ليس لشخصية عسكرية والمادة الحمراء لن تمنحك قوةً خارقة.. حقائق حول تابوت الإسكندرية الذي لم يتم استبداله!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/25 الساعة 18:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/25 الساعة 18:37 بتوقيت غرينتش
Egyptian excavation workers labor at outside the site of the newly discovered giant black sarcophagus in Sidi Gaber district of Alexandria, Egypt July 19, 2018 in this handout picture courtesy of the Ministry of Antiquities. The Ministry of Antiquities/Handout via Reuters ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. NO RESALES. NO ARCHIVES.

"لا تفتح التابوت.. فسيذبح الموت كلَّ من يجرؤ على إزعاجنا".. عبارة تحذيرية مرَّ على اكتشافها أكثر من 100 عام، وجدها علماء آثار إنكليز منُقوشة على مقبرة توت عنخ آمون، ليصيبهم بعدها أمور غامضة أثارت الجدل في العالم، جدلٌ عاد ليطفو على السطح من جديد بعد اكتشاف تابوت الإسكندرية الذي أثيرت حوله الشكوك.

في هذا التقرير نستعرض أهم الشائعات التي أثيرت حول التابوت وحقيقتها، وفقاً لخبراء أثريين.

ليست مياه صرف صحي!

بعد فتح التابوت دشَّن موقع Change.org حملةً لجمع توقيعات، تطالب بالتمكين من شرب السائل الأحمر، الذي وُجد داخل التابوت الأثري، مطالبين بتخميره، معتقدين أنه قد يمنحهم قوة خارقة.

عند اكتشاف التابوت والماء الأحمر الموجود بداخله، أرجع خبراء الآثار أصل المادة الحمراء الموجودة به إلى مياه الصرف الصحي، التي أعطت اللون الأحمر بعد تفاعلها مع الجماجم الموجودة به، لكن صحفاً أجنبية نشرت أن التابوت وُجد مغلقاً بإحكام، إضافة إلى وجود طبقة من البلاط كانت بين الجسم الأصلي للتابوت والغطاء، ما يضرب مصداقية أن هذه المياه كانت بالفعل مياه صرف صحي قد تسربت إليه.

أستاذ التاريخ اليوناني الروماني في قسم الآثار بجامعة الإسكندرية أحمد علي، قال لـ "عربي بوست"، إنه شهد عملية  انتشال التابوت من تحت الأرض، وإنه رصد على عكس ما نقلت الصحف الأوروبية في تغطيتها لحالة التابوت، أن به شرخاً من الجانب الأيسر، مضيفاً أن الشرخ – حتى وإن كان سطحياً – فإنه ومع ضغط الماء تحت الأرض، من المنطقي أن تتسرب المياه إلى داخل التابوت، وتتفاعل مع عظام الجماجم التي وُجدت بداخله، ما يُفسِّر وجود المياه الحمراء.

تغيّر لون التابوت

انتشرت على الشبكات الاجتماعية صورٌ لتابوت الإسكندرية في موقع دفنه. وبعد عملية استخراجه، أثير أن لونه تبدَّل من الرمادي إلى الأسود، وأن مادته تبدلت من البازلت إلى الغرانيت، رامين إلى أنه تم استبدال التابوت بآخر، وعليه انتشرت التفسيرات التي توضح تغير لون التابوت.

حقيقة تحول تابوت إسكندرية من البازلت إلى الجرانيتالتابوت في الأصل من حجر الجرانيت مش البازلت.والجرانيت لونه أفتح من…

Gepostet von Samy Kabel am Mittwoch, 25. Juli 2018

علي أوضح لـ "عربي بوست" أن الصور المتداولة لتابوت من البازلت غير صحيحة، وأنه بالفعل تغيَّر لونه من الرمادي إلى الأسود لسببين؛ الأول أن الغبار كان يُغطي التابوت أثناء وجوده في بطن الأرض، وفور خروجه تم إزالة الأتربة من عليه استعداداً لفتحه، السبب الثاني أن التابوت مصنوع من مادة الغرانيت، التي تفاعلت مع الهواء الطبيعي، سيما أنها كانت في بيئة مختلفة طيلة 2000 عام، ما أدى بدوره إلى تغير لونها.

ملامح تحمل الشهامة.. إذن هو عسكري!

