بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، فإن قائمة أقدم 10 مدن مأهولة على وجه الأرض تتضمن 7 دولٍ عربية. والمقصود بالمأهولة هنا، هي تلك المدن التي بقيتْ مأهولة بالسكان من دون إنقطاع حتى يومنا هذا.
فيما يلي، نستعرض ترتيب المدن الـ 10 الأوائل بحسب تصنيف "يونسكو":
اقرأ أيضاً
10. بيروت، لبنان:
أُهِّلَت بالسُكَّان للمرة الأولى، منذ 3 آلاف سنة قبل الميلاد.
يمتد تاريخ بيروت، عاصمة لبنان – فضلاً عن كونها مركزها الثقافي، والإداري، والاقتصادي – إلى ما يقارب الـ 5 آلاف عام. كشفت أعمال التنقيب في المدينة عن بقايا آثارٍ فينيقية، وهيلينستية، ورومانية، وعربية، وعثمانية، بينما ذُكر اسمها في مراسلاتٍ إلى فرعون مصر في وقتٍ مُبكر من القرن الرابع عشر قبل الميلاد. عُرفتْ بـِ "سويسرا الشرق"، قبيل الحرب الأهلية اللبنانية، التي دمّرتها تقريباً. ومع نهايتها، أصبحت بيروت منطقة جذبٍ سياحية وعصرية وحيوية.
كتبتْ عنها المؤرخة الويلزية، وكاتبة أدب الرحلات جان موريس: "بالنسبة للدارسين المُتعمِّقين، تُعدُّ بيروت ظاهرة، رُبما خدعة، لكنَّها مستحيلة إلى حدٍّ بعيد".
اقرأ أيضاً
9. غازي عنتاب، تركيا:
أُهِلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 3650 سنة قبل الميلاد.
يمتدّ تاريخ غازي عنتاب، الواقعة جنوب تركيا قُرابة الحدود السورية، إلى زمن الحيثيين، وهو شعبٌ عاش في المنطقة التي عُرِفَت في ما بعد بسوريا، وعاصمتهم مدينة حثية. وشُيِّدت قلعة رافاندا، التي أعاد البيزنطيون ترميمها في القرن السادس، في مركز المدينة، بينما اكتُشفت الفسيفساوات الرومانية أيضاً.
قال عنها الشاعر والفيلسوف الإنكليزي صامويل تايلر كولريدغ: "ليس لديهم أي ماضٍ، ليسوا شعباً تاريخياً؛ إنَّهم يعيشون فقط في الحاضر".
8. بلوفديف، بلغاريا
أُهِلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 4000 سنة قبل الميلاد.
كانت بلوفديف، ثاني أكبر مدينة في بلغاريا، في الأصل مُستوطنة للتراقيون (شعوب هندوأوروبية) قبل أن تُصبح مدينة رومانية رئيسية. خضعت المدينة فيما بعد لحكم البيزنطيين والعثمانيين، قبل أن تُصبح جزءاً من بلغاريا. تعتبر المدينة مركزاً ثقافياً هاماً وتفتخر بامتلاك العديد من البقايا الأثرية، والتي تتضمَّن المسرح الروماني، والقناة المائية الرومانية، والحمامات العثمانية.
كتب عنها الكاتب الروماني لوسيان: "إنَّها الأكبر والأروع من بين جميع المدن. جمالها يلمع من بعيد".
7. صيدا، لبنان
أُهِلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد.
تقع مدينة صيدا، واحدة من أهم المدن الفينيقية – وربما أقدمها على الإطلاق – على بُعد 25 ميلاً جنوب بيروت. كانت صيدا هي القاعدة التي نمت (توسَّعت) منها الإمبراطورية الفينيقية على ساحل البحر المتوسط. ويُشاع القول بأنَّ يسوع المسيح والقديس بولس (أحد تلامذته) زارا صيدا، وكذلك الإسكندر الأكبر، الذي استولى على المدينة في العام 333 قبل الميلاد.
قال عنها الفنان الفرنسي تشارلز ميريون: "أشخاصٌ قليلون جديدون هناك، من الصعب وصفهم".
6. الفيوم، مصر:
أُهِلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 4 آلاف سنة قبل الميلاد.
في جنوب غرب القاهرة، تشغل الفيوم حيزاً من مدينة Crocodilopolis – المدينة المصرية القديمة التي عبدت التمساح المُقدَّس آنذاك. تتألَّف الفيوم الحديثة من بازاراتٍ سياحية عدَّة، ومساجد، وحمامات عامة، بينما يوجد هرميّ اللاهون وهوارة على مقربة.
كتب المؤرخ اليوناني هيرودوت: "مصر.. أرضٌ مكتسبة، وهبة النيل".
