في ذكرى رجل الدبابة 1989، الشرطة الصينية تغلق ساحة تيانانمن لكن لماذا تمنع تداول كلمة الخمر على وجه التحديد؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/04 الساعة 15:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/04 الساعة 20:19 بتوقيت غرينتش

يتذكر المواطنون الصينيون في جميع أنحاء العالم الرجل الأعزل، الذي لم يكن مُسلحاً إلا بحقيبتين للتسوق، ووقف أمام صف من الدبابات تتحرك في شوارع بكين في عام 1989، حسب صحيفة THE GUARDIAN البريطانية.

تُمثل صورة ذلك الرجل المعروف باسم "رجل الدبابة"، واحدة من أكثر الصور الراسخة عن حملة القمع العسكرية العنيفة التي شنتها الصين ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في ميدان تيانانمن، المعروف في الصين باسم ليوسي، أو الرابع من يونيو/حزيران.

أعاد المتظاهرون في الذكرى السنوية التاسعة والعشرين لحملة القمع في تيانانمن، تجسيد المواجهة باستخدام هاشتاجات مختلفة بما في ذلك # Tankman2018 # Tankmen2018، وهي حملة بدأها الفنان الصيني ورسام الكاريكاتير، باديكوBadiucao.

الفرد يصنع التغيير

ووفقاً لما قاله باديكو، يُمثل رجل الدبابة "شيئاً ضائعاً في جيل الشباب الصيني الآن- ألا وهو المثالية والعاطفة والشعور بالمسؤولية والثقة في قدرة الفرد على إحداث تغيير". وأضاف، "يُعد رجل الدبابة ذا صلة كبيرة بما يحدث اليوم ويجب أن يراه الناس. لم يتغير المجتمع كثيراً بما أن القمع والمجازر الوحشية لم تتوقف في البلاد".

أعطى باديكو تعليمات للمتظاهرين لالتقاط صور لأنفسهم وهم يرتدون "الزي التقليدي" لرجل الدبابة، القمصان البيضاء والسراويل السوداء والأحذية السوداء، بينما يحملون اثنين من الحقائب البيضاء. وقام الفنان بتصاميم للحقائب عليها صور بيبا الخنزير وويني ذا بو، وهي شخصيات كرتونية خيالية تخضع للرقابة في الصين، وكذلك عبارات "mi tu" أو "rice bunny" التي تُعد من العبارات المحظورة الآن، والتي يستخدمها الناشطون الصينيون في حركة مي تو "#MeToo"، حسب صحيفة صحيفة THE GUARDIAN البريطانية.

نشر الناشط الصيني  تشو فنغسو، الذي كان زعيماً طلابياً خلال الاحتجاجات التي حدثت في عام 1989، صوراً له من  واشنطن في التغريدة التالية

ونشر آخرون من كندا إلى نيوزيلندا صوراً لأنفسهم تضامناً مع الرجل الدبابة، في التغريدات التالية:

ماذا حدث في ميدان تيانانمن؟

في ربيع عام 1989، نظم الطلاب الصينيون والعمال المنزعجون من السيطرة الاجتماعية والسياسية للحزب الشيوعي الصيني مظاهرات وإضرابات عن الطعام تدعو إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية. وفي الرابع من شهر يونيو/حزيران، توقفت الحركة عندما نُشر أكثر من 200,000 جندي في انحاء البلاد لإنهاء الاحتجاج، مما أسفر عن مقتل المئات إن لم يكن الآلاف من المدنيين.

وفي الخامس من شهر يونيو/حزيران عام 1989، خرج رجل يرتدي قميصاً أبيض فضفاضاً في شارع قريب من ميدان تيانانمن، ووقف أمام رتل من الدبابات، وفقاً للقطات الفيلم. وعندما حاولت الدبابة الأولى أن تتجاوزه، أوقف مسارها. ثم توقفت الدبابة وتسلق عليها، وفتح باب الدبابة، ويبدو أنه تحدث إلى جندي في الداخل. وعندما نزل عن الدبابة، استمر في إعاقة طريقهم إلى أن جاء رجلان وسحباه عبر الشارع. أذيعت تلك اللحظة في جميع أنحاء العالم وأصبح يعرف باسم رجل الدبابة Tank Man.

رجل الدبابة الذي لا يعرف مصيره حتى الآن

وبررت السلطات الصينية حملة القمع التي شنتها في تيانانمن بالقول إن الاحتجاجات كانت بتحريض من "أعداء الثورة" واستغلتها القوات الأجنبية التي تهدد استقرار البلاد. ولا يزال حظر الحداد على الضحايا مستمراً وأي مناقشة عن الحادثة مُقيدة بشدة.

لا يزال مصير رجل الدبابة لغزاً حتى اليوم. يقول بعض المؤرخين إنه هرب إلى تايوان. ويعتقد آخرون أن السبب في أنه لم يُسمع عنه بعد تلك الحادثة مجدداً، ربما يكون لأنه عاد مرة أخرى للاندماج في المجتمع الصيني، حسب صحيفة صحيفة THE GUARDIAN البريطانية.

والشرطة لا تزال تخاف الميدان والخمر

في شهر يونيو/حزيران من كل عام، تلتزم الشرطة بوجودها المكثف حول ساحة تيانانمن ويُبعد نشطاء حقوق الإنسان من العاصمة. ووفقاً لإذاعة آسيا الحرة، فقد اعتُقل رجلان في مقاطعة هونان بسبب رفعهما لافتات تقول "الرابع من يونيو/حزيران الذكرى التاسعة والعشرون". واحتُجز أربعة رجال في سيتشوان  منذ منتصف عام 2016  ولا يزالون منتظرين المحاكمة، وذلك لأنهم صنعوا خمراً وأطلقوا عليه اسم باجيوليوسي، وهو مجازاً للتعبير عن "  4-6-89″ واللعب بالتشابه بين كلمتي baijiu التي تعني الخمر وكلمة bajiu التي تعني الرقم 89.

وتمنع إرسال مبالغ تحمل تاريخ الأحداث

لم تذكر وسائل الإعلام الصينية الرسمية أو المسؤولون الذكرى السنوية للأحداث التي وافقت يوم الإثنين. واستمرت الرقابة على الشؤون المتعلقة بمظاهرات ساحة تيانانمن، ومُنع مستخدمو تطبيق WeChat من إرسال مبالغ نقدية قيمتها 89.64 أو 64.89 يوان.

 

علامات:
تحميل المزيد