وفاة “الأميرة النازية”.. ابنة هيملر التي أصبحت جاسوسة ورمزاً للمساعدة السرية للنازيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/10 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/10 الساعة 11:35 بتوقيت غرينتش

توفيت غودرون بورويتز عن سن يناهز الثامنة والثمانين. وقد كانت ابنة هاينريش هيملر حتى يوم وفاتها إحدى أكبر النشطاء الذين واظبوا على مساعدة النازيين الفارين، حسب صحيفة Elconfidencial الإسبانية.

دون أدنى شك يعد هاينريش هيملر أكثر الشخصيات شراً وخبثاً في تاريخ الإنسانية. وقد كان هذا الرجل قائداً عاماً للفرقة الخاصة الألمانية (SS). كما يعد المسؤول الأكبر عن عملية الهولوكوست، خاصة أنه المشرف على إنشاء نظام معسكرات الاعتقال النازية ومراقبتها.

بعد 73 سنة من وفاته تم التعرف على أحد الأسرار المتعلقة به: ألا وهو إرث ابنته "غودرون بورويتز".

لُقّبت بالأميرة النازية

خلال الفترة الأخيرة تحدثت العديد من الأخبار عن وفاة ابنة هيملر خلال شهر مايو/أيار الماضي عن سن يناهز الثامنة والثمانين. وفي ألمانيا، يعلم الجميع أن بورويتز مدافعة عن أيديولوجية النازيين الجُدد. وقد جعل تفكيرها اليميني المتطرف الكثيرين يلقبون ابنة هيملر بـ"الأميرة النازية". لكن بعد موتها تم الكشف عن العديد من المعطيات المجهولة حول ابنة النازي الذي ارتبط اسمه بهتلر. وعلى وجه الخصوص عملت بورويتز لعدة سنوات في دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية خلال ستينات القرن الماضي، حسب صحيفة Elconfidencial الإسبانية.

وتزوجت بورويتز من ولف ديتر بورويتز، وهو مسؤول في الحزب الوطني الديمقراطي المتطرف.

ولدت في بيت نازي

وُلدت غودرون بورويتز في الثامن من أغسطس/آب من سنة 1929، كما نشأت تحت مظلة الأيديولوجية النازية. وفي واقع الأمر، عندما كانت ابنة هيملر في سن الطفولة تم استعمال صورتها للترويج والدعاية لنظرية تفوق العرق الآري. علاوة على ذلك، أكد العديد من سجناء معتقلات النازية أنه تمت مشاهدة ابنة هيملر برفقة والدها عدة مرات خلال قيامهما بجولة داخل المعسكرات النازية.

وفي عام 1945، بعد هزيمة النازيين في الحرب العالمية الثانية تغير كل شيء بالكامل وأصبح عالمها مختلفاً تماماً وانقلب رأساً على عقب.

غودرون بورويتز وأبيها في فعالية للنازيين في ألمانيا

وانتحر أبوها ليتجنب القبض عليه

خلال نهاية الحرب العالمية الثانية انتحر هيملر لتجنب أن يتم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الحلفاء. في المقابل، كان الوضع مختلفاً بالنسبة لابنته، إذ تم الاستماع إلى أقوالها خلال محاكمات نورمبرغ.

وبحلول سنة 1946، قررت قوات الحلفاء إطلاق سراح بورويتز بعد الاستماع إلى شهادتها في المحكمة المختصة. وبعد أن كانت ابنة هيملر منذ صغر سنها من أشهر الشخصيات النازية تغير عالم بورويتز بشكل جذري بعد الاستماع للاتهامات التي وجهتها لأبيها. وخلال المقابلة الوحيدة التي أجرتها، صرحت بأنها "تريد أن تغيّر الصورة التي تشكلت حولها".

وتغيرت بعد ذلك جذرياً

بهذه الطريقة، أصبحت "الأميرة النازية" جزءاً من دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية خلال سنة 1960، التاريخ الذي يوافق استلام رينهارد جيلين مهمة إدارة هذا الجهاز الاتحادي. ومن جهته، يعد جيلين قائداً سابقاً في الاستخبارات العسكرية النازية، وتتمثل مهمته الأساسية في هذه المنظمة في جمع معلومات حول الأعداء المحتملين لألمانيا الغربية. كما عمل جيلين جنباً إلى جنب قوات الاحتلال الأميركي، وتولى مهمة تسريب تقارير وبيانات؛ وهو الحال أيضاً بالنسبة لغودرون.

مع والديها: هاينريش هيملر ومارغريت

وصارت عميلة مخابرات رغم ولائها للنازيين

تاريخياً، ترددت شائعات مفادها أن جيلين تولى مهمة جلب الأشخاص الذين ارتبطت أسماؤهم بالنظام النازي إلى دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية. وقد تأكد هذا الأمر على وجه الخصوص عند معاينة حالة غودرون. وبعد وفاة أبيها لم تتخلَّ ابنة هيملر فقط عن لقبه لتستبدله بلقب زوجها، بل أقدمت أيضاً على خطوات أبعد من ذلك بكثير عندما عملها بالجهاز الاتحادي. وقد أكدت دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية أن "السيدة غودرون بورويتز كانت أحد أعضائها حتى 1963، لكن تحت اسم مستعار"، حسب الصحيفة الإسبانية Elconfidencial.

عملت بورويتز خلال سنتين كسكرتيرة لوكالة الاستخبارات في ألمانيا الغربية ، في مقرّها في Pullach. وتم فصلها عام 1963 بعد الكشف عن النازيين السابقين الذين يعملون في الخدمة.

رمز "المساعدة الصامتة لأسرى الحرب والأشخاص المعتقلين"

بعد مغادرة دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية تحت إشراف الأميركيين، انضمت ابنة هيملر إلى "المساعدة الصامتة لأسرى الحرب والأشخاص المعتقلين"؛ التي تعد منظمة سرية تعمل على مساعدة نازيين سابقين فارّين، أو أصدرت أحكام في حقهم، أو تم اعتقالهم، فضلاً عن مدّ يد المساعدة لعائلاتهم. وتعد هذه المنظمة، إحدى المؤسسات الأكثر إثارة للجدل في ألمانيا خلال فترة ما بعد الحرب العالمية، ولا زالت تحافظ على هذه الخاصية حتى هذا التاريخ. وعلى الرغم من أن القانون قد أعطى تصريحاً لهذه المنظمة للنشاط للعلن، فإن طابعها السري جعل منها محل شكوك على مر السنين.

من جانب آخر، كانت غودرون بورويتز، تاريخياً، واحدة من أهم رموز هذه المنظمة التي نشأت بشكل سري. ولم تعرف هذه المنظمة فقط بحملاتها لصالح النازيين الذين تتم محاكمتهم، بل طالتها أيضاً الشكوك لتشير إلى أنها بصدد تمويل بعض النازيين الفارين من العدالة. وكانت غودرون واحدة من الناشطات البارزات في هذه المنظمة إلى أن وافتها المنية، في الأثناء، لم تصرح ابنة هيملر بأنها "كانت تعمل جاسوسة لصالح الأميركيين".


واقرأ أيضاً..

انتقام المصور من السيدة النازية الكبرى.. الأرشيف يكشف أسرار المخرجة التي روجت لهتلر وعينها على هوليوود

المدينة التي هزمت هتلر يُطلق عليها العالم كله "ستالينغراد" لكنّ لها اسم مختلف

علامات:
تحميل المزيد