5. شوش أو سوسة، إيران:
أُهِلَت بالسُكَّان منذ 4200 سنة قبل الميلاد.
كانت سوسة هي عاصمة الإمبراطورية العيلامية قبل أن يُسيطر عليها الآشوريون. والتي اتخذها فيما بعد الأخمينيون الفُرس، تحت قيادة الملك كورش الكبير، واستُخدمت في مسرحية The Persians، المأساة الأثينية التي كتبها إسخيلوس والمسرحية الأقدم في تاريخ المسرح. يبلغ عدد سكان المدينة الحديثة، شوشان، حوالي 65 ألف نسمة.
تعتبر وزارة الخارجية الآن غالبية المدن الإيرانية آمنةً للمسافرين.
4. دمشق، سوريا:
أصبحتْ مدينةً مأهولة للمرة الأولى منذ 4300 سنة قبل الميلاد.
تُشير بعض المصادر إلى أن دمشق أقدم مدينة مأهولة في العالم، فربما تكون أُهلَت بالسُكَّان لأول مرّةٍ منذ 10 آلاف عام! أصبحت دمشق مستوطنةً مهمة، بعد وصول الآراميون، الذين أسَّسوا شبكة من القنوات المائية، والتي لا تزال تُشكِّل الأساس لمحطات المياه الحديثة. وقبل استيلاء الإسكندر الأكبر عليها، كانت دمشق في حوزة الرومان، والعرب، والعثمانيين. جعلت وفرة المعالم التاريخية من دمشق وجهة سياحية شهيرة، حتى فترة القلق والاضطرابات الأخيرة.
كتب الكاتب والمؤرخ الإنكليزي الفرنسي هيلاي ربيلو: "دمشق هي.. رمز. يمكن للمرء أن يطلق عليها مجموعة من الرموز. إنَّها رمزٌ للظروف المادية المُستمرة عبر التاريخ؛ الحدود الجغرافية الدائمة للمستوطنات البشرية، والحكومة، والحرب".
3. حلب، سوريا
أُهلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 4300 سنة قبل الميلاد.
هي أكثر المدن السورية اكتظاظاً بالسكان (4.4 مليون نسمة). وبسبب شغل المدينة الحديثة للموقع القديم، فقلّما يعمل داخلها علماء الآثار. خضعت لسيطرة الحيثيين في العام 800 قبل الميلاد، قبل المرور بالآشوريين، واليونانيين، والفرس. وقعت حلب تحت احتلال الرومان، والبيزنطيين، والعرب فيما بعد، وحاصرها الصليبيون، ثم استولى عليها المغول والعثمانيون. دُمِّرَت العديد من الجواهر المعمارية في المدينة جرَّاء النزاع الأخير.
2. جبيل، لبنان
أُهلَت بالسُكَّان منذ 5 آلاف سنة قبل الميلاد.
أُسِّست مدينة جبيل على يد الفينيقيين، وأطلق عليها الإغريق اسم "بيبلوس، Byblos" – حيث استوردوا منها ورق البردي. ومن هنا اشتُقت الكلمة الإنجليزية Bible من كلمة Byblos. وتتضمَّن مواقع الجذب السياحية الرئيسية بالمدينة المعابد الفينيقية القديمة، وقلعة جبيل، وكنيسة القديس يوحنا المعمدان، التي بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر، والسور الذين يحيط بالمدينة من القرون الوسطى. تُعدُّ مهرجانات جبيل الدولية اليوم، والتي تُقام على ميناء جبيل التاريخية، مصدر الجذب الأكثر حداثة، حيث تقدّم فيها الفِرَق الموسيقية مثل فرقة كين، وفرقة جيثروا تول والفنانون العالميون والمحليون عروضاً موسيقية ضخمة.
1. أريحا، الأراضي الفلسطينية
أُهِلَت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 9 آلاف سنة قبل الميلاد.
تُعدّ أريحا أقدم مدينة مأهولة في العالم، إذ كشف علماء الآثار عن بقايا 20 مستوطنة متعاقبة فيها، يعود تاريخها إلى 11 ألف سنة. تقع المدينة على مقربة من نهر الأردن في الضفة الغربية، وهي الآن موطن لنحو 20 ألف شخص.
لا تنصح وزارة الخارجية بالسفر إليها.يُذكر أخيراً أن مدينة صور اللبنانية جاءت في المرتبة 12، وهي موطن الملكة عليسة (وتُعرف أيضاً باسم إليسار أو إليسا)، وتأسَّست منذ 2750 عاماً قبل الميلاد. كما جاءت مدينة القدس، عاصمة فلسطين، في المرتبة 11، وقد أُهلت بالسُكَّان للمرة الأولى منذ 2800 سنة قبل الميلاد.
