تريد أن تفهم لماذا غضب ترمب من كتابين وهاجم مؤلفَيْهما بضراوة.. ببساطة اقرأ «الخوف» و «نار وغضب»

4 كتب سبَّبت غضب ترمب الشديد من مؤلفيها الذين هاجموه ورد عليهم بشراسة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/09 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/09 الساعة 12:44 بتوقيت غرينتش
Trump speaks at a fundraiser in Fargo, North Dakota

4 كتب سبَّبت غضب ترمب الشديد من مؤلفيها الذين هاجموه ورد عليهم بشراسة

النهاية كانت مع كتاب الصحافي الذي ارتبط اسمه بفضيحة "ووتر جيت"، واستقالة الرئيس الأميركي السابق نيكسون، الذي نشر مؤخراً كتابه "خوف: ترمب في البيت الأبيض، لكن البداية كانت قبل ذلك حينما بدأ مايكل وولف التجول في البيت الأبيض، لكتابة ما يفترض أن يكون كتاباً داعماً لترمب، في المائة يوم الأولى من ولايته الرئاسية، لكن ما نشره وولف تحت عنوان "نار وغضب" كان مختلفاً تماماً.

وبخلاف هذين الكتابين اللذين نستعرضهما في هذا الموضوع، هناك كتاب مثير، يزعم أن دونالد ترمب يُحتمل أن يكون قد تعرَّض للاختراق من جانب عملاء لجهاز الاستخبارات الروسي، حين كان في رحلةٍ إلى موسكو قبل 31 عاماً.

ونقل عن كبير جواسيس الاستخبارات الروسية آنذاك لمؤلف الكتاب، أن الرئيس قد جرى تصويره عام 1987 مع عاهرات روسيات أُرسلن إليه فيما يُعرَف بـ "فخ العسل"، مع أن زوجته آنذاك إيفانا كانت برفقته، الأمر الذي جعله عرضة للابتزاز من الكرملين الذي يحتفظ بصوره.

وقد ورد هذا الحديث في كتاب "House of Trump, House of Putin; the Untold Story of Donald Trump and the Russian Mafia". ويمثل هذا الكتاب نظرة تشريحية إلى روابط ترمب مع الاستخبارات الروسية منذ زمن طويل، حسب وصف الكاتب، ومن المقرر أن يُطرح الكتاب في الأسواق الأسبوع القادم.

وأيضاً قال المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) جيمس كومي، في مذكراته، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كاذب محترف، ويُخضِع المقرَّبين منه لقواعد ولاء، تذكّر بالأسلوب الذي يعتمده زعماء المافيا، ونشر كومي مذكراته، في أبريل/نيسان الماضي، تحت عنوان "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة".

النار والغضب: داخل بيت ترمب الأبيض

قال مايكل وولف، مؤلف كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" الذي ينتقد بشدة أول عام أمضاه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرئاسة، إن ما كشفه الكتاب سيضع حداً على الأرجح لبقاء ترامب في المنصب، فيما ردَّ عليه ترامب قائلاً: أنا عبقري وراجح العقل جداً.

رئيس من دون أهلية ولا يفهم ثقل منصبه

يسلط الكتاب الضوء على سلوك ترمب، والتفاعلات الفوضوية بين كبار موظفي البيت الأبيض، والتعليقات حول عائلة ترمب من قبل ستيف بانون، كبير استراتيجيي البيت الأبيض السابق. ويُصوَّر ترمب على أنه لا يحظى باهتمام كبير من قبل موظفيه في البيت الأبيض، مما دفع ويلف إلى القول إن "100% من الأشخاص من حوله" يعتقدون أن ترمب غير مناسب لمنصب الرئاسة.

ويُصور كتاب "النار والغضب: داخل بيت ترمب الأبيض" ترمب كرئيسٍ لا يفهم ثقل منصبه، وأنَّ أهليته للمنصب محل تساؤل من مساعديه.

