تركيا ليست أسوار القسطنطينية فحسب.. حضارات ما قبل وبعد الميلاد تركت آثاراً عظيمة في 18 مدينة أدرجتها «اليونيسكو» بقائمة التراث العالمي

تركت هذه الحضارات مباني أثرية؛ لتخبر العالم عن تلك الحقبة التي مرت بها، ويبدو أن قائمة المواقع التاريخية العريقة طويلة؛ إذ أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو-UNESCO) قائمة طويلة لأبرز الأماكن الأثرية في تركيا.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/09 الساعة 14:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2022/07/27 الساعة 08:00 بتوقيت غرينتش
Pamukkale, meaning "cotton castle" in Turkish, is a natural site in Denizli Province in southwestern Turkey. The city contains hot springs and travertines, terraces of carbonate minerals left by the flowing water. It is located in Turkey's Inner Aegean region, in the River Menderes valley, which has a temperate climate for most of the year.

تركيا بلد سياحي رائع، حيث تجمع بين التراث التاريخي والمناظر الطبيعية، ويتمتع هذا البلد الواقع في قارتي آسيا وأوروبا بتاريخ عريق، حيث عاشت حضارات قديمة على مدى قرون على أراضيه.

تركت هذه الحضارات مباني أثرية؛ لتخبر العالم عن تلك الحقبة التي مرت بها، ويبدو أن قائمة المواقع التاريخية العريقة طويلة؛ إذ أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو-UNESCO) قائمة طويلة لأبرز الأماكن الأثرية في تركيا.

وتشمل القائمة 18 أثراً دائماً في تركيا وحدها، بالإضافة إلى 77 أثراً في القائمة المؤقتة، وهي القائمة التي لم تتخذ "اليونيسكو" قرراً بعد بشأن إدراجها الدائم على قائمتها.

وهنا نخبرك بهذه الأماكن الأثرية؛ لتزورها في رحلتك القادمة.

1- إسطنبول

كانت إسطنبول مركزاً مهماً للحضارات عبر التاريخ بفضل موقعها الاستراتيجي الذي يربط قارتي أوروبا وآسيا، وقد أدرجت "اليونيسكو" إسطنبول بقائمتها في عام 1985، بتقسيم المدينة إلى 4 أقسام تحتوي على أطلال أثرية، وهي منطقة السلطان أحمد، ومنطقة السليمانية، وزيرك، وأسوار القسطنطينية.

– منطقة السلطان أحمد

تضم منطقة السلطان أحمد أكثر من متحف وقصر أثري ضمتها "اليونيسكو" إلى قائمتها عن تركيا.

تشمل القائمة قصر توبكابي الواقع في منطقة الفاتح، والذي أنشأه السلطان محمد الفاتح في عام 1465. يمكن أن تزور القصر في جميع أيام الأسبوع ما عدا يوم الثلاثاء، وذلك بدفع 7.5 دولار (40 ليرة تركية).

وكذلك متحف أو مسجد آيا صوفيا الواقع بالقرب من القصر. أُنشئ آيا صوفيا في الدولة البيزنطية على يد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، ثم جرى تحويله إلى مسجد في عصر السلطان محمد الفاتح. يمكن أن تزور القصر طوال أيام الأسبوع بدفع 7.5 دولار (40 ليرة تركية).

أيضاً، تشمل المنطقة ساحة السلطان أحمد أو "ميدان الحصان-At Meydanı" الذي بناه في عام 203 الإمبراطور البيزنطي سيبتيموس سيفيروس ليكون مركزاً رياضياً واجتماعياً.

هذا بالإضافة إلى جامع آيا صوفيا الصغير، الذي أنشأته زوجة الإمبراطور الروماني جستنيان الأول، ثيودورا. وأُنشئ في البداية ليكون كنيسةً، ثم تحول إلى مسجد في عهد السلطان بايزيد الثاني.

 – منطقة السليمانية

بنى مسجد السليمانية المعماريُّ العظيم "معمار سنان" في عهد السلطان سليمان القانوني، والذي دُفن هو وزوجته "خُرَّم سلطان" في حديقة المسجد، ويُمكن زيارة المسجد والساحة حوله مجاناً.

