عندما تضيف وجهاً تعبيرياً مبتسماً بنهاية الرسالة، فإنك بهذا ربما تقول أكثر مما تدرك.
الوجوه التعبيرية التي يمكن تكوينها باستخدام علامات الترقيم مثل (ـ: والوجوه التعبيرية ورموز الصور مثل 😀 هي كلها خصائص شائعة تميز الطريقة التي نتواصل بها باستخدام الهاتف وخدمات رسائل الإنترنت ووسائط التواصل الاجتماعي.
يمكن لهذه الوجوه التعبيرية أن تساعد مُستقبِل رسالتك على توضيح ما هو غامض في مضمون الرسالة، وتقوية المشاعر التي تريد إيصالها، أو توصيل مشاعرك بسرعة باستخدام رمز واحد.
ولكن، ليس كل الأشخاص يستخدمونها -أو يفسرونها- بالطريقة نفسها.
نقل موقع Science Alert بحثاً أُجري بغرض اكتشاف كيفية تأثير استخدام هذه الرموز في الطريقة التي يفهمنا بها الآخرون. هل تستخدم الأنواع المختلفة من البشر الوجوه التعبيرية نفسها لغرض معين، مثل التحكم في صورتهم على سبيل المثال؟ إذا كان الأمر كذلك، فما هي العوامل النفسية المرتبطة بهذه التصرفات؟
للقيام بهذا الأمر، طُلب من مجموعة من الطلاب أن يملأوا استبيانات عن أنفسهم، ثم السماح بدراسة التواصل النصي الخاص بهم في محادثة مدبرة.
هل تهتم بإدراك الآخرين معنى حديثك
شملت الأسئلة الاستفسار عن آراء الطلاب حول مخاوفهم إزاء شخصياتهم، وتقديرهم ذاتهم، وقلقهم الاجتماعي وعرضهم ذاتهم في كيفية مدى اهتمامهم بكيفية إدراك الآخرين لهم.
سُئل الطلاب عن مقدار الوجوه التعبيرية التي استخدموها، وسبب استخدامهم إياها في الرسائل النصية، والرسائل الإلكترونية، وموقع "فيسبوك". ثم أُخذت لقطات للشاشات من الصفحات الشخصية لهم على موقع "فيسبوك"، وتم تسجيل محادثة مدتها 10 دقائق لكل منهم مع شخص آخر، وهو طالب غير معروف، بوساطة تطبيق "ماسنجر" على موقع "فيسبوك".
وجدنا أن الأشخاص الذي قيَّموا أنفسهم على أنهم مقبولون (لطفاء ومحبوبون) كانوا الأكثر استخداماً للوجوه التعبيرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وُجد أيضاً أن هؤلاء الذين كانوا أقل قلقاً بشأن كيفية نظر الآخرين إليهم كانوا أكثر استخداماً للوجوه التعبيرية الحزينة.
مرآة للعالم الواقعي
يبدو أن الأشخاص المختلفين يستخدمون الوجوه التعبيرية بشكل متفاوت بناءً على شخصياتهم. يميل الناس المقبولون إلى استخدام رموز اجتماعية وعاطفية في العالم الواقعي لتوصيل مشاعرهم للآخرين، مثل الابتسام والتشجيع. وبدرجة ما ينعكس هذا في العالم الافتراضي من خلال استخدام الوجوه التعبيرية المبتسمة.
وهذا هو الحال على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك"، حيث قد تكون الرسائل أكبر وذات جمهور أوسع، وحيث تكون التفاعلات أثرى وأعقد، مقارنة بالرسائل النصية البسيطة الموجهة من شخص إلى آخر.
يمكننا أن نفترض أن الأشخاص الذين يرون أنفسهم على أنهم أكثر قبولاً لدى الآخرين يشعرون بالحافز في هذه البيئات الافتراضية، ويبذلون أكثر من محاولة لتوصيل هذا الجزء من شخصياتهم من خلال الوجوه التعبيرية.
وفي الوقت ذاته، إذا كنت أقل قلقاً بشأن كيفية إدراك الناس إياك، فقد تكون أكثر استرخاءً في إظهار جميع مشاعرك، بما يتضمن الحزن.
ومن ثم، فإن الوجه الحزين في رسالة ما قد يكون دالاً على كونك أكثر اهتماماً بالتعبير عن نفسك مقارنة بكيفية تقييم الآخرين لك.
تُبرز بعض النتائج الأخرى التي توصلنا إليها أيضاً مدى احتمالية استخدامنا الوجوه التعبيرية في بعض أنواع التواصل الافتراضي أكثر من أنواع أخرى.
من المفهوم أن يعتبر المشاركون في دراستنا أن الوجوه التعبيرية غير ملائمة للسياقات الأكثر مهنية، وهو ما قد يفسر سبب قولهم إنهم يستخدمون الوجوه التعبيرية بدرجة أقل في رسائل البريد الإلكتروني مقارنة بالرسائل النصية أو وسائط التواصل الاجتماعي.
الحكم على الوجوه التعبيرية
وبصرف النظر عن هذا الأمر، فقد سجل المشاركون في الدراسة أن الوجوه التعبيرية كانت طريقة مفيدة للتعبير عن أنفسهم وإزالة الغموض عن رسائلهم.
ويوحي هذا بأن الوجوه التعبيرية قد تكون مهمة، بشكل خاص، للأفراد الذين يجدون صعوبة في التعبير أو تفسير الانفعال أو المقصود الاجتماعي، باستخدام النص فقط والدلالات التي قد يحملها.
وقد شجعَنا هذا على البدء في التخطيط لبحث إضافي فيما إذا كانت الوجوه التعبيرية مفيدة للذين يعانون أنواع التوحد المختلفة.
يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يعانوا في أثناء التفاعل الاجتماعي في فهم الدلالات العاطفية؛ ومن ثم فإن الوضوح الذي تضفيه الوجوه التعبيرية على الرسائل التي قد تكون غامضة قد يساعدهم على التواصل.
بالنسبة للجزء الأخير من البحث، فقد طُلب من مجموعة أخرى من الناس أن ينظروا إلى المحادثات ولقطات الصفحات الشخصية التي تم تسجيلها؛ بغرض دراسة الكيفية التي يحكم علينا بها الآخرون بناءً على استخدامنا الوجوه التعبيرية.
ابتسم.. هذا دليل انفتاحك على الخبرات الجديدة
توصلنا إلى أنه كلما زاد استخدام شخص ما أيقونات تعبيرية مبتسمة، اعتبره الآخرون مقبولاً اجتماعياً وواعياً ومنفتحاً على الخبرات الجديدة.
ولكن، لا يتوافق هذا دائماً مع الكيفية التي يرى بها الناس أنفسهم. على الأرجح، يتفق كل من مستخدمي الوجوه التعبيرية وهؤلاء الذين طُلب منهم تقييمهم حول مدى انفتاحهم على الآخرين وعلى الخبرات الجديدة.
يوحي هذا بأنه رغم أن الوجوه التعبيرية المبتسمة قد تجعل الناس يبدون أكثر تقبلاً ووعياً، فإن هذا قد لا يتوافق مع شخصياتهم في العالم الواقعي.
تشير كل هذه الأمور إلى أي مدى تُشكل به طريقة استخدامنا الوجوه التعبيرية انطباعات الآخرين عنا، وإلى حقيقة أننا يجب أن نعي كيفية استخدامنا إياها عبر الإنترنت.
رغم أنه تم تسجيل أمثلة للملاحظين الذين يضعون تقييمات إيجابية حول استخدام الآخرين الوجوه التعبيرية، فإن السلوكيات الأخرى قد تؤدي إلى انطباعات أقل إيجابية.
اقرأ أيضاً