إحداها كان بسبب خرائط جوجل وأخرى بسبب “حصن أحمق”.. 7 أخطاء غير مقصودة كادت أن تشعل حرباً

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/15 الساعة 08:32 بتوقيت غرينتش
The logo of Google is pictured during the Viva Tech start-up and technology summit in Paris, France, May 25, 2018. REUTERS/Charles Platiau

ماذا لو عبرت قوات شرطة أجنبية حدود دولة أخرى عن طريق الخطأ وأقامت نقطة تفتيش على أراضيها، أو بنت حصناً لتكتشف بعد ذلك أنها داخل حدود الدولة المجاورة. يشهد التاريخ أخطاء سيادية كثيرة ارتكبتها الأنظمة السياسية تجاه بعض جيرانها بطريقة غير مقصودة. لكن التوترات السياسية وخارطة العالم المتغيرة تعني أن مجال الخطأ محدود جداً وقد ينتهي الأمر من هفوة وحدة عسكرية ما إلى خطيئة تدفع ثمنها أمم بأكملها.

نستعرض فيما يلي 7 أخطاء غير مقصودة كادت أن تشعل حرباً بين دولتين متجاورتين:

خرائط جوجل كادت تشعل حرباً حدودية

لطالما كانت جزيرة كاليرو في نهر سان خواسيه منطقة حدودية متنازع عليها بين دولتي كوستاريكا ونيكارغوا، وعلى الرغم من أنه تم الاعتراف بها كجزء من كوستاريكا منذ عام 1897، إلا أن  خرائط جوجل وضعت الجزيرة ضمن حدود نيكاراغوا عن طريق خطأ غير مقصود.

تسببت عدم دقة خدمة خرائط جوجل  في حدوث جدال ونزاع حول الحدود بين الدولتين. واستشهد جنرال من نيكاراغوا بنسخة خريطة جوجل لتبرير غارة شنها على منطقة متنازع عليها مع كوستاريكا.

وكوستاريكا التي لا تملك جيشاً سارعت إلى إرسال قوات أمن إلى الحدود وهددت رئيسة كوستاريكا لورا شينشيلا بنقل النزاع إلى مجلس الأمن الدولي، كما ناشدت شركة جوجل تغيير الحدود على خرائطها.

وطلبت نيكاراغوا من "جوجل" إبقاء خط الحدود في موقعه الحالي، إلا أن معدي الخرائط في جوجل صححوا نسختهم للحدود وألقوا اللوم على بيانات خطأ من وزارة الخارجية الأميركية أدت إلى منح 2.7 كيلومتر من الأراضي لنيكاراغوا.

60 جندياً فنزويلياً أقاموا معسكراً في كولومبيا بالخطأ!

على الرغم من تاريخهما الطويل المشترك، إلا أن كولومبيا وفنزويلا ليستا صديقتين. لطالما استنكرت كولومبيا التأييد الفنزويلي للمتمردين اليساريين الذين يقاتلون الدولة الكولومبية، في حين أن فنزويلا استاءت من دور كولومبيا كمؤيد رئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. لذا فإن أي نزاع بين الدولتين يمكن أن يأخذ شكلاً سيئاً للغاية.

حدث ذلك عندما عبرت مجموعة من نحو 60 جندياً فنزويلياً بالخطأ الحدود إلى كولومبيا عام 2017. أقاموا معسكراً في إحدى مزارع الموز، حيث اعتقدوا أن المزرعة تابعة لفنزويلا ولذلك اعتبرت القوات أنها شرعية تماماً بالنسبة لهم لإقامة معسكر هناك.

اعتبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس هذا الحدث انتهاكاً للسيادة الوطنية وتحدث مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بشأن التوغل. وبعد المحادثات، أصدر أمراً للقوات بالعودة، وعرض الدفع مقابل الضرر الذي لحق بالمحاصيل.

أثار الحادث حرباً كلامية بين بوغوتا وكاراكاس. لحسن الحظ، كانت حرب الكلمات كل ما كان.

طريق حدودي قرب بوتان كان سينتهي باشتباك بين الصين والهند

تعد بوتان دولة صغيرة فقيرة في جبال الهيمالايا، إلا أنها تقع بين دولتين لهما نفوذ عالمي كبير وهما الهند والصين.

في صيف 2017، حدث توتر حدودي بين الصين والهند عند هضبة دوكلام التي تسيطر عليها الصين والواقعة في مثلث الحدود بين الهند والصين وبوتان.

كانت البداية عندما أرسلت الصين جنودها هناك لشق طريق حدودي، لكن سرعان ما أبدت الهند ردة فعل قوية وسارعت بنشر قوات عسكرية حالت دون استكمال المشروع وأيدتها دولة بوتان في الأمر.

اعتبرت بكين ذلك تجاوزاً للحدود الصينية وطالبت الهند بسحب قوتها وخوفتها من أن الأمر قد يؤدي لنشوب حرب، إلا أن نيودلهي بررت موقفها بأن السماح ببناء الطريق من شأنه أن يجعل الوصول إلى مناطق حساسة أمراً سهلاً بالنسبة للجيش الصيني، مما يعني تحسين وضع الصين الأمني في حال نشوء نزاع مسلح!

كان الخوف من أن يقود هذا النزاع الحدودي لنشوب حرب بين البلدين كما حدث في الحرب الصينية الهندية التي حدثت عام 1962 وخلفت 2000 قتيل وآلاف الجرحى.

سويسرا تغزو ليختنشتاين بالخطأ

غزت سويسرا جارتها ليختنشتاين بالخطأ عام 2007، وذلك عندما ضل 170 جندياً سويسرياً الطريق ليلاً أثناء قيامهم بتدريب روتيني وتعدّوا الحدود مع إمارة ليختنشتاين.

تسبب الأمر في إحراج دبلوماسي للحكومة السويسرية، لكن ليختنشتانين التي تعتمد على دولة سويسرا تفهمت الموقف ولم تضخم الأمر وطمأنت سويسرا أن أحداً لم يلحظ وجود الجنود المسلحين وأن الأمر لم يتسبب في حدوث أية مشكلة.

سفن أستراليا تغزو المياه الإندونيسية 6 مرات دون قصد!

إذا كانت الحدود البرية تكون أحياناً غير دقيقة بما يكفي لتؤدي إلى غزوات وخلافات دبلوماسية، فالحدود البحرية أكثر صعوبة.

في المحيطات يمكن أن يكون من الوارد لدولة أن تعبر منطقة نفوذ دولة أخرى مرة أو مرتين عن طريق الخطأ.. لكن 6 مرات؟

هذا ما حدث بالفعل عام 2014، عندما خلص تحقيق داخلي أجرته البحرية الأسترالية إلى أن سفنها أخطأت مراراً  في حسابات الحدود البحرية المحلية، مما أدى إلى 6 حوادث قامت فيها السفن بغزو المياه الإندونيسية عن طريق الخطأ.

اعتذرت الحكومة الأسترالية من جاكرتا بعد انتهاكها "بشكل غير متعمد" المياه الإندونيسية، مع الإشارة إلى أنها ستواصل انتهاج سياسة حازمة ضد طالبي اللجوء الذين يصلون إلى أستراليا بحراً من إندونيسيا.

 شرطة أيرلندا الشمالية ضلت طريقها وعبرت حدود جمهورية أيرلندا:

أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا مكانان مختلفان تماماً، فأيرلندا الشمالية هي جزء من المملكة المتحدة بينما جمهورية أيرلندا هي عضو في الاتحاد الأوروبي وبينهما حدود متنازع عليها.

في عام 2010 أثار أفراد من قوات شرطة أيرلندا الشمالية خلافاً دبلوماسياً عندما عبروا الحدود عن طريق الخطأ وتقدمو 100 ياردة داخل جمهورية أيرلندا وأقاموا نقطة تفتيش للسيارات في جمهورية أيرلندا وبدأوا يقومون بدوريات ووقف للسيارات.

استنكر الحزب القومي الأيرلندي شين فين الأمر بشدة، لكن قوات الشرطة سرعان ما أدركت الخطأ الذي وقعت فيه وتراجعت مسرعة إلى بلادها.

حصن الحماقة.. حصن أميركي داخل الحدود الكندية

حصن الحماقة أو حصن مونتجومري هو أحد الحصون الأميركية الدفاعية الذي أمر الرئيس الأميركي ماديسون بإنشائه على ضفاف بحيرة تشامبلين بعد انتهاء حرب 1812 (بين الولايات المتحدة وبريطانيا انتهت دون أن يحقق أحد الطرفين نصراً عسكرياً) بهدف تعزيز قدرات البلاد العسكرية وحمايتها من الغزاة.

شرع المهندسون في بناء الحصن عام  1816 فوق نتوء صغير على جزيرة في أقصى الجزء الأميركي شمال بحيرة شامبلين، وكانت الخطة أن يتم بناؤه على هيئة (ثماني الأضلاع) بجدران حجرية على طول 30 قدماً مع نشر 125 مدفعاً عليها، الأمر الذي يرعب أي سفينة حربية بريطانية من التقدم.

لكن حدث ما قلب الأمور رأساً على عقب، حين كشفت دراسة استقصائية أن الحصن الذي يقع على خط العرض 45 درجة تم بناؤه خارج الحدود الأميركية، وأن الحصن تم بناؤه على بعد نصف ميل شمال الحدود الكندية بسبب خطأ في تحديد المساحة وترسيم الحدود!

كان على الولايات المتحدة أن توقف بناء الحصن والتخلي عن الموقع وأصبح الحصن يعرف باسم حصن الحماقة.

قامت الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1842 بحل الأمر، وتم الاتفاق على العمل بالترسيم الأصلي القديم للحدود وهو حد قديم عرف بـ (حد فالنتاين وكولينز) عند خط عرض 45 درجة شمالاً، وعرف بأنه خط التقسيم الفعلي بين ولايتي نيويورك وفيرمونت من جهة، والمقاطعة البريطانية في كندا من جهة أخرى. وكان هذا يعني أن الولايات المتحدة يمكنها استكمال المشروع بدون أية مشاكل!


إقرأ أيضا

حرب أسطورية بسبب أجمل امرأة في العالم.. قصة "أفروديت"، اللعوب التي تسبب بحصار طروادة من الإغريق 10 أعوام

علامات:
تحميل المزيد