صرَّح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وأحد مسؤولى الفريق الأثري القائم على رفع تابوت الإسكندرية د. مصطفى الوزيري، أن الجمجمة تحمل "ملامح جدية"، ما يوحي بأن صاحبها كان رجلاً عسكرياً، وبغض النظر عمَّا أشعلته هذه التصريحات من موجة من السخرية بين رواد الشبكات الاجتماعية، فالجثمان لا يمكن أن يكون خاصاً بشخصية عسكرية، لأن العساكر و الأمراء كانوا يدفنون بطريقة خاصة، منها أن التوابيت التي كانت تحمل جثامينهم تحمل نقوشاً ورسومات تحكي ملابسات الوفاة، وأسماءهم، ووظيفتهم، وبعض الرسوم التي تلخص أهم محطات حياتهم، كشاهد لرحلة انتقالهم إلى العالم الآخر، مثلما كانوا يعتقدون.

#الشروق| مسؤول بفريق "تابوت الإسكندرية": ملامح الجماجم تحمل علامات الرجولة والشهامة.. ويرجح كونهم عسكريينالتفاصيل bit.ly/2Llr4cV

Gepostet von ‎جريدة الشروق – Shorouk News‎ am Freitag, 20. Juli 2018

وُجد التابوت خالياً تماماً من أي نقوش، ما ينفي هذا الادعاء، سيما أنه يعود إلى العصر الروماني المتأخر، الذي تميَّزت التوابيت فيه بأنها ممتلئة بالنقوش والزخارف، حتى إن متحف الإسكندرية يضم توابيت تنتمي إلى هذه الحقبة لأشخاص عاديين، تحتوي على زخارف بارزة.

ما يضرب في صحة هذا الرأي أيضاً، أن التابوت وُجد في منطقة "سيدي جابر" بالإسكندرية، وهي منطقة كانت خارج حدود المدينة التي كانت تمتد من منطقة محطة الرمل إلى منطقة الشاطبي، وتم استخدام منطقة سيدي جابر في دفن الجثث بداية من القرن الثالث قبل الميلاد (بعد فترة حياة الإسكندر الأكبر بقرن وربع).

بعد أن امتدت حدود المدينة، فإن كان التابوت يعود إلى شخصية ملكية أو عسكرية، فلا بد أن يكون مدفوناً في الحي الملكي داخل حدود الإسكندرية.

يعود للعصر الروماني المتأخر

مع بداية فتح التابوت رجَّح خبراء أثريون أنه يعود إلى العهد البطلمي، بينما تكهَّن آخرون بأنه عائد إلى العصر الروماني القديم، والحقيقة أنه يعود إلى العصر الروماني المتوسط.

ووفقاً لما ذكرته رئيسة قسم الآثار اليونانية والرومانية بجامعة الإسكندرية منى حجاج، فإن تابوت الإسكندرية وُجد على عمق 6 أمتار، وهو عمق ليس له علاقة بعصر بداية تأسيس الإسكندرية، فيما العمق الذي توجد فيه آثار تخصُّ عهد الإسكندرية الأول، لا يقل عن 10 أمتار بحد أدنى، أما عمق الـ 6 أمتار فتتواجد فيه الآثار العائدة إلى العصر الروماني المتأخر، لذلك فإن هذا التابوت بعيد تماماً عن العصر البطلمي.

تابعت حجاج، أن مثل هذه التوابيت الضخمة ذات الأحجار الضخمة المجلوبة من أسوان، وتتكلف الكثير، يُعاد استخدامها على مرّ العصور، لذلك احتمالية أن يكون التابوت من عهد قديم وأعيد استخدامه كبيرة جداً.

الرأس المصاحب للتابوت يعود إلى الإسكندر الأكبر

انتشرت شائعات حول التمثال المصاحب للتابوت، تقول إنه يعود إلى الإسكندر الأكبر، في حين قال خبراء أثريون إن التمثال الموجود داخل المقبرة والمصنوع من المرمر عليه تآكل، ويبلغ ارتفاعه 40 سم، من المرجح أنه يخص صاحب المقبرة، لكنه قطعاً لا يتطابق مع مواصفات الإسكندر الأكبر، لا في الشكل، ولا تفاصيل الملامح.

وتم العثور على التابوت الأثري أثناء الحفر أسفل عقار في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية، مصنوع من الغرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر، وبارتفاع 1.85 متر، ويعود تاريخ التابوت إلى العصر البطلمي والقرن الرابع قبل الميلاد، وقدر وزن التابوت بنحو 30 طناً تقريباً.


اقرأ أيضاً..

بعيداً عن تابوت الإسكندرية.. لماذا لا يُعرف مكان قبر الإسكندر؟ رحلة جثمان القائد المقدوني منذ وفاته حتى اختفائه

بعد الكشف عمّا في التابوت الغامض.. الآن، الآلاف يوقعون مذكرة لشرب السائل الأحمر الموجود بداخله

تحميل المزيد