اكتشاف تابوت حجري في قاع حفرة بالإسكندرية، ومحتواه غامض ومجهول

ككنز أسود يتلألأ في الوحل، يقبع الآن تابوت عملاق من الجرانيت في قاع حفرة أسفل بناية سكنية في مدينة الإسكندرية المصرية، وهو مقفل بإحكام رغم مرور 2000 عام عليه، مما يفسح المجال لأغرب النظريات حول الأسرار التي تكمن بداخله..

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 08:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/15 الساعة 08:18 بتوقيت غرينتش

ككنز أسود يتلألأ في الوحل، يقبع الآن تابوت عملاق من الغرانيت في قاع حفرة أسفل بناية سكنية في مدينة الإسكندرية المصرية، وهو مقفل بإحكام رغم مرور 2000 عام عليه، مما يفسح المجال لأغرب النظريات حول الأسرار التي تكمن بداخله، حسب صحيفة The New York Times الأميركية.

كان اكتشاف التابوت في أحد مواقع البناء الشهر الماضي اكتشافاً نادراً في حي سيدي جابر بمدينة الإسكندرية، في تلك المدينة الساحلية الأسطورية حيث تفتّتت معظم آثار حضارات مصر القديمة بفعل الأمواج أو دُفنت تحت التمدد الحضري.

استرعى انتباه مقاولٍ أثناء حفر أساسات مبنى في شارع الكرملي، وجودُ بريق تابوت جنائزي يبلغ طوله 9 أقدام بعرض 5 أقدام. وبعدما واصل علماء الأثار عملية الحفر يدوياً أُصيبوا بالدهشة عند اكتشاف أن ختم الملاط الطيني حول الغطاء الثقيل ما زال سليماً تماماً.

 

هذا أمر غير معتاد، فقد أفسدت قرون من النهب عن طريق الباحثين عن الكنوز وسارقي المقابر المحترفين العديد من مواقع المقابر الأثرية المصرية.

ويفترض زاهي حواس، عالم المصريات ووزير الآثار السابق، المشهور بقبعاته على طراز إنديانا جونز، أن هذا الاكتشاف قد يعزز الجهود الرامية إلى تحديد موقع مقبرة الإسكندر الأكبر.

دارت التكهنات حول من أو ما الذي يكمن داخل التابوت. وهناك القليل من القرائن، حيث أرجعت وزارة الآثار المصرية هذه القطعة الأثرية إلى سلالة حكام البطالمة، تلك العائلة الملكية اليونانية التي حكمت مصر قرابة ثلاثة قرون تلت وفاة الإسكندر الأكبر في العام 323 قبل الميلاد.

لا يحمل التابوت الحجري أية علامات، رغم العثور على تمثال نصفي متآكل من المرمر في موقع قريب، ويُحتمل أن يكون لصاحب التابوت. افترض بعض المسؤولين أن يكون لأحد نبلاء المدينة أو شخصية شهيرة أخرى من العصر البطلمي.

جدل "لعنة الفراعنة" من جديد

وبالطبع، فتح "تويتر" الباب على مصراعيه للعديد من النظريات الأكثر ضحالة، بما في ذلك التوقعات بالإصابة بلعنة الفراعنة التي قد تسبب الموت في حال فتح التابوت.

لكن المسؤولين أغلقوا الأبواب في وجه التكهنات

قال مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بالحكومة المصرية: "تلقيت مكالمات حول هذا الأمر طوال اليوم، يدّعي الناس أن التابوت قد يحتوي جثمان الإسكندر أو كليوباترا أو رمسيس، لكنهم لا يدرون ما يتحدثون عنه"، وأثارت تعليقات المسؤولين حفيظة بعض المتابعين حسب الصحيفة الأميركية.

قال وزيري أن وزارته قامت هذا العام باستخراج 10 توابيت أخرى مغلقة بالمنيا جنوب القاهرة. وقد احتوى بعضها على مومياوات واحتوت توابيت أخرى على خرز أو تمائم أو تماثيل دينية. قال وزيري: "إذاً ماذا عن هذا التابوت؟ ربما لا يحتوي على شيء مميز، لن نعرف بالضبط حتى نفتحه".

تعلّم المسؤولون المصريون توخي الحذر فيما يتعلق بوضع توقعات هائلة. فبعد ثلاث سنوات من التكهنات المثيرة عن حجرة خفية في مقبرة الفرعون الصغير توت عنخ آمون، والتي خمّن بعض الخبراء بأنها تحتوي على بقايا الملكة نفرتيتي، انتهت بشكل مخيب للآمال في مايو عندما أثبت مسح الرادار بشكل قاطع أنه لم تكن هناك أية فجوات خفية.

فيما عدا ذلك ورغم ما سبق كان هذا العام جيداً فيما يتعلق بالاكتشافات الأثرية بمصر، فقد وجد علماء الآثار شبكة خفية من المقابر في المنيا ومعبداً يونانياً رومانياً نادراً في الصحراء الغربية، بينما كثفت السلطات جهودها كي تستعيد كنوزاً قديمة تم تهريبها للخارج.

وفي الشهر الماضي فقط استعادت وزارة الآثار تسع قطع أثرية ثمينة من فرنسا، تضمنت توابيت ملونة وتماثيل لقطط، وصودرت كمية ضخمة من الآثار المهربة في ميناء بإيطاليا، تحتوي أقنعة مطلية بالذهب لمومياوات وقوارب خشبية و21660 قطعة عملة.

وقد نُقلت آلاف القطع الأثرية، بما في ذلك الكثير من مجموعة توت عنخ آمون، إلى المتحف المصري الكبير، وهو مشروع عظيم تبلغ قيمته مليار دولار ويجري بناؤه بالقرب من أهرامات الجيزة خارج القاهرة.

بعد سنوات من التقدم بشكل غير منتظم، فإن عملية الإنشاء تجري الآن على قدم وساق، وصرّح المسؤولون المصريون بأن البناء يجب أن يكتمل بنهاية العام الجاري 2018، مع إقامة افتتاح عام في وقت لاحق من العام المقبل. ويقول المسؤولون أنه سيكون أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة.

قال وزيري إنه من المحتمل أن يتم تحديد ما إذا كان سيتم نقل محتويات تابوت الإسكندرية الأسود الغامض إلى المتحف في الأيام المقبلة في الوقت الذي يحدد فيه المسؤولون أهمية فتح غطائه.

وقال: "إذا وجدنا نقشاً فهذا سيكون شيئاً رائعاً، وإذا وجدنا صاحبه سيكون هذا أفضل كثيراً، ولكن رجاءً دون تخمينات، فإن علم الآثار يعتمد على الأدلة."


واقرأ أيضاً..

اكتشاف نسخة من أقدم إنجيل من الكتاب المقدس في مصر.. لكن، مهلاً لماذا كل هذا الغموض حول الكشف الأثري؟

عمرها 4500 سنة.. اكتشاف جديد يتوصّل إليه العلماء في مصر حول أهرامات الجيزة

علامات:
تحميل المزيد