وابتداءً من منتصف عام 2016، أجرت وولف مقابلات مع موظفي الحملة الانتقالية. بعد تنصيب ترمب واستمراره خلال معظم السنة الأولى من رئاسته، سمح لولف بالوصول إلى الجناح الغربي من البيت الأبيض، وأجرى أبحاثاً لكتابه من خلال المقابلات شملت أكثر من 200 مقابلة مع ترمب وشركائه، بما في ذلك كبار الموظفين، وسُمح له بمشاهدة الأحداث في البيت الأبيض، وكان عنوان العمل لكتاب وولف هو "الانتقال العظيم: أول 100 يوم من إدارة ترمب"، مما دفع الكثيرين في البيت الأبيض إلى الاعتقاد بأن الكتاب الذي يكتبه سيكون مؤيداً لإدارة ترمب.

لكنه لم يكن كذلك

اختار وولف اللقب، بعد سماع ترمب يشير إلى "النار والغضب" عند مناقشة الأزمة مع كوريا الشمالية. وفقاً للكتاب لم يكن أحد في فريق حملته للانتخابات الرئاسية يتوقع الفوز في الانتخابات الرئاسية عام 2016، بما في ذلك دونالد ترمب (الذي ردّد أنه لا يريد الفوز) وزوجته. قال دونالد ترمب الابن إن والده "بدا كما لو أنه رأى شبحاً" عندما أدرك أنه فاز، وكانت ميلانيا ترمب "تبكي، وليس من الفرح".

وجاء العديد من أكثر الاقتباسات إثارة للجدل في الكتاب، من ستيف بانون، الرئيس التنفيذي لحملة ترمب في الأشهر الأخيرة، واستراتيجي رئيس البيت الأبيض، من يناير/كانون الثاني، إلى أغسطس/آب 2017. أشار بانون إلى الاجتماع خلال الحملة الرئاسية دونالد ترمب. ووصف محادثات جاريد كوشنر مع المسؤولين الروس بأنها "خيانة" و "غير وطنية"، ووصف إيفانكا ترامب بـ "الغبية كقالب طوب"، وأشار إلى تحقيق المحامي الخاص الذي يتزعمه روبرت مولر، مشيراً إلى أن تحقيق مولر سيكشف على الأرجح عن غسيل الأموال، الذي يشمل كوشنر من القروض التي تحصل عليها خلال أعمال عائلته من دويتشه بنك.

قال وولف إن ترمب نفسه تميز بـ "جهل واسع النطاق". على سبيل المثال حاول سام نانبيرج، مستشار الحملة، تفسير دستور الولايات المتحدة إلى ترمب، لكنه لم يتمكن من تجاوز التعديل الرابع. كما يدعي وولف أن كوشنر وإيفانكا ترمب ناقشا ترشح إيفانكا في حملة رئاسية مستقبلية.

الكتاب الثاني

خوف: ترمب في البيت الأبيض

وصف كتاب الصحافي الأميركي الشهير بوب وودورد، البيتَ الأبيض في ظلِّ رئاسة دونالد ترمب بأنه غارق في "انهيار عصبي" دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم، يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشلّ العمل لأيام.

والكتاب الذي حصلت صحيفة "واشنطن بوست" على نسخة منه قبل صدوره بشكل رسمي، يَذكر أن ترمب يمارس ضغوطاً بشكل هستيري على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم سوى خيار تجاهل أوامره.

غارق في انهيار عصبي وهستيري

ويحكي كتاب Fear سرقة كبار المساعدين لأوراقٍ رسمية من طاولة ترمب في المكتب البيضاوي، حتى لا يتمكن من التوقيع عليها، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لمنع الرئيس من اتخاذ قراراتٍ سياسية خطيرة.

ومع ذلك، فبينما كان ترامب يشنّ الحرب على حرية التعبير في التعديل الأول للدستور الأميركي، نسي أن السبب الوحيد وراء توليه منصبه هو الدستور نفسه. خسر ترامب بشكل واضح التصويت الشعبي. شرعيته تنبثق فقط من أحكام الوثيقة، التي يبدو أنه يستخدمها حين تكون لصالحه فقط.

ويتم تذكير ترمب باستمرار في البيت الأبيض بالقيود القانونية التي تربك الرئاسة، وأن الإملاءات الخاطئة ليست بدائل للتشريعات أو حتى الأوامر التنفيذية، وأن مستشار البيت الأبيض والمدعي العام يدينان في نهاية المطاف بواجباتهم إلى بلادهم ومكاتبهم، وليس بشكل حصري إلى الشخص الذي عينهم بمناصبهم.