– منطقة زيرك

تشتهر منطقة زيرك، الواقعة بالقرب من منطقة الفاتح، بمسجد زيرك، وهو ثاني أكبر مبنى ديني أُنشئ في الدولة البيزنطية، حيث بُني ليكون ديراً ثم تم تحويله إلى مدرسة.

– أسوار القسطنطينية

هذه الأسوار هي أطول وأقدم الجدران الدفاعية التي بقيت صامدةً كما هي في أوروبا، وتقع الأسوار بمنطقة الفاتح أيضاً. وقد بُنيت في القرن الخامس الميلادي بأمرٍ من الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الثاني، لتحيط بمدينة القسطنطينية من كل الاتجاهات؛ لتكون حصناً منيعاً من هجمات الأعداء.

2- مسجد ديفريغي الكبير – مدينة سيواس

يعتبر أقدم مستوطنة لمرحلة الإمبراطورية الحيثية في منطقة ديفريغي وما حولها بمدينة سيواس، أنشأ المسجد الأمير مينغوجكأوغلار أحمد شاه بين عامي 1228-1229، أما المستشفى المجاور للمسجد، فأنشأته زوجة أحمد شاه في الفترة الزمنية نفسها.

يشكل المسجد، والضريح والمستشفى المجاوران له، تحفة العمارة الإسلامية، وقد أُدرج مسجد ديفريغي الكبير إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 1985.

وكما تلاحظ في صورة المسجد، هناك شخص يقف ويدعو أمام المسجد، لكن في الحقيقة لا يوجد شخص أمام المسجد، فقد صُمم ليظهر صورة ظلية وكأن رجلاً يقف ويدعو أمامه، وذلك عندما تتعامد الشمس بعد الظهر على باب المسجد.

3- حتوساس – مدينة جوروم

ظلت حتوساس مركزاً مهماً للإمبراطورية الحيثية؛ إذ كانت العاصمة، حيث يوجد بها معابد، وبيوت ملكية، وأسوار قديمة، بقي كثير منها موجوداً حتى اللحظة منذ عهد الملك تودهاليا الرابع (1250–1200 قبل الميلاد).

أُدرجت مدينة حتوساس إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 1986. تقع الأطلال في منطقة Boğazköy بمدينة جوروم.

4- جبل نمرود – مدينة أديامان

يعتبر جبل نمرود، الواقع بمنطقة كاهتا وفي سلسلة جبال طوروس، ويبلغ ارتفاعه 2150 متراً، من بين أقدم المناطق الأثرية بتركيا.

يوجد على الجبل أطلال تماثيل ضخمة أنشأها الملك كوماغيني الأول أنطيوخوس (261 قبل الميلاد)، وذلك كشكر منه للآلهة وأجداده، كما بُني قبره في المنطقة نفسها، وقد صُنعت التماثيل من تباشير، وتبلغ أطولها 8-9 أمتار.

ورغم أنها ما زلت قائمة، فإنه لم يكتشف مكان قبر الملك بالضبط. أُدرج جبل نمرود إلى قائمة "اليونيسكو" للتراث العالمي في عام 1987.

5- Letoon وXanthos – مدينتا أنطاليا وموغلا

Xanthos كانت أكبر مركز إداري لحضارة ليقيا القديمة، احترقت المدينة تماماً بعد 100 سنة من دخولها تحت هيمنة الفرس. ثم أُنشئت مدينة أخرى بعد هذا الاحتراق، وأصبحت عاصمة اتحاد ليقيا، ثم دخلت المدينة تحت سيادة حضارة بيزنطة والرومان. أُدرجت Xanthos إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 1988.  

Letoon كانت المركز الديني لحضارة ليقيا، وتقع على بُعد 4 كيلومترات من Xanthos. وتقع Letoon في مدينة موغلا، حيث توجد المعابد الثلاثة (ليتو، أبولو، أرتميس)، بالإضافة إلى دير، وأطلال نافورة ومسرح روماني. أُدرجت Letoon  إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 1988.

  6- سفرنبولو – مدينة كارابوك

منذ العصور القديمة وحتى الآن، تعتبر سفرنبولو منطقة مأهولة بالبشر، وقد ظلت سفرنبولو المركز التجاري بين آسيا وأوروبا في القرن الـ18، واشتهرت بمنازلها الخاصة، ما أهَّلها لدخول قائمة "اليونيسكو" في عام 1994.

7- طروادة – مدينة جنق قلعة

منطقة طروادة واحدة من أكثر المدن القديمة شهرةً في العالم. تقع في مدينة جنق قلعة، حيث عاشت عشرات الحضارات القديمة، ويمكن أن نرى الحضارات التي كانت تعيش هنا بفضل 9 طبقات بأرضية المدينة.

ويُعتقد أن أقدم الطبقات عمرها بين 3000 و5000 قبل الميلاد، وقد بدأت الحفريات الأثرية هناك في عام 1871، وما زالت مستمرة حتى اللحظة، وقد أُدرجت المنطقة لقائمة "اليونيسكو" في عام 1998.

8- مسجد السليمية – مدينة أدرنة

أنشأ مسجد السليمية سنان الدين يوسف بن عبد المنان، الشهير بـ"معمار سنان"، بناء على طلب السلطان سليم الثاني في القرن الـ16. يقع المسجد بمدينة أدرنة التي ظلت عاصمة الإمبراطورية العثمانية قبل فتح إسطنبول، وقد أُدرج المسجد بقائمة "اليونيسكو" في عام 2011.

9- كاتالهويوك – مدينة قونية

تنقسم مدينة كاتالهويوك إلى قسمين، يعتبر القسم الشرقي هو الأطول، ويتكون من 18 طبقة مستوطنة من العصر الحجري الحديث. توجد في هذه الطبقات، لوحات الحائط، ومنحوتات، وعناصر فنية أخرى عن الحياة الاجتماعية في هذه العصور.

في حين توجد في القسم الغربي أطلال تُظهر الحياة الثقافية من فترة العصر الحجري، وقد أدرجت كاتالهويوك إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2012.

10- منطقة برغاما – مدينة إزمير

تتكون منطقة برغاما ذات المناظر الطبيعية من 9 تلال، وقد شهدت المنطقة حضارات عديدة، منها الحضارة الهلنستية، والرومانية، والعثمانية.

ظلت المدينة عاصمة مملكة برغاما الهلنستية، كما كانت مركزاً مهماً للتدريب، ثم أصبحت عاصمة آسيوية للإمبراطورية الرومانية، كما توجد آثار كثيرة من فترة الحضارة العثمانية؛ مثل: المساجد والحمامات، بالإضافة إلى مركز تجاري قديم. وقد أُدرجت المنطقة إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2014.

11- بورصة وجومالي كيزيك – مدينة بورصة

تشكل المنطقة 6 أقسام، وهي: مجمع أورهان غازي وما حولها من منطقة دار الضيافة، ومجمع هودافينديغار، ومجمع يلديريم، ومجمع أخضر، ومجمع مرادية، وقرية جومالي كيزيك.

اعتُبرت بورصة أول عاصمة للدولة العثمانية، وتوجد حالياً العديد من القطع الأثرية من تلك الحقبة التاريخية، وقد ظلت منطقة دار الضيافة مركزاً تجارياً للمدينة منذ القرن الـ14. وقد أُدرجت مدينة بورصة وقرية جومالي كيزيك إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2014.

12- قلعة ديار بكر وحدائق هوسال – مدينة ديار بكر

تقع قلعة ديار بكر في أكبر مدينة بجنوب شرقي تركيا في مدينة ديار بكر. تُبرز القلعة تاريخ الحضارات التي سيطرت على المدينة على مدار 7 آلاف سنة.

أما حدائق هوسال، فتقع في منطقة يهتم سكانها بالزراعة وإقامة الحدائق، ويظهر ذلك عليها، وقد مرت على هذه الحديقة أكثر من 30 حضارة. وقد أُدرجت قلعة ديار بكر وحدائق هوسال إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2015.

13- أفسس – مدينة إزمير

تقع مدينة أفسس اليونانية القديمة في مدينة إزمير، وتنقسم إلى 4 أقسام، وهي: المدينة الترابية تشوكر إيتشي، وتلة آياسولوك، والمدينة القديمة أفسس، وكذلك منزل الأم ماري.

ظلت أفسس مركزاً تجارياً وثقافياً طوال 9 آلاف سنة في فترات حكم الحضارات الهلنستية والرومانية والشرقية الرومانية والعثمانية، تقع أفسس في منطقة سلجوق بمدينة إزمير، وقد أُدرجت إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2015.

14- منطقة العاني – مدينة قارص

تقع العاني على حدود تركيا وأرمينيا، وتحديداً في مدينة قارص. تطورت المنطقة كمركز تجاري متعدد الثقافات للحضارات الأرمينية والجورجية والبيزنطية والسلجوقية، وقد ظهرت على بقايا المنطقة هندسة معمارية خاصة. وأُدرجت إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2016.

15- أفروديسياس – مدينة أيدين

تقع مدينة أفروديسياس القديمة على هضبة ارتفاعها نحو 600 متر فوق مستوى سطح البحر بمدينة أيدين. يعود تاريخ أفروديسياس إلى 5 قرون قبل الميلاد، حيث توجد هياكل مبنيَّة من الرخام عليها نقوش محفوظة حتى الآن بهيئتها القديمة.

بالقرب من المدينة تقع محاجر للرخام؛ لذلك كانت أفروديسياس مركز إنتاج كبيراً لفن نحت الرخام. وقد أُدرجت إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 2017.

16- جوريم وكبادوكيا – نوشهر

كانت كبادوكيا منطقة سكنية منذ العصر النحاسي رغم الطبيعة الجبلية للمنطقة، وقد بُينت المنازل لتكون مجوفة في صخور الجبال.

في حين ظلت حديقة جوريم الوطنية مركزاً مهماً للمسيحية بعد تمركز المسيحيين الذين هربوا من البطش بهم حول العالم في الفترة ما بين القرن الـ7 والـ13 الميلادي، وتتميز الحديقة بالمناظر الطبيعية الخلابة، وبتكويناتها الصخرية التي تأخذ شكل المدخنة. أُدرجت حديقة جوريم الوطنية وكبادوكيا إلى قائمة "اليونيسكو" في عام 1985.

17- هيرابوليس وباموكالي – مدينة دنيزلي

هذا المنظر الخلاب الأشبه بحمامات السباحة للترافرتين الأبيض (جير أبيض) هي منطقة باموكالي.

وبالقرب منها توجد منطقة هيرابوليس التي تحتوي على آثار للمسيحية منذ القرون الأولى للميلاد، ويُعتقد أن المدينة أسسها ملك برغاما، يومينس الثاني، وسميت باسم زوجته. أُدرجت هيرابوليس وباموكالي بقائمة "اليونيسكو" في عام 1988.

18- كوبيكلي تبه – مدينة شانلي أورفا

يقع معبد كوبيكلي تبه في شمال شرقي مدينة شانلي أورفا. اكتُشفت المنطقة بفضل بحث مشترك أجرته جامعتا إسطنبول وشيكاغو في عام 1963. يعتبر كوبيكلي تبه مركزاً دينياً هاماً عمره يتجاوز 12 ألف سنة.

أُدرج كوبيكلي تبه، الذي يُعرف بأقدم معبد في العالم، بقائمة "اليونيسكو" في عام 2018، بعدما كان ضمن القائمة المؤقتة لـ"اليونيسكو".

يُذكر أن UNESCO تهدف إلى نشر السلام العالمي عبر التعاون الدولي في مجالات التعليم والعلوم والثقافة، ومن أهم  أعمالها حماية الآثار التاريخية بالدول الأعضاء. وقد أسست المنظمة في 16 نوفمبر/تشرين الثاني 1945، وتتخذ من باريس مركزاً لها. في حين انضمت تركيا إليها في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1946.


اقرأ أيضاً..

تركيا تبدأ عملية مُعقدة لنقل حمام تاريخي ضخم.. شاهد كيف يتم تحريكه قطعة واحدة رغم وزنه الذي يصل إلى 1500 طن

تحميل المزيد