الكائنات الفضائية موجودة – الناسا اكتشفت الدليل الأقوى على وجود حياةٍ على قمر كوكب زحل!

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/28 الساعة 12:24 بتوقيت غرينتش

تُظهر الجزيئات العضوية، التي انطلقت إلى الفضاء، من خلال فُتحات بالبحار العميقة على أحد أقمار كوكب زحل، أنها تشتمل على "كافة المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها".

مركبة وكالة ناسا الفضائية أخذت عيّنات من المواد المنبعثة، من شقوق السطح الجليدي لقمر إنسيلادوس، قبل أن تتعرَّض للتدمير في الغلاف الجوّي لكوكب زحل. وقد وجدت دراسة لهذه البيانات، أجراها فريق دولي من الباحثين، أدلة على وجود موادٍ غنية بالكربون تشكّلت داخل القمر.

وذكر العلماء أن هذا الاكتشاف قد "أصابهم بدهشةٍ عميقة".

ونقلت صحيفة The Independent البريطانية عن دكتور فرانك بيتسبيرغ، الذي ترأس فريق الباحثين من جامعة هايدلبيرغ، قوله: "لا توفّر الجزيئات العضوية المعقدة بالضرورة بيئة صالحة للحياة، ولكنها من ناحية أخرى تعدُّ مؤشراً على وجود حياة".

وأضاف: "لم يكن معروفاً في السابق ما إذا كانت الكيمياء العضوية المعقدة موجودة على سطح قمر إنسيلادوس، ولكننا نعلم الآن".

وذكر دكتور كريستوفر غلين، عالم الفضاء المتخصّص في علوم كيمياء المحيطات خارج نطاق الأرض، أن النتائج الجديدة توضّح أن قمر "إنسيلادوس" هو الجرم السماوي الوحيد، إلى جانب الأرض، "الذي يفي بكافة المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها".

وأضاف: "لقد واجهنا مرة أخرى قمر إنسيلادوس. تعرّفنا في الماضي على جزئياته العضوية الأبسط، التي تحتوي على بعض الذرّات الكربونية، ولكن حتى ذلك كان مثيراً للاهتمام للغاية".

ويأتي هذا الاكتشاف الجديد، بعد سنواتٍ من قيام مركبة الفضاء "كاسيني" بجمع البيانات، خلال اقترابها من أقمار كوكب زحل.

قمر
قمر "إنسيلادوس"؛ وهو الجرم السماوي الوحيد، إلى جانب الأرض، "الذي يفي بكافة المتطلبات الأساسية للحياة كما نعرفها".

نتائج أولية

وجدت الدراسات الأولية – التي نُشرت في مجلة Nature – أدلة على وجود محيطٍ هائل، تحت القشرة الجليدية لسطح قمر إنسيلادوس.

ووجدت الرحلات الفضائية اللاحقة علامات على وجود مركبات عضوية أصغر، مثل غاز الميثان، بالإضافة إلى الهيدروجين؛ بما يشير إلى فتحات حرارية أسفل البحار العميقة.

وذكر دكتور هانتر ويت، الذي شارك في الدراسة التي أُجريت بمعهد ساوثويست للبحوث: "الهيدروجين هو مصدر الطاقة الكيميائية التي تدعم الميكروبات، التي تعيش داخل المحيطات، بالقرب من الفتحات الحرارية على كوكب الأرض".

وتابع قوله: "بمجرد تحديد مصدر غذائي محتمل للميكروبات، يُطرح التساؤل التالي: ما هي طبيعة الكائنات المعقدة في المحيط؟ وهذا البحث يمثل الخطوة الأولى، نحو فهم تعقّد الكيمياء العضوية، فيما وراء توقعاتنا".

جاءت هذه الأنباء فور إعلان وكالة ناسا العثور على "مقوّمات الحياة" على  كوكب المريخ، وهو الاكتشاف الذي رحّب به العلماء كدليلٍ دامغ على وجود كائنات فضائية.

وكانت البيانات، التي تمّ جمعها من الكوكب الأحمر، تفصيلية بصورة أكبر من النتائج التي تمّ التوصل إليها حول قمر إنسيلادوس؛ ومع ذلك، أوضحت الاكتشافات التي تمّ التوصل إليها، خلال 12-15 شهراً، أن ذلك القمر البعيد هو أحد أكثر الأماكن التي تدعم الحياة بنظامنا الشمسي.

وذكر دكتور بيتسبرغ أن إمكانية وجود حياة على قمر إنسيلادوس في تزايد، ولكن ليس هناك بعثات أخرى لمتابعة ما توصَّلت إليه مركبة الفضاء كاسيني.

ومع ذلك، تتوافر حالياً التكنولوجيا لاختبار مثل هذا النوع من الحياة؛ ويتنبأ بيتسبيرغ بصدور قرار خلال السنوات الخمس الماضية، حول البعثات المستقبلية لصيد الكائنات الفضائية من هذا "العالم المائي".

وقال بيتسبيرغ "إنه أحد أكبر التساؤلات العلمية – الحياة خارج كوكب الأرض: نعم أم لا– وهنا بقعة يمكننا فحصها. لدينا بيئة صالحة للحياة هنا، ولدينا الوسيلة لسبر أغوارها، وتحديد إمكانية وجود حياة فعلية هناك أم لا".