مدينة الجنون ورئيسها الذي يدير العالم بحساب تويتر من غرفة نومه

بحسب ما ورد قال جون كيلي، رئيس موظفي البيت الأبيض: "إنَّه أحمق. من العبث محاولة إقناعه بأي شيء، لقد انحرف عن المسار، نحن في مدينة الجنون، وأنا لا أعرف حتى السبب وراء وجود أيٍّ منا هنا، هذه أسوأ وظيفة حصلت عليها من قبل".

وفقاً للكتاب، أطلق رئيس هيئة الموظفين السابق رينس بريبوس على غرفة النوم الرئاسية "ورشة الشيطان"، حيث يذهب ترمب للتغريد عبر تويتر، ودعا وقت الفراغ الذي يغرد فيه ترمب تغريداتٍ عنيفة أثناء شعوره بالملل "ساعة السحر". ويبدو أنَّ ترمب وصف رينس بـ "الجرذ الصغير الذي لا يتوقف عن الجري".

أفاد الكتاب أنَّ غاري كوهن، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاقتصاديين سابقاً، وصف ترمب بأنَّه "كاذب محترف"، وهدَّد بالاستقالة بعد أن قال الرئيس إنَّ "كلا الطرفين" مُلام في واقعة اشتباك المؤمنين بتفوق العرق الأبيض مع متظاهرين في شارلوتسفيل بفيرجينيا في عام 2017. وبحسب وودورد، أُقنِعَ ترمب في وقتٍ لاحق بإدانة النازيين الجدد، لكنَّه عاد وأخبر مساعديه أنَّه "أكبر خطأ ارتكبته في حياتي".

درجة الفهم لترمب تساوي طفلاً في الصف السادس

وفي حادثة يوردها الكتاب فإن ترمب سأل مستشاره للأمن القومي، في  19 يناير/كانون الثاني، عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري مكلف في شبه الجزيرة الكورية، وشعر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بضرورة أن يبلغه بأننا "نفعل ذلك من أجل منع حرب عالمية ثالثة".

وبعد الاجتماع، قال ماتيس لرفاقه بحسب الكتاب، إن درجة الفهم لدى ترمب موازية "لتلميذ في الصف الخامس أو السادس"، أي طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.

وموظفوه يتجاهلون أوامره

ويكشف الكتاب المنتظر لوودورد "خوف ترمب في البيت الأبيض"، تجاهلَ مساعدي الرئيس لأوامره بشكل دوري، أو سعيهم إلى منع إصدارها.

ويكشف الكتاب موقف ترمب من قتل بشار الأسد

ويعطي مثالاً على ذلك غاري كوهن، الذي كان كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض، وذهب بعيداً العام الماضي إلى درجة سحب أمر رئاسي عن مكتب الرئيس، كان في حال توقيعه سيلغي الاتفاقية التجارية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وفي أبريل/نيسان عام 2017، بعد الهجوم المفترض للرئيس السوري بشار الأسد بالأسلحة الكيميائية ضد مدنيين، كتب وودورد أن ترمب طلب من ماتيس قتل الأسد.

وقال ترمب لوزير الدفاع: "فلنقتله، لنذهب إلى هناك ونقتل الكثير منهم".

وافق ماتيس على التصرف، لكن بعد أن وضع سماعة الهاتف، قال لأحد مساعديه، إن الولايات المتحدة ستتخذ خطوات "مدروسة أكثر" ضد سوريا، كانت على شكل غارات جوية عقابية.

معتوه وأحمق

وودورد الذي لا يذكر مصادره بالاسم، لكن يبدو أن لديه علاقات مع العديد من العاملين داخل البيت الأبيض يقول إن بعض وزراء ترمب ومسؤوليه الكبار يكنّون ازدراءً عميقاً للرئيس.

يذكر أن كبير موظفي البيت الأبيض حون كيلي قال لزملاء، إنه يعتبر ترمب بمثابة "معتوه" و "أحمق".

وأضاف كيلي: "من غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء، لقد انحرف عن السكة، نحن في عالم مجنون".

كما قال: "لا أعرف حتى لماذا نحن هنا، إنها أسوأ وظيفة تقلَّدتها".

مؤلف الكتاب الذي اشتهر بعد كشفه مع كارل برنستين فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، نَشَرَ سابقاً كتباً قويةً ومحرجةً، عن الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما.