ظهرت في شمال الصين، نسخة طبق الأصل كاملة الحجم من تمثال أبو الهول في الجيزة، بعد عامين من مطالبة السلطات المصرية بهدمها، ولعل ذلك ما أثار حفيظة القاهرة مرة أخرى.
ووفقاً لما ذكره الموقع الإخباري الصيني Guancha، بدأ الخلاف في العام 2014، عندما كُشف النقاب عن التمثال البالغ ارتفاعه 20 متراً وبطول 60 متراً في منطقة صناعة الثقافة في شيجياتشوانغ في مقاطعة خبي.
وبحسب صحيفة South China Morning Post الصينية، يحمل هذا التمثال شبهاً لا يصدق بتمثال أبو الهول المشهور عالمياً، الذي يتصدر هضبة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل منذ أكثر من 4000 عام، وهو الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة في القاهرة.
وعلى خلفية ذلك، وجه المسؤولون المصريون على الفور نداء إلى منظمة اليونسكو لإزالة النسخة المقلدة نظراً لأنها نسخة طبق الأصل للمَعْلم المصري الشهير، مشيرين إلى أنه تم نصبها دون أخذ إذن مسبق.
وقال مدير الموقع في مقاطعة خبي آنذاك، إن تمثال أبو الهول بني كدعامة لإنتاج الدراما، وسيتم هدمه بمجرد الانتهاء من التصوير.
ولكن عملية الهدم لم تحدث حتى العام 2016، حيث لم يقم العمال إلا بفصل رأس أبو الهول عن جسده.
وذكر التقرير أن بقايا هذه النسخة ظلت في منطقة صناعة الثقافة بمنأى عن أي تعديل، حتى الشهر الماضي عندما وجد الزوار فريقاً من العمال يقومون بجمع رأس أبو الهول بجسمه.
وما إن وصل خبر إعادة بناء المجسم إلى القاهرة، حتى استشاط المسؤولون المصريون غضباً.
ووفقاً لتقرير الموقع، فإن المسؤولين المصريين بصدد رفع قضية مرة أخرى أمام منظمة اليونسكو، وهم يخططون أيضاً للاتصال بوزارة الشؤون الخارجية الصينية لطلب إزالة التمثال نهائياً.
يُذكر أن السلطات المصرية أكدت أن الحادث الأخير يسيء إلى التراث الثقافي للبلاد.
ونقل موقع "اليوم السابع" عن مصطفى أمين، مساعد وزير الآثار للشئون الفنية في مصر قوله، إنه من الطبيعي أن تخاطب وزارة الآثار الجهات المعنية مثل وزارة الخارجية ومنظمة اليونسكو، بشأن استنساخ تمثال أبو الهول في الصين، وذلك لمخالفة قانون حماية الآثار وحقوق الملكية.
وقال أمين، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن عمل أى مستنسخات تمثل الحضارة المصرية القديمة، تعدٍ صارخ على الحضارة المصرية، فعلى الرغم من أنه يعطى أهمية للحضارة فى جميع دول العالم، إلا أنه يجب الالتزام بالقانون وحماية الحقوق الملكية الفكرية.