء محفوظة جيداً
وكان من بين المومياوات التي تم اكتشافها في هذه المقبرة الجماعية، مومياء واحدة محفوظة بشكل جيد وملفوفة بضمادات من قماش الكتان، وجدها العلماء في ناووس مصنوع من الحجر الرملي. وذكرت الوزارة أن هذا الناووس لم يكن يتضمّن كتابات هيروغليفية، لذلك لم يتمكنوا من معرفة هوية المومياء المحفوظة جيداً. ولا تزال الأبحاث جارية لمعرفة المزيد عنها.
تم اكتشاف ثلاثة قبور أخرى بالقرب من المقبرة الجماعية، حيث أشارت الوزارة إلى أنه تم العثور على بقايا لوحات في هذه القبور، يحتوي بعضها على نصوص هيروغليفية. وقد تم كذلك إيجاد قطع من ناووس مصنوع من الطين. ولا تزال الدراسات التحليلية جارية لفكِّ رموز هذه النصوص.
تحتوي جل هذه القبور على بقايا تمائم مصنوعة من الخزف المزجَّج. وتظهر الصورة الصادرة عن الوزارة أن البعض من هذه التمائم تتخذ شكل آلهة مصرية، على غرار أنوبيس، إله الموتى ذي رأس ابن آوى. وحسب الوزارة، اكتشف علماء الآثار كذلك رأس تمثال مصنوع من الحجر الرملي في أحد القبور، لكنهم لم يتوصلوا إلى ما يرمز إليه.
فترة التدخل الأجنبي "المتأخر"
يعتقد علماء الآثار أن هذه الاكتشافات تعود إلى زمن يسميه المؤرخون الحديثون "العصر المتأخر"، الذي امتدَّ من سنة 712 قبل الميلاد إلى سنة 332 قبل الميلاد. خلال هذه الفترة، كانت مصر تحت سيطرة قوى أجنبية، على غرار كوش، مملكة قديمة تقع جنوبي مصر، وآشور والإمبراطورية الفارسية. وقد انتهت هذه الفترة عند غزو الإسكندر الأكبر لمصر سنة 332 قبل الميلاد.
واحتُلت مصر من قبل الآشوريين الذين غزوا مصر بحملة قام بها أسرحدون، ملك الإمبراطورية الآشورية سنة 677، وتمكَّن خلالها من احتلال مصر السفلى (الدلتا). وتابع من بعده ابنه آشوربانيبال فاحتل معظم مصر العليا (الصعيد)، وقامت ثورات ضد الآشوريين انتهت بنجاح إبسماتيك الأول بطردهم من البلاد وتوحيد مصر.
وقبل الآشوريين استطاع بعانخي ملك كوش (النوبة) السيطرة على مصر السفلى حوالي 727 ق.م، مكوناً الأسرة المصرية الخامسة والعشرين. واستمرَّ حكم الكوشيين لمصر حتى حوالي 671 ق.م حتى قضى عليهم الآشوريون.
كوش أو فراعنة النوبة
لم يكن واضحاً ما إذا كان أي من الأشخاص الذين دُفنوا في المقبرة الجماعية ينتمون إلى هذه الجماعات الأجنبية، لكن يأمل الباحثون في حلِّ هذا اللغز في أقرب وقت، ويعملون حالياً على تحليل المومياوات والقطع الأثرية.