توابيت وتماثيل ولوحات تذكارية.. تعرف على الآثار المصرية الموجودة في متحف ريو دي جانيرو المحترق

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/09 الساعة 07:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/09 الساعة 08:41 بتوقيت غرينتش

أكثر من 20 مليون قطعة أثرية تعرضت مساء الأحد 2 سبتمبر/أيلول 2018، للنيران في المتحف الوطني بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، وكعادة أغلب المتاحف في العالم، لم يخل المتحف الوطني في ريو دي جانيرو من الآثار المصرية التي فُقد المئات منها حتى الآن.

وتجمعت الحشود الغاضبة أمام المتحف المتهاوي صباح يوم الإثنين 3 سبتمبر/ أيلول 2018، وألقوا باللوم على مسؤولي الحكومة البرازيلية بسبب ضعف التمويل؛ إذ انخفضت الميزانية في السنوات الخمس الماضية من نحو 312 ألف دولار إلى 154 ألف دولار، وفقاً لصحيفة Folha de S.Paulo اليومية.

الحريق وقع قبل تجهيز المنحف بنظام ضد النيران
الحريق وقع قبل تجهيز المنحف بنظام ضد النيران

كما سبق أن اضطر المتحف إلى إغلاق أبوابه في عام 2015 حينما لم يعد قادراً على دفع رواتب موظفي الأمن والتنظيف.

ونشر الرئيس البرازيلي، ميشال تامر، بياناً عبر "تويتر"، أعرب فيه عن أسفه لخسارة المتحف الوطني، فقد فقدت البرازيل 200 عام من العمل والبحث والمعرفة، واعتبر يوم الحريق يوماً حزيناً لكل البرازيليين.

90 % حجم خسائر المتحف.. ومفقودات نادرة

لم تعلن السلطات بعدُ سبب الحريق، إلا أن وزير الثقافة البرازيلي، سيرجيو ليتاو، قال في حوار صحافي إن الحريق ربما نتج عن حدوث دائرة قصر كهربي، أو سقوط منطاد هواء ساخن على السطح. ووفقاً لما قاله لويز دوارتي نائب مدير المتحف، فقد أبرم المتحف اتفاقية مع بنك التنمية (BNDES) في يونيو/حزيران 2018، لاستعادة المبنى التاريخي وترميم المتحف، كما كانت هناك خطط لنظام جديد للحماية من الحرائق.

قالت كريستيانا سيرجيو نائب مدير المتحف الوطني، إن 90% من معروضات المتحف قد اختفت، بما في ذلك عظام ديناصور ماكساكاليسوراس Maxakalisaurus، ولا تزال حالة جمجمة لوزيا، التي يبلغ عمرها 11500 عام، غير واضحٍ مصيرها، وتعد من أقدم الحفريات البشرية في أميركا الجنوبية، إلا أنه من المرجح أن تكون تدمرت في الحريق.

90 في المائة من معروضات المتحف دمرت
90 في المائة من معروضات المتحف دمرت

وقد اكتُشفت الجمجمة في عام 1975 خلال عملية تنقيب خارج مدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية، وبعد إجراء العديد من الاختبارات، حددها العلماء كأقدم حفرية في الأميركتين. من أشهر المعروضات التي قد تكون دمرتها النيران أيضاً جدارية بومبي التي نجت من ثوران بركان عام 79 والتي كانت معروضة في متحف إيزيس الروماني الذي شُيد عام 690 قبل الميلاد في مدينة بومبي الشهيرة.

مضى قرنان على تأسيسه.. وكان مسكناً لعائلة ملكية

المتحف الوطني في البرازيل واحد من أكبر متاحف الأنثروبولوجيا والتاريخ الطبيعي بأميركا الجنوبية، ويرتبط بجامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية ووزارة التعليم. تأسس المتحف في عام 1818 بأمر من الملك جواو السادس (ملك البرتغال والبرازيل آنذاك)، أي إنه احتفل بالذكرى الـ200 لتأسيسه في يونيو/حزيرانهذا العام (2018).

كان المبنى الرئيسي للمتحف مسكناً للعائلة المالكة في أثناء فترة الاستعمار البرتغالية، ووقّع فيه إعلان استقلال البرازيل عام 1822، ثم أصبح ملكاً للإمبراطورية البرازيلية، وبعدها استضاف الجمعية التأسيسية الجمهورية التي كتبت أول دستور للبرازيل.

الآثار المصرية.. المتحف ضم ما يزيد على 700 قطعة!

المجموعة المصرية من أبرز المجموعات التي يضمها المتحف، حيث تضم نحو 700 قطعة مصرية تشمل عدداً كبيراً من اللوحات التي تحمل أسماء نادرة، كما يوجد عدد من التوابيت، والتماثيل، ومومياوات بشرية وحيوانية، وبرديات، وقلائد، وتمائم.

ويعرف المختبر المصري في المتحف الوطني بالبرازيل باسم سشات SESHAT إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة في مصر القديمة، كل تلك القطع فُقد منها المئات حسب الحصر الأولى للخسائر.

في عام 1826، اشترى إمبراطور البرازيل، دوم بيدرو الأول، مجموعة من الآثار المصرية من التاجر الإيطالي نيكولاي فينغو الذي جلبها إلى البرازيل. تبرع الإمبراطور بالمجموعة كلها للمتحف الوطني. ومن بين الآثار مومياء الكاهنة شا آمون إن سو داخل تابوتها، وكان قد عُثر عليها في السودان وربما غرب طيبة، وأهداها الخديوي إسماعيل باشا للإمبراطور دون بيدرو الثاني عندما زار مصر في عام 1876.

يبلغ طول التابوت 1.58 متر، وظل بيدرو الثاني محتفظاً به واقفاً في مكتبه، ولكن تضرر جزء من جانبه الأيسر بعدما اصطدمت به النافذة. التابوت ذو وجه أنثوي، بباروكة زرقاء مزينة بأجنحة صفراء، وعبر الغطاء يمتد طائر ذو رأس رمح. يعتبر نمط التابوت مميزاً للقرن الثامن أو التاسع قبل الميلاد.

صورة شا آمون إن سو
صورة شا آمون إن سو

وتضم المجموعة المصرية عدداً من تماثيل أوشبتي (تماثيل صغيرة على هيئة مومياوات كانت توضح داخل المقابر في مصر القديمة وكانت ملامحها تشبه صاحب المقبرة) من بينها 65 قطعة خشبية متطابقة تختلف في أبعادها فقط، وكذلك مجموعة خشبية تعود إلى الأسرة الـ19 اكتشفت في مقبرة سيتي الأول.

مجموعة تماثيل أوشبتي

لم يكن تابوت شا آمون إن سو الوحيد ضمن مجموعة التوابيت المصرية بالمتحف الوطني في ريو دي جانيرو، فهناك أيضاً كان يوجد تابوت هارساي من الأسرة الـ26، ويمكن أن يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، ويظهر على غطاء التابوت مشهدان من مراسم وزن القلب. يوجد أيضاً تابوت حوري الذي يعود إلى الأسرة الـ20 أو بدايات الأسرة الـ21، ويظهر سطحه الخارجي حوري مع الآلهة المختلفة ومنهم إيزيس وأوزوريس.

تابوت هارساي
تابوت هارساي
تابوت حوري
تابوت حوري

تضم المجموعة المصرية كذلك مجموعة من التماثيل، من بينها تمثال آمون رع بلحية إلهية، وغطاء رأس، وقرص الشمس، كما يوجد تمثال الإله بس على شكل قزم مطلي باللون الأسود، ولسانه أحمر. كان هناك أيضاً تمثال إيزيس ترضع حورس على العرش، وعدد آخر من التماثيل.

تمثال آمون رع
تمثال آمون رع
تمثال الإله بس
تمثال الإله بس
تمثال إيزيس ترضع حورس
تمثال إيزيس ترضع حورس

ضم المتحف عدداً من اللوحات التذكارية المصرية، من بينها واحدة ملكية من العصر اليوناني الروماني، واكتشفت في معبد مونتو شمال معبد آمون، وأخرى لهوي زعيم مهرجان أزوريس الذي أجرى له الاحتفالات الرئيسية في مدينة أبيدوس، ومن بينهم أيضاً لوحة الكاهن إيثو التي يظهر عليها إيزيس وأوزوريس وحورس.

لوحة ملكية
لوحة ملكية
لوحة هوي زعيم مهرجان أزوريس
لوحة هوي زعيم مهرجان أزوريس

وكانت هناك مجموعات أخرى من الآثار المصرية كأجزاء مكسورة من التوابيت، وأوان كانوبية (استخدمت في التحنيط لحفظ أحشاء الموتى)، وقناع مذهب يعود إلى العصر البطلمي.

علامات:
تحميل المزيد