بعد ربطه النبيّ محمد بالشرّ… البابا بنديكتوس السادس عشر يتلقى كتاباً من إمام مسجدٍ في ألمانيا لتصحيحٍ التصوّرات السلبية عن الإسلام ورسوله!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/05 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/05 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش

وجَّه بابا الفاتيكان الحالي فرنسيس وسلفه بنديكتوس السادس عشر رسالتَيْ شكر لإمام مسجدٍ معروف في ألمانيا، ردّاً على إهدائه لهما كتاباً، أصدره عن النبيّ محمد باللغة الألمانية.

إصدار الكتاب ارتبط بخطابٍ، سبق وألقاه البابا بنديكتوس السادس عشر في العام 2006 حول النبيّ محمد، تسبَّب باحتجاجاتٍ واسعة في العالم العربي، ممّا دفعه إلى الاعتذار.

وثمّن فرانسيس وبنديكت، في رسالتين إلى إمام المسجد الشفاف في مدينة بنسبيرغ الألمانية بنيامين إدريس (من أصولٍ مقدونية) ما تضمّنه كتابه – الذي دخل مكتبة الفاتيكان – من تصحيحٍ لتصوّراتٍ سلبية سائدة عن الإسلام ورسوله، وسعيه إلى مدِّ جسورٍ من الاحترام المتبادل بين الإسلام والمسيحية.

وفي حديثٍ إلى موقع الجزيرة، أوضح إدريس – الذي يترأس منتدى الإسلام في ميونخ – أن كتابه "نبي يتحدّث للعالم" يعرّف بشخصية الرسول من خلال أحاديثه وحكمه؛ وأنه جاء ليردّ من خلاله على الاتهامات الغربية، التي وُجّهت عبر التاريخ لمقام النبيّ محمد الشريف، ومن بينها ما ورد على لسان إمبراطور بيزنطي وكرَّره البابا بنديكتوس السادس عشر، في محاضرةٍ شهيرة ألقاها في جامعة ريغنسبورغ في بافاريا العام 2006.

خلال المحاضرة، تحدث البابا بنديكتوس السادش عشر عن علاقة العقل بالدين، وتعرَّض لموضوع آيات القتال في القرآن الكريم، مستشهداً بنصٍّ تاريخي لحوارٍ دار بين الامبراطور البيزنطي مانويل الثاني وأحد المفكّرين من بلاد فارس.  

الكاتب يؤسِّس لردٍّ حقيقي على سؤال الامبراطور، الذي كرَّره البابا السابق في محاضرته "قلْ لي ماذا أتى به محمد إلا الشرّ"؟ ويفنّد، من خلال أحاديث نبوية مختارة، النظرة الغربية التاريخية السلبية تجاه النبيّ محمد. فهو يعرض 100 حديثٍ نبوي حول الحياة العامة والقيم الأخلاقية، تشمل التسامح مع الآخر وحقوق المرأة والحفاظ على البيئة وحقوق الحيوان وإتقان العمل ونبذ العنف والكراهية والتطرف والدعوة للمحبة والسلام.

ولفت إدريس أن ابتعاده، في كتابه "نبي يتحدّث للعالم"، عن التقيّد بالترجمة الحرفية سببه الأساسي مراعاة المعاصرة من أجل الوصول إلى عقل القارئ غير المسلم، وتيسير فهمه من دون الابتعاد عن صيغة النصّ الأصلي للأحاديث.

تحميل